البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإعلام المصري عندما يهدأ

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3716


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


انتقلنا بفعل قرار الحكومة المصرية في أعقاب نيّتها الطعن، الذي تقدمت به هيئة قضايا الدولة ضد الحكم القضائي الصادر ضد حركة حماس في 28 فبراير الماضي، باعتبارها إرهابية، من حالة الفزع الأكبر إلى حالة من الهدوء، حتى برغم عدم اتخاذها نفس الخطوة باتجاه حكمي المحكمة السابقين، بحظر نشاطات حماس في 4 مارس 2014، واعتبار كتائب القسام تنظيم إرهابي منذ31 يناير الماضي، فالشكل الذي سترد به الحكومة على ما تصفه بالطعن ضد حكم المحكمة، كان كنوع من إعادة ترتيب سياستها باتجاه الحركة، في ظل بيئة سياسية مضطربة وأمنيّة غاية في الاشتعال، بعد أن دفعت جهدها في هذا الاتجاه، بناءً على ادعاء المحامي "سمير صبري" الذي أقام الدعوى أمام محكمة الأمور المستعجلة، إذ بات في نظرها، أن ليس من الصالح العام، خلق الإثارة أكثر مما هي متواجدة، سيما وأن حكم المحكمة أخذ أبعاداً سياسية عدّة، وأهمها أنه لن يكن مقبولاً تماماً لا محلياً ولا دولياً أيضاً، أن تبلغ الأمور إلى هذه الدرجة من العداء.

وإن كان لوفد الجهاد الإسلامي الذي توجه لمصر أوائل الشهر، الدور المهم في إزاحة هذه الحالة، لدى الطرفين المصري وحركة حماس إلى الجانب، لكن الحسابات المصرية دفعت باتجاه التفكير مرتين الآن وفي المستقبل، قبل الإقدام على تنفيذ سياسة مُعادية من هذا النوع، فعلاوة على أن من الضرورة تهدئة الأمور، فإن هناك ضرورة لمراعاةً آراء محلية لأحزاب وشخصيات مصرية، وتحقيقاً لرغبات عربية ومنها السعودية، سيما وأن سياسة الملك "سلمان بن عبد العزيز" الآن مختلفة، ولو بقدرٍ قليل عن السياسة الفائتة التي كان ينحوها الملك الراحل "فهد بن عبد العزيز"، إضافةً إلى تعزيز فرص نجاح المؤتمر الاقتصادي الذي سينعقد في شرم الشيخ بعد ساعات قليلة من الآن، وهذه الحسابات نفسها هي ما ستُملي العناوين الرئيسة على الإعلام المصري(الرسمي والخاص) في الأيام والأسابيع وربما تمتد إلى الأشهر القادمة.

فمنذ ثورة 25 يناير 2011، أصبحت حماس تئنّ تحت وطأة المؤسسات المصرية بعمومها وكان على رأسها الإعلام، الذي بادر بشن هجومات مختلفة باتجاه الحركة، فاقت في تأثيراتها الهجومات العسكرية، والكل يعلم بأن الجسد أكثر صبراً على التحمل من النفس، سيما وأن هناك علاقة للإسرائيليين في هذا الصدد، كونهم استبشروا فيما إذا كان إقدام الجيش المصري على ضرب حماس عوناً لهم، فقد خضعت الحركة لتلقي اتهامات شديدة، بداية من اشتراكها بإشعال الثورة ضد نظام "حسني مبارك"، ومروراً بتنفيذ عمليات عسكرية دموية ضد مصريين، وانتهاءً بسعيها إلى تهديد الأمن القومي المصري بشكلٍ عام، حيث عمل ذلك الإعلام على تحشيد الرأيين المحلي والإقليمي وحتى الدولي ضد الحركة، ودعا بشكلٍ جاد وواضح إلى معاقبتها، من خلال توجيه ضربات عسكرية في عقر دارها، وخاصةً بعد صدور الحكم القضائي الأخير، وكنّا شاهدنا كم كانت ردّة فعله الشديدة والصارخة، ضد مصريين وفلسطينيين عارضوا أو انتقدوا ذلك الحكم، بأنّ عليهم السكوت أمام القضاء المصري، كونه سيّد نفسه، وكان على رأس الذين كانوا محل ردّة الفعل هذه، الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" الذي أكّد بأن من غير الممكن الحكم على كتائب القسام بأنها (إرهابية) كونها حركة مقاومة، كما خضع السفير الفلسطيني لدى الجامعة العربية "محمد صبيح" إلى التوبيخ الشديد، بسبب تكهّنه بأن حكم المحكمة لا يمثل رأى الحكومة المصرية.

الآن وفي أعقاب قرار الطعن على حكم المحكمة، فماذا سيصنع الإعلام المصري، هل سيتجلد بالصبر، أم سيرد على الحكومة أسوة بردوده على السياسيين والمعارضين، ومن لهم وجهة نظر من قبل؟ بالتأكيد سيتجلّد، سيما وأننا لم نسمع أو نشاهد أيّة انتقادات ضد الحكومة الطاعنة على الحكم، مع أنها لم تسلم بشأن قضايا أخرى كانت محل اهتمامٍ ومسائلة.

يمكن الافتراض، بأن إذا ما قرر المصريون مجاراة الإعلام الهائج، بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحركة لأجل الردع فقط، وهم ليسوا على يقين ولو بـ 1% بأن أيدي حماس هي العابثة، لأن التقديرات الاستخبارية تعلم باستحالة ذلك، فإن الثمن الذي سيتم دفعه سيكون باهظاً، ليس بسبب ردود حماس العسكرية، ولكن بسبب أن هذا الرد سيجد تعبيره في إضعاف الدور المصري عموماً أمام المجتمع الدولي، نظراً لأن شكل الضربة سيكون قاسياً ضد الحركة وعموم الشعب الفلسطيني بسبب ارتداداته المميتة أولاً، وثانياً فإن من المتعذّر ضمان نجاحها والانتهاء من المشكلة، إضافة إلى أنها ستعمل على إحلال المزيد من الصراع مكان التعاون والمفاهمة، بل وستدفع إلى تدخلات لنماذج مختلفة تكون أكثر عداوة في المنطقة، تعمل على ضرب الاستقرار ولمدد طويلة وغير معروفة الأجل.

على أي حال، فإن قرار الحكومة المصرية الطعن على القرار، لا يعني بأنه نهاية المطاف، بسبب أن من هم في الحكم المصري، لا يزالون يتميزون غيظاً ممّا يسمّونه بالإرهاب الذي تقوم به الحركة أو ما تقدمه إلى مناوئيهم، وليس صدفة أنهم ربطوا بناءً على تفاهمات مع وفد الجهاد، بأن على حماس التبرؤ تماماً وعلى الطريقة المصرية، من أية أعمال إرهابية، وبإثبات تعاونها مع الحكم القائم في حربه ضد الإرهاب، وتحللها من الالتزام بأيديولوجيا الإخوان، فهذه هي التي تحدد فيما إذا كان سهلاً على حماس، سيما وأنها أبدت ترحيباً بقرار الحكومة المصرية، مرفقاً بعشرة أيامٍ مليئة بآيات من النوايا الحسنة، وتلك التي من شأنها تسكين القلوب المصرية، آملاً منها في تصحيح ما فسد، وفي أن يهدأ الإعلام على نحوٍ خاص.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الاخوان المسلمون، الانقلاب بمصر، عبد الفتاح تاسيسي، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، محمد العيادي، محمد يحي، رافد العزاوي، إسراء أبو رمان، حميدة الطيلوش، عمار غيلوفي، عبد الغني مزوز، سامر أبو رمان ، خالد الجاف ، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حاتم الصولي، عراق المطيري، مصطفى منيغ، سلام الشماع، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد النعيمي، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، سيد السباعي، د. أحمد محمد سليمان، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، وائل بنجدو، أحمد ملحم، عبد الله زيدان، د. صلاح عودة الله ، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، صلاح المختار، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سعود السبعاني، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، صفاء العراقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، إيمى الأشقر، نادية سعد، محمد الياسين، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، سامح لطف الله، د - صالح المازقي، عبد الله الفقير، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، تونسي، صلاح الحريري، العادل السمعلي، الهيثم زعفان، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، فتحي العابد، أنس الشابي، عزيز العرباوي، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، يحيي البوليني، سلوى المغربي، صالح النعامي ، د- هاني ابوالفتوح، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد الحباسي، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، طلال قسومي، د. خالد الطراولي ، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، حسن عثمان، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الناصر الرقيق، د- محمد رحال، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، رافع القارصي، عمر غازي، منجي باكير، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، مراد قميزة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة