البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

البيعة الإنتخابية

كاتب المقال سفيان عبد الكافي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4020


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


صحيح أن حق الترشح للانتخاب هو حق لكل مواطن متمتع بحق المواطنة طبقا للدستور، ولكن نعتبر ان الفاعلية هي مطلب اساسي لابد ان ينتجه النائب، وعليه نعتبر ان تكوين النائب امر لابد من النظر فيه، ونحن في بداية الطرح حول موضوع الانتخابات نمر الى تحليل منظومة الاقتراع والطريقة الإنتخابية، والتي تتمحور اساسا حول الإختيار ما بين منظومة الإقتراع على الفرد والإقتراع على القائمة والأفضلية بينها.
ولتحديد هذا الأمر لابد من البحث في ايجابيات وسلبيات كل طريقة.

في تصورنا التشاركي المفتوح في قيادة الدولة، نعتبر ان التلون في المجالس النيابية امر مطلوب وواجب، ونعتبر ان العلمية والتكنوقراطية صفة اساسية لابد ان تتوفر في النائب بحكم ما تقتضيه آليات التعامل مع البيانات المفتوحة داخل ادارة قاعدة البيانات والحكومة الإليكترونية، ولابد ان تجتمع في النواب مواصفات دنيا من المعرفة والفهم والذكاء ليكون الخيط الرابط بين مختلف القوى حتى لا تعيق الإيديولوجية البناء التنموي ويفقد مجلس النواب فعاليته خاصة في القضايا الجوهرية التي يختلف فيها، ورغم ما يوفره اللون الواحد من سلاسة وسرعة في التنفيذ ورسم سياسة الدولة إلا اننا ننئ عنه لما يكرسه من إنفراد وإستبدادية.

نسعى داخل المنظومة التشاركية إلى اعطاء قيمة للمنافسة الإنتخابية، ولا تبقى الترشحات صورية كما حصل في انتخابات المجلس التأسيسي حيث لا امل لمتذيلي القوائم، أو مقعد مضمون كما كان في العهد النوفمبري داخل القائمات الفائزة باعتبار الفائز يأخذ الكل.

كما ان القوائم تلغي اختيار الناخب للشخص وتكتفي باقتراح اسماء تحت لواء الترتيب، وهذا ما جعل العديد من القوى تطالب باعتماد الإنتخاب على الأشخاص.

ونحن في تصورنا التشاركي لا ننظر إلى العملية باعتبارها احقية افراد او جماعات بقدر نظرتنا إلى القيمة التشاركية والروح التفاعلية والفاعلية المرجوة من المجلس النيابي تحت لواء اي منظومة كانت.

اذ نبحث عن تعددية لا تعطل التمشي الطبيعي والسلس للمجلس النيابي وتبقيه متماسكا لنحمي الدولة والبلاد من الأزمات السياسية التي تظهر عادة في المنظومات البرلمانية، فهشاشة مجلس النواب ينعكس مباشرة على الحكومة، فمجلس هش ينتج حكومة هشة، مما يغّيب فاعلية السلطة التنفيذية ويذهب بهيبة الدولة، وبالتالي ينهار المنوال التنموي.

في غياب سيادة الدولة ترضخ الإدارة لإملاءات المافيا الاقتصادية الداخلية والخارجية، ويعود الإستبداد بأي شكل من الأشكال، وهو ما يؤسس لإستعمار آخر متطور، وتذهب الثورة سدا وتصبح المرحلة التأسيسية مرحلة تخريبية، فلا نُحصّل ديمقراطية ولا حتى استبداد، إنما نحصل عبودية مقيتة تعيدنا دهورا للماضي التعيس السحيق.

ان القيام بنفس الخطوات ونفس التجربة بنفس الطريقة مع انتظار نتائج مختلفة هو الغباء بعينه، ولهذا لابد من استغلال المرحلة التأسيسية لإنتاج منظومة انتخابية فعالة بأساليب جديدة بعيدا عن المسلك القديم، إذ لابد من تركيز آليات علمية وتشريعات لا لبس، لا يعتريها التشكيك، لتعكس البيعة الحقيقية للشعب بعيدا عن التزوير بكل مظاهره البائنة والمتسترة، فالإنتخابات بيعة يبايع فيها الشعب من خلال الصندوق من يراه اهلا للحكم ويمثله ويحمل قضاياه ويدافع عنه، وهذا يستوجب علاقة تواصل دائمة وتعارف شفاف ما بين المرشح او النائب والمواطنيين، ولا يتأتى هذا الا عندما يكون النائب مترشحا عن منطقة مقيما فيها باقدمية محترمة ليلامس عن قرب متطلبات المنطقة ويعرفه المواطنون مع وجود اوصر تحاور وتوصل ما بينه وبين المواطنين.
في تصورنا للديمقراطية التشاركية المفتوحة نفكر دوما في المواطن وكيفية تعميق تحكمه ومشاركته الفعالة من موقعه، او من موقع تنظمه، وقد تبدو المنظومة الفردية اقرب لتحقيق هذه التطلعات، ولكن في المقابل القائمة تعزيز دور المجتمع المدني والتشاركية.

نحن نعتبر ان التعادلية اساس الإستقرار في كل شيء، وهو ما يدفعنا إلى البحث عن سبل جديدة ورؤى أخرى تصورية تدمج المنظومتين مع بعضهما لتخرج لنا آلية جديدة محدثة تمكننا من ملامسة الصواب اكثر ما يمكن والبحث عن تصور توافقى بين الطريقتين ونسج منظومة تأخذ من كل الطريقتين محاسنها وتتلافى مساوئها.

ننشئ مقاربة جديدة تراعي العصر الرقمي وعصر التواصل المفتوح لتعزز قيم المواطنة والشفافية والحوكمة التشاركية المفتوحة.

كل هذا يحتاج إلى جهد بحثي وتحليلي وتمحيصي يتركز على كلا الطريقتين لإستخراج المحاسن ودرء النواقص، دون نسيان دور اعداد النائب وتكوينه ليمتلك الآليات الكفيلة التي تساعده في ممارسة الحكم.

نسعى إلى تكريس سيادة حقيقية للشعب ولا يبقى الناخب مركونا في الرفوف لا ينظر إليه الا زمن الإنتخابات والإقتراع ومن بعده يمرى به عرض الحائط.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الإنتخاب، دراسات فكرية، الفكر السياسي، دراسات سياسية، البيعة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-03-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  القائمة السوداء "فيتو" المواطن
  الجمع ما بين القائمة والأفراد لتشكيل البرلمان: الشعب يرتب القوائم وليس الأحزاب
  مساوئ الانتخاب على القوائم
  إيجابيات الانتخاب على القوائم
  ايجابيات وسلبيات الانتخاب على الأفراد
  ديباجة في مفهوم الحوكمة المفتوحة في الديمقراطية التشاركية ذات البيانات المتاحة
  البيعة الإنتخابية
  ملخص منظومة الحوكمة التشاركية ذات البيانات المفتوحة
  القيم الإنتخابية في منظومة الحوكمة المفتوحة
  فلسفة العبور في المنظومة العالمية الرقمية
  السيادة للشعب... فتح البيان لوضع الميزان...
  القوائم والإنتخابات البرلمانية
  الديمقراطية التشاركية في البرلمان
  البرلمان المفتوح: كيف تصنع البرلمانات؟... هل نحن في حاجة لبرلمان؟
  الممارسة التنفيذية لرئيس الدولة
  شروط الترشح لإنتخابات رئيس الجمهورية
  التصفية الأولية في الترشاحات للرئاسية
  تصنيف في صلاحيات رئيس الجمهورية
  التعادلية أساس حكم الديمقراطية التشاركية
  الثرثرة الدستورية
  الديمقراطية التشاركية: مشروع مجتمعي الكل منخرط فيه
  مشروع دستور (2)
  مشروع دستور (1)
  أي نظام حكم يستوعب الحوكمة؟
  هل تتفاعل البرلمانية والحوكمة التشاركية؟
  حوكمة الحكم الرئاسي
  حوكمة المؤسسة الدينية
  تقنين وتأطير السلطة الدينية
  السلطة الدينية في منظومة الحوكمة الإلكترونية
  المنظومة التقنية العلمية في الدولة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، د - شاكر الحوكي ، عمار غيلوفي، سليمان أحمد أبو ستة، ياسين أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، محرر "بوابتي"، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، علي الكاش، د. عبد الآله المالكي، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، كريم فارق، سلوى المغربي، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، مصطفي زهران، نادية سعد، الهيثم زعفان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد يحي، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، صفاء العراقي، خالد الجاف ، رافع القارصي، الناصر الرقيق، د.محمد فتحي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - المنجي الكعبي، د - مصطفى فهمي، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، تونسي، أحمد النعيمي، فهمي شراب، د - الضاوي خوالدية، يحيي البوليني، أحمد بوادي، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، طلال قسومي، محمد الياسين، فتحي العابد، مجدى داود، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، ضحى عبد الرحمن، د. مصطفى يوسف اللداوي، صلاح المختار، صباح الموسوي ، محمد العيادي، د- هاني ابوالفتوح، أنس الشابي، العادل السمعلي، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، فوزي مسعود ، محمد شمام ، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، عواطف منصور، د- محمود علي عريقات، د. أحمد بشير، سلام الشماع، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، عراق المطيري، أبو سمية، حسن عثمان، يزيد بن الحسين، رافد العزاوي، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، مراد قميزة، منجي باكير، عمر غازي، محمد اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله زيدان، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، سيد السباعي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة