البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قطوف رمضانية (7) الشروط الربانية لقبول النفس الزكية

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5714


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أنفس جعل الله لها شروطا للشراء وأعد لها جنة عرضها السماوات والأرض ثمنا، ما أعظمها من صفقة رابحة وما أجزل العطاء من ملك كريم قادر، إنهم الصفوة المختارة من البشرية كلها فلا توجد جماعة أفضل منهم ولا أعظم غنيمة منهم، هؤلاء العقلاء في دنيا تلهث وراء نزواتها وشهواتها، تبيع الغالي النفيس بثمن دنيئ رخيص، ويحسبون أنهم مهتدون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.

وهذه الشروط السبعة التي يجب أن تتوافر في النفس المعروضة على الله ليقبلها ويمنحها كل هذه العطايا، قد ذكرها الله في الآية التالية لآية عرض الصفقة فقال سبحانه " التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ_ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ "
التوبة – العبادة – الحمد – السياحة – الركوع والسجود – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – وحفظ حدود الله.

سبعة صفات منها ما يخص العبد بينه وبين نفسه ومنها بين العبد وربه ومنها بين العبد وغيره من المخلوقات ومنها معاملة الناس، فليس في الإسلام تفرقة بين تصرف المسلم في خلوته أو في تصرفه في مسجده ودار عبادته ولا تصرفه مع غيره من الناس فالإسلام شامل لكل مظاهر الحياة يحكم تصرفات المسلم في كل مكان حتى في أدق لحظاته خصوصية ويحكمه في كل وقت قبل أن يولد ( بتنظيم علاقة أبيه وأمه ) إلى بعد أن يموت ( كيف يدفن وكيف يوزع ميراثه ).

إنها بيعة مع الله لمن أراد الفوز والنجاة، لله أن يشترط فيها ما شاء وليس للمؤمن إلا التنفيذ إن أراد إمضاء العقد والبيعة وأن يثبت عليها حتى يلقى ربه بالكيفية التي يختارها الله وفي الوقت الذي يأمر به، وساعتها يستحق العبد البشارة، وساعتها لن يخشى الموت وساعتها سيضحك ضحكة صافية لا تظهر على وجهه إلا لحظة موته.

فعند لحظة الموت تاتي البشارات للمؤمن بأنه انتهى من عناء الدنيا وأنه وفى بعهده مع ربه فيقول الله سبحانه عن لحظة الموت ونزول الملائكة للمؤمن لتطمئنه وتزيل عنه وحشته وخوفه " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " ولهذا عندما يأتي الموت بلالا بن رباح رضي الله عنه قالت زوجته – كأي زوجة يموت زوجها - وا حزناه فكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت وقال لا تقولي واحزناه، وقولي وافرحتاه ثم قال غدا نلقى الأحبة محمدا و صحبه ".

وعندما حضرت الوفاة معاذا بن جبل رضي الله عنه قال " مَرْحَبًا بِالْمَوْتِ، حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، اللَّهُمَّ كُنْتُ أَخَافُكَ فَأَنَا الْيَوْمَ أَرْجُوكَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الدُّنْيَا، وَطُولُ الْبَقَاءِ فِيهَا لِجَرْيِ الأَنْهَارِ، وَلا لِغَرْسِ الأَشْجَارِ، وَلَكِنْ لِظَمَأِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ السَّاعَاتِ، وَمُزَاحَمَةِ الْعُلَمَاءِ بِالرُّكَبِ عِنْدَ حِلَقِ الذِّكْرِ ".

وعندما أصاب السلاح حرام بن ملحان رضي الله عنه وضرب في مؤخرة راسه لم ينطق بكلمة لم يصرخ لم يسب ويشتم قاتله ما خرج منه إلا ما قد ملأ جوفه أثناء حياته فقال " فزت ورب الكعبة ثم خر ميتا ".

إن هذه الأوصاف لتحتاج منا إلى وقفات لنتدبر كل معنى فيها حتى نعلم الشروط، فيقبل من يقبل على تلك الصفقة التي لا تترك للمؤمن شيئا من الدنيا ولا تجعله يهتم بها في قليل أو كثير، وليبتعد من يبتعد من أراد لنفسه الخسران والحرمان، فكل الخلق يموت فاختر كيف تعيش وكيف تموت


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

رمضان، شهر رمضان، الصوم، العبادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، د - محمد بن موسى الشريف ، حاتم الصولي، كريم فارق، عواطف منصور، منجي باكير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي الكاش، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، سلوى المغربي، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، سلام الشماع، أنس الشابي، د- جابر قميحة، د - الضاوي خوالدية، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامر أبو رمان ، محرر "بوابتي"، رافع القارصي، طلال قسومي، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، محمد الياسين، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، مجدى داود، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش، عمر غازي، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، محمد اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، ياسين أحمد، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، سامح لطف الله، فهمي شراب، د - عادل رضا، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفي زهران، رمضان حينوني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، أبو سمية، نادية سعد، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، يزيد بن الحسين، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، إيمى الأشقر، إسراء أبو رمان، الناصر الرقيق، أ.د. مصطفى رجب، محمد العيادي، كريم السليتي، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، عمار غيلوفي، عراق المطيري، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، تونسي، محمد يحي، مراد قميزة، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، فتحي العابد، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، سيد السباعي، فتحـي قاره بيبـان، حميدة الطيلوش، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، محمود سلطان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة