البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العمل الخيري في تونس بين الإرتجال و المأسسة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6614


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لازال العمل الخيري و الإغاثي في تونس يتحسس طريقه نحو الفاعلية و الجدوى، لذلك فهو في طور التشكل و الظهور في المشهد المجتمعي العام سواء في التدخل العادي أو عند الأزمات الكبرى.

لكن الملاحظ أن هذا العمل يعاني عدة صعوبات رغم أهميته الكبرى، و أول هذه الصعاب النظرة السيئة التي يحملها الوعي الشعبي تجاه العمل الخيري نتيجة إرث معين تركه النظام السابق لدى عموم الناس التي لازالت مشاهد المخلوع و زوجته و باقي الحاشية و هم بصدد توزيع الفتات من ثروة الشعب التونسي على الفئات الضعيفة منه في مشاهد كاريكاتورية أقل ما يقال عنها أنها بائسة و مزرية و تحقر من نفسية ذلك المحتاج الذي يقع تصويره من قبل الإعلام لإظهار السيد الرئيس بمظهر الأب الحنون على شعبه كما أن تجربة صندوق 26-26 التي كان في الحسبان أن تكون أمل الفقراء و المحتاجين في التدخل لإنقاذهم مما هم فيه حادت عن المهمة النبيلة التي زعم النظام أنها أحدثت لأجلها حيث أصبح هذا الصندوق مسخر لسرقة أموال الخاصة و العامة التي تكدست فيه لفائدة العصابة الحاكمة التي إستأثرت بهذه الأموال.

من بين المعوقات الأخرى التي تعترض جمعيات العمل الخيري غياب الوعي لدى المواطن الذي لازال إلى حد الأن لم يقتنع بعد بالأهمية القصوى للعمل الخيري و الإعاثي و تأثيره البالغ في الفئات الفقيرة إذ تجده عازفا عن التبرع و ذلك لإنعدام ثقته في هذه الجمعيات حيث يحرص العديد من المواطنين على التبرع للمحتاجين بصفة مباشرة و هو ما يمكن أن يكون إيجايبا لكن سلبيا في نفس الوقت لأن هذا الفعل من الممكن أن يجعل عدة مساعدات تذهب لنفس الأشخاص في حين يحرم الآخرين لذلك فإن الجمعيات عادة ما تكون الوسيط بين المتبرع و المحتاج حيث تحرص على التوزيع على المستحقين من خلال قواعد بيانات تعد مسبقا هذه القواعد لا يمكن أن تتوفر للمواطن العادي الذي عادة ما يعتمد على معرفته الخاصة خلال عملية المساعدة للمحتاج.

كما أن الإرتجال في عمل الجمعيات الخيرية في تونس ساهم بشكل واضح في عرقلة عملها و الحد من نجاعته و هذا الامر في حد ذاته يعود لعدة أسباب أهمها كثرة هذه الجمعيات مما جعل أموال المتبرعين تتشتت و تصبح غير ذي جدوى إضافة إلى ضعف التكوين الذي يعاني منه الأفراد الممارسين للعمل الخيري حيث يعتقد أغلبهم أن عملية جمع الأموال من الناس عملية سهلة لكن الحقيقة عكس ذلك تماما حيث أن عملية إقناع الناس بالتبرع صعبة للغاية ذلك أن إخراج المال من جيب الإنسان من أقسى اللحظات النفسية عليه و هي سمة مشتركة بين الجميع لكن بدرجات متفاوتة طبعا و لا أدل على ذلك ما ذكر في القرآن الكريم حيث يقول الله عزو جل في سورة الفجر" و تحبون المال حبا جما" و في سورة الكهف " المال و البنون زينة الحياة الدنيا" و قد سبق ذكر المال على ذكر الأبناء وهو أكبر دليل على المكانة التي يحتلها المال في قلوب الناس إلا من رحم ربي و الشواهد عديدة في هذا المجال لذلك فإن الناشط الخيري يجب أن يكون على كفاءة عالية ليتمكن من النجاح في مهمته الأساسية ألا وهي إقناع الناس بأهمية التبرع.

إضافة إلى هذا فإن العمل الخيري في تونس يعتبر حديث العهد حيث كان مجرد الحديث عليه في ظل النظام السابق يؤدي مباشرة إلى السجن و التونسيون ليست لديهم تقاليد في هذا المجال لذلك فهذا التعثر طبيعي خصوصا في البدايات لكن هناك العديد من الأشياء التي تبشر بالخير حيث بادرت قرابة 54 جمعية خيرية في تونس للإنضواء تحت الأمانة العامة وهي هيئة عليا تقوم بالتنسيق بين مختلف هذه الجمعيات سواء من خلال عملياتها الإغاثية على غرار ما حصل إبان تهاطل الثلوج أو الفيضانات بالشمال الغربي أو من خلال الإشراف على تكوين و تدريب الكادر البشري الذي يشرف على العمل الخيري و بذلك تحاول هذه الامانة العامة الإنتقال بالعمل الخيري في تونس من الإرتجال إلى المأسسة لتصبح الجمعيات الخيرية مؤسسات متكاملة و تمتاز بحرفية عالية في عملها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، العمل الخيري، العمل الجمعياتي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، أنس الشابي، علي عبد العال، سعود السبعاني، محرر "بوابتي"، أحمد بوادي، ياسين أحمد، عواطف منصور، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، تونسي، محمد الطرابلسي، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، مراد قميزة، د - عادل رضا، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، أشرف إبراهيم حجاج، صباح الموسوي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، حسن عثمان، د - صالح المازقي، نادية سعد، محمود سلطان، أحمد الحباسي، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، علي الكاش، مجدى داود، محمد أحمد عزوز، طلال قسومي، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمد رحال، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، كريم السليتي، د- جابر قميحة، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، كريم فارق، إياد محمود حسين ، العادل السمعلي، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، يحيي البوليني، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، منجي باكير، د - مصطفى فهمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي العابد، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، سفيان عبد الكافي، أحمد النعيمي، سيد السباعي، عبد الله الفقير، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، محمود فاروق سيد شعبان، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، الناصر الرقيق، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، سلوى المغربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عبد الآله المالكي، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد يحي، حسن الطرابلسي، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، فتحي الزغل، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، الهيثم زعفان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافع القارصي، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، خالد الجاف ، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، صفاء العربي، الهادي المثلوثي، أبو سمية، محمود طرشوبي، سليمان أحمد أبو ستة،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة