البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟

كاتب المقال ناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1582


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا أحد يرغب في ترك موطنه و ركنه الذي نشأ فيه إلاّ لضرورة قد تزيد إن بات غير آمن على نفسه فيفرّ حيث يظنّ أن الدنيا ستفتح له ذراعيهالكن هيهات هيهات!

اليوم و أنا أمارس عملي كعامل إجتماعي بمركز للاّجئين مرّ أمامي حطام بشري لرجل من دولة لا يأمن فيها الإنسان على نفسه، عرفته سابقا حيث مرّ أمامي منذ ما يزيد على السنة لكن لا شيء تغيّر في واقعه الإداري و وجوده القانوني، ما تغيّر فقط شكله و صحّته و قدرته النفسية و الجسديّة الذين تدهوروا كثيرا.

بكى أمامي و قال " أريد فقط العودة لبلدي " لا أريد شيئا آخر، بدا لي منكسرا، متكسّرا، محطّما و ذليلا لأبعد حدّ لأنّه خسر معركته و هاهو يعلن رسميّا الهزيمة.

أنا متأكّد أنّه حين رحل عن ركنه كان في أشدّ ما يكون من قوّته و عنفوانه الذين قاداه لرحلة طويلة إمتدت لآلاف الكيلومترات و لعبور عدّة دول برّا و بحرا و هو يحمل أحلامه و أحلام زوجته و أبناءه الذين تركهم ينتظرون هناك، حيث اللاّأمن.

هذا الرجل حين وصل أوروبا قبل عشر سنوات أو يزيد، لا يعرف و لا يذكر، لم يكن يتصوّر أن رحلة التيه ستطول لهذا الحدّ، لقد دخل دائرة لم يعرف كيفيّة الخروج منها، يدور و يدور و يدور و ينتهي لنفس نقطة إنطلاقه الأولى، لقد تحوّل ببساطة لشيء تتلاعب به الإجراءات و القوانين و التنقيحات التي لا حدّ لها.

حين بكى، أبكاني!

لأنّي تذكّرت يوم هاجر أبي و تركنا رغم أنّ هجرته كانت في ظروف طبيعية لكنّها تبقى هجرة بما فيها من الفراق و آلامه، مازلت أذكر ذلك اليوم جيّدا!

حين بكى الرجل، حضرتني صور أبنائه و زوجته الذين لا أعرفهم و تخيّلت كيف أنّهم ينتظرون منقذهم كما كنت و إخوتي ننتظر أبي، سيكون قاسيا أن يعود لهم بعد هذه السنين الطويلة من الغربة مريضا، عاجزا و قد فقد نضارة شبابه الذي دفنه في أوروبا!!

سيكون قاسيا على أبنائه الذين حلموا بأبيهم يحلّق عاليا بجناحين كبيرين كطائر أسطوري فوق بلدهم الغير آمن ليخطفهم بمخالبه و يطير بهم حيث الأمن و السلام، أن يعود لهم يجرّ أذيال خيبة لا حدّ لها!!

سيكون قاسيا على زوجته أن يعود لها حطاما بشريّا غير قادر على ممارسة حتّى مهامّه الدنيا!!

و سيكون قاسيا عليَّ إن واصلت الكتابة.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الغربة، تأملات، الوطن، المنفى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-07-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، حميدة الطيلوش، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، فتحي الزغل، حسن عثمان، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، صلاح المختار، عواطف منصور، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي، عراق المطيري، رافد العزاوي، أحمد ملحم، تونسي، د. أحمد محمد سليمان، د. خالد الطراولي ، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد النعيمي، د- هاني ابوالفتوح، حسني إبراهيم عبد العظيم، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، د. صلاح عودة الله ، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، صلاح الحريري، سليمان أحمد أبو ستة، ضحى عبد الرحمن، محمود سلطان، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، د- محمد رحال، يحيي البوليني، نادية سعد، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، د. طارق عبد الحليم، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، الهيثم زعفان، صباح الموسوي ، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفى منيغ، فهمي شراب، د- محمود علي عريقات، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، د - صالح المازقي، محمد الياسين، أبو سمية، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد يحي، محمود طرشوبي، د - عادل رضا، فتحي العابد، إيمى الأشقر، محمد اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، محمد أحمد عزوز، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، د - المنجي الكعبي، د- جابر قميحة، أنس الشابي، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، سلوى المغربي، حاتم الصولي، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، عبد الله زيدان، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ياسين أحمد، محمد العيادي، سفيان عبد الكافي، محمد شمام ، د. عبد الآله المالكي، إياد محمود حسين ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة