البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قطوف رمضانية (8) التائبون الصفة الأولى للأنفس الزكية

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5286


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من لطيف رحمة الله وكرمه أن جعل صفة التائبين هي الصفة الأولى في الصفات التي جعلها الله سبحانه سمات للأنفس التي تستحق أن يشتريها الله سبحانه ويعطي المؤمن مقابلها الجنة، فلو اشترط الله سبحانه عدم الوقوع في الذنوب لامتلأت قلوب المؤمنون حسرة وألما، إذ أننا كلنا واقعون في الذنوب صغيرها وكبيرها على اختلاف درجاتنا وعلى اختلاف مقاديرنا عند الله.

وقد أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى بحبه لعباده التائبين العائدين إليه من ظلمات الشرك والجهل والمعصية والشهوة وقدمهم ربنا تحبيبا لهم وتلطيفا على قلوبهم فقدمهم على المتطهرين فقال سبحانه "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"

وقد فتح الله لعباده جميعا مؤمنهم وعاصيهم باب التوبة والرحمة والقبول فلا يغلق بابه أبدا ويطرد من جاءه تائبا منيبا حتى لو جاءه بمثاقيل الجبال من السيئات والأوزار فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ".

وكان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يكثر من التوبة والاستغفار في جميع مجالسه دونما تعمد فكما يقول ابن عمر رضي الله عنهما فيما أخرجه البخاري " إنا كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم يقول " رب أغفر لي و تب على إنك أنت التواب الرحيم "
وتوجد عدة معان للتوبة تدور كلها حول العودة والرجوع إلى الله سبحانه فمن معانيها " الرجوع مما كرهه الله وسخطه إلى ما يحبُّه ويرضاه، وفي تعبير الرجوع معنى عظيم هو أن الأصل في علاقة الإنسان بربه هو القرب لا البعد وان كل ابتعاد من العبد عن ربه هو خلل طارئ في سلوكه وتصرفه والتصرف الواجب عليه حينها لتصحيح خطئه هو التوبة والعودة إلى الله.

ولكي نتدبر هذا الأمر يجب أن نعلم بالوثيقة الأولى والعهد الأول الذي عقدناه كلنا ونحن نطف بين يدي الله سبحانه، إذ أوقفنا وسألنا وأخذ علينا العهد والميثاق ولذلك كل مش يشذ ويبتعد يطالب بالعودة إلى الله سبحانه فقال عز وجل " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ" فهذا هو العهد الذي أقررنا عليه وتعهدنا به وشهدنا على أنفسنا أننا بداخلنا نداء فطري الهي يطالبنا بوفاء العهد مع الله والرجوع إليه.
والمؤمن لا ينفك عن التوبة ليلا ونهارا ففي كل لحظة تحتاج منه أن يجدد توبته إلى ربه سبحانه فلا يوجد بيننا من هو أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الذي وصفوا بكثرة توبتهم لله في كل حين
ويجب أن يعجل المؤمن التوبة ويسارع بها ولا يؤجلها، لعل الأجل ينقضي، فلا يعلم الآجال الا الله، ووقتها لا ينفع الندم حيث لا توبة بعد أن يغرغر الإنسان فيقول الله عز وجل " إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ".

والتائب لا يتوب إلا لله، ولا تكون توبته مقبولة إلا إذا كانت خالصة لوجه الله سبحانه، والتوبة النصوح المقبولة لها شروط عامة ثلاثة أولها الإقرار بمعصيته ثم الندم عليها ثم النية على عدم العودة إليها مطلقا وهناك شرط رابع إذا كانت المعصية في حق مخلوق فيجب إعادة الحق إليه.

فلا نجد من سرق وقتل ونهب وآذى الناس فلا نجده وقد حبس في محبسه، ولكنه لا يريد أن يقر ويعترف بذنبه ومعصيته وما اقترفت يداه وتلطخت من مظالم العباد ويحاول أن يكذب ويكذب ويكذب ويتخذ من المدافعين عنه زورا وبهتانا لكي يستغلوا خطأ إجراء أو ثغرة قانونية لتبرئة متهمهم
هل هذه توبة ؟ وهل يعقل أو يقبل هذا الكذب ممن يمسكون بالمصاحف في أيديهم في شهر رمضان ؟!!!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

رمضان، شهر رمضان، الصوم، العبادة، التوبة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، عراق المطيري، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، عمار غيلوفي، صلاح الحريري، مراد قميزة، إسراء أبو رمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد ملحم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح المختار، محمد العيادي، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، د - الضاوي خوالدية، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، نادية سعد، حميدة الطيلوش، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، ضحى عبد الرحمن، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، صباح الموسوي ، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، صفاء العراقي، عمر غازي، عواطف منصور، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محرر "بوابتي"، كريم فارق، سيد السباعي، رافع القارصي، أبو سمية، إياد محمود حسين ، حسن عثمان، د. خالد الطراولي ، رضا الدبّابي، يحيي البوليني، سلام الشماع، أحمد الحباسي، كريم السليتي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. طارق عبد الحليم، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، سليمان أحمد أبو ستة، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي الزغل، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، مصطفي زهران، أنس الشابي، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، مصطفى منيغ، أ.د. مصطفى رجب، فهمي شراب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، محمد الياسين، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، مجدى داود، علي عبد العال، عبد الله زيدان، منجي باكير، العادل السمعلي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، الهادي المثلوثي، خالد الجاف ، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة