البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5132


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رغم أن الجزائر قد قدمت أكثر من مليون شهيدا من أجل تحررها من الاحتلال الفرنسي , ورغم أن حركة التحرر كانت ترفع بها راية الإسلام وكان بها رموز إسلامية كبيرة قدمت التضحيات هي وإفراد شعب الجزائر المسلم إلا أن العلمانية الفرنسية بمخالبها الشديدة تغلغلت في المجتمع الجزائري وغربته عن دينه فترات طويلة .

فاستمدت الثورات الجزائرية زخمها وقوتها من الشعور الإسلامي المتنامي بقيام عدد من العلماء والمصلحين بدورهم في حث الشعب على التحرر والجهاد في سبيل الله لطرد المحتل , وكان من أهمهم ابن باديس والإبراهيمي حيث ساهما بجهدهما بشكل عميق في النهضة الإسلامية وكونا قاعدة المقاومة الرئيسية والتي تمكنت من التخلص من الاحتلال البغيض الذي جثم على صدور شعب مسلم أكثر من 130 عاما ارتكب فيها كل المنكرات التي لا تعرفها الأديان ولا يوجد لمثلها نظير إلا ما حدث من الأوروبيين تجاه الهنود الحمر في القارة الأمريكية أثناء تكوينهم للولايات المتحدة الأمريكية .

وبعدها تأتي الدساتير الجزائرية بعد التحرر لتوضع بها مادته الثانية التي تقول أن"الإسلام دين الدولة"رغم كثير من الممارسات من الحكومات المتتالية التي تبعد كثيرا عن هذا المبدأ إلا أن وجوده دوما يضع عنوانا لهوية الدولة التي يجب وأن تعرف به

وعملت العلمانية في الجزائر بعد التحرير أضعاف جهدها أثناء الاحتلال للالتفاف حول إرادة الجزائريين ولإبقاء الجزائر تحت السيطرة الفرنسية بعلمانيتها وغربيتها حتى وإن كانت تتدثر برداء الحرية أو يحكمها من يحمل في هويته أنه جزائري رغم أن كثيرا من أفعالهم وقراراتهم لا تقدم مصلحة شعب الجزائر الدينية أو الثقافية أبدا بل تكرس للوجود الفرنسي الغربي كثقافة وقيم وأخلاق , حتى غدت اللغة الفرنسية سائدة بالفعل في كثير من ممارسات الجزائريين وتضاءلت بجوارها اللغة العربية التي تعاني لتحتل مكانتها داخل هذا البلد العربي المسلم .

واليوم تتحرك العلمانية - بأحزابها الكبيرة والقوية التأثير في المجتمع وعلى دوائر صنع القرار الجزائري - خطوة مهاجمة للأمام, وفي اتخاذها سبيل الهجوم دليل على عدم قوة معارضتها داخل الحكومات الجزائرية التي لا تعمل في سبيل وقف تقدم العلمانية في البلاد .

فتقدم حزب علماني جزائري وهو حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" بمشروع تمهيدى للدستور يدعو فيه لإلغاء نص المادة الثانية التي تبرز الهوية الإسلامية الإسلام من الدستور.

وتنص المادة المقترح وضعها بديلا عن مادة هوية الإسلام في مشروع دستورهم أن "الدولة الوطنية العصرية تقتضى الفصل بين السياسة والدين ، وتحصر حقل الإيمان في المجال الخاص" ، ويعتبرون أن " مبدأ اللائكية (الفصل بين الدين والدولة) في كل المجتمعات الديمقراطية بمثابة جوهر صيرورة الديمقراطية ".

وهكذا يصير الدين – كل دين والأهم إبعاد الإسلام عن واقع الحياة - كما عند الفرنسيين تماما وغيرهم من الأوروبيين هوية ثانوية ليس له تدخل ولا اعتبار إلا في المجال الخاص فلا يخرج بالإنسان عند حدود أربعة جدران في دور العبادة , ولا يمكن لأحد أن يطالب بان يرجع إليه أي قانون أو يكون حاكما على أي تصرف للدولة أو للأفراد , فلكل جزائري مسلم ما يعتقده وما يمارسه في حدود مسجده فقط ويصبح مجرما قانونا لو طالب أن يراجع حكم وفق شريعته التي أمره الله بها .

إن الآمال معلقة على المجتمع الجزائري المسلم الذي تعرض لأقسى وأقصى درجات التغريب ومورست عليه اشد الضغوط لإبعاده عن دينه على مدى 130 عاما والذي احتفظ بدينه بعدها فلم يفقده , بل ظل دينه هو المؤثر الأول في سلوكياته , فكلما أتى عليه استحقاق انتخابي أو ثوري إلا كانت حركته باسم الإسلام أقوى وأرسخ من أي حركة تحت أية دعوة , فالأمل كبير أن تكون هذه هي بداية صحوة إسلامية جديدة في الجزائر للدفاع عن هويتهم التي تنتزع منهم فهل سيقبل الشعب الجزائري أن ترفع هويته الإسلامية من دستوره ؟
-------
المصدر : مركز التاصيل للدراسات والبحوث


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الجزائر، الدستور، العلمانيون، العلمانية بالجزائر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الطرابلسي، د- محمد رحال، حسن عثمان، أحمد ملحم، أبو سمية، رمضان حينوني، الهيثم زعفان، عمر غازي، تونسي، إسراء أبو رمان، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، رشيد السيد أحمد، يحيي البوليني، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، المولدي الفرجاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عواطف منصور، ياسين أحمد، محمد يحي، خالد الجاف ، محمود طرشوبي، عراق المطيري، د - محمد بن موسى الشريف ، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، عبد الله الفقير، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، سليمان أحمد أبو ستة، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، سلام الشماع، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، علي الكاش، صفاء العراقي، عبد الرزاق قيراط ، الهادي المثلوثي، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، حاتم الصولي، محمد الياسين، علي عبد العال، رافع القارصي، فهمي شراب، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، د - شاكر الحوكي ، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، سعود السبعاني، صلاح المختار، محمد العيادي، أحمد الحباسي، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، محمد شمام ، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، جاسم الرصيف، عبد الغني مزوز، ماهر عدنان قنديل، محمود سلطان، د - صالح المازقي، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، صباح الموسوي ، طلال قسومي، عبد الله زيدان، سامح لطف الله، محمد عمر غرس الله، الناصر الرقيق، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، أنس الشابي، فوزي مسعود ، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، وائل بنجدو،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة