البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المازوشية التونسية

كاتب المقال ناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1092


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من خلال ردود الأفعال على اختطاف واخفاء مواطن تونسي (شهرته فضحت هذه الردود) دون احترام للحدود الدنيا لحقوق الإنسان، تبيّن ليأنّ جزءا مهمّا من الشعب التونسي يعاني نوعا من الـ Masochism، المازوشيّة حيث يجد الإنسان متعة في الألم.

وهي مرض وسلوك منحرف يصيب الإنسان فيصبح يقبل بل يبحث عن الألم (المسلّط عليه وفي هذه الحالة المسلّط على غيره) للتلذّذ به. وقدجلست أراقب وأقرأ كثيرا من التعليقات على الفايسبوك لنساء ورجال يظهرون للوهلة الأولى أنّهم طبيعيون بل دخلت على بروفيلاتهم لأفهمربّما دوافعهم نحو هذا الشعور بالشماتة، فاكتشفت أنّ عددا لا يستهان به منهم، بروفيلاتهم مليئة بالآيات والأحاديث والأذكار وحتّى الحكمالاغريقية واليونانية، إذن أين المشكل؟

المشكل أنّ هؤلاء الناس مرضى ولا يعلمون أنّهم كذلك، فأمراض كالمازوشية والسكيزوفرينيا والأمراض النفسية عموما لا يشعر بها المريض،بل حين تسأله...لاباس؟ يجيبك، علاش بالِكْ اِتْشُوف فِيَّ مريض.

نعم أنت مريض لكنّك لا تعلم ذلك وهذا يشكّل خطرا عليك وعلى المحيطين بك وربّما على المجتمع بأسره.

لقد كشفت هذه الجريمة المرتكبة من قبل الدولة في حقّ مواطن يتمتّع بقرينة البراءة، عن أعطاب عدّة أصابت التونسي في نخاعه الشوكي،في تركيبته والمنظومة القيمية التي تحكمه. فالتونسيون الشامتون حتما متعطّشون للدماء، وهذا التعطّش للدماء ليس إلّا دليل مرض عضالوإشارة يجب أن ننتبه لها لأنّها فعلا مهددة لهذا المجتمع الذي يظهر من الخارج بكامل زينته وأناقته لكنّه عفن حدّ النتونة ونتن حدّ العطن.

سأسوق لكم مثالين من الشامتين في جريمة خطف واخفاء مواطن تونسي لتفهموا جيّدا ما أريد قوله.

المثال الأوّل: فتاة متخرجة من الجامعة، معطّلة عن العمل أكيد أنّها فرحت بقانون عدد 38 الذي صادق عليه البرلمان، رأيتها مساندة للانقلابناعتة البرلمان بشتّى النعوت فذكرتها بأنّ البرلمان هو من سنّ قانونا ينصفها، فلم تنصت ثم جاء المنقلب وألغى القانون، فذكرتها بخطئها فلمتنصت، ثمّ رأيتها فرحة بخطف واخفاء البحيري، فخطر ببالي أن أسألها...هل قتل البحيري مثلا، سيوفّر لها لها فرصة عمل؟ لكنّي لم أسألهالأنّه مضيعة للوقت.

المثال الثاني: أحد التونسيين رأيته معلّقا في صفحة أحدهم بتعليق ينضح شماتة في جريمة خطف واخفاء البحيري، فهزّني الفضوللاكتشافه. دخلت على حائطه فهالني ما رأيت، مهندس درس بأفضل الجامعات ويشتغل باحدى أعرق الشركات هنا في باريس. زد أنّملامحه توحي بالطيبة والرقّة، فقلت ثمّة شيء غير طبيعي في الشخصية التونسية، ثمّة اجرام مخفي لم يحدثنا عنه أحد. وتخيّلوا أنّي وجدتهكاتبا على صفحته في حذلقة واضحة وادّعاء بالمعرفة، أنّ لويس السادس عشر حين سمح بعودة البرلمان قام الأخير بعزله ثمّ قطع رأسه،ونسيَ هذا المجرم المتخفّي أنّه لو لم يفعل البرلمان الفرنسي ذلك لما كانت فرنسا التي درس فيها ويشغل بشركة من شركاتها العملاقة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنقلاب، نورالدين البحيري، قيس سعيد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-01-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - صالح المازقي، المولدي الفرجاني، د - محمد بن موسى الشريف ، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، طلال قسومي، د - عادل رضا، سيد السباعي، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، مراد قميزة، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، د.محمد فتحي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، رمضان حينوني، سامح لطف الله، عبد الله زيدان، محمود سلطان، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد، عمار غيلوفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، د. أحمد بشير، علي عبد العال، أحمد ملحم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، صفاء العربي، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، علي الكاش، ماهر عدنان قنديل، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله الفقير، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، د- محمد رحال، مجدى داود، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صلاح المختار، عواطف منصور، د. صلاح عودة الله ، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، سليمان أحمد أبو ستة، د. خالد الطراولي ، حميدة الطيلوش، الهيثم زعفان، فتحي الزغل، أحمد الحباسي، فهمي شراب، نادية سعد، حسن عثمان، رافد العزاوي، فتحي العابد، سلوى المغربي، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، د. أحمد محمد سليمان، سعود السبعاني، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، عراق المطيري، فتحـي قاره بيبـان، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، سفيان عبد الكافي، وائل بنجدو، إسراء أبو رمان، ياسين أحمد، سلام الشماع، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، صلاح الحريري، إياد محمود حسين ، منجي باكير، تونسي، محمد يحي، كريم فارق، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش، أحمد النعيمي، محمد العيادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، عمر غازي، حاتم الصولي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة