البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ثعلب يعظ بعض الدجاجات و الديكة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6273


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حقيقة لم أعد قادرا على فهم الكثير من الأشياء التي تحدث أمامي و ذلك لقصور عقلي البسيط على إستيعاب ما أراه، فالخطبة العصماء التي ألقاها الباجي قائد السبسي زعيم المردة في أربعينية محمد البراهمي قد عمّقت لديّ هذا الإحساس لسبب بسيط جدّا و هو أن هذا السفّاح على ما أظنّ هو مهندس صبّاط الظلام ذاك السجن القذر و المقرف الذي كان ضحاياه أصحاب المنزع العروبي المؤمنين بفكرة الأمة العربية الخالدة، كما أذكر أن الأستاذ المحامي مبروك كورشيد كان قد تقدّم بشكاية بعد الثورة مباشرة ضدّ السبسي متهما إياه بتعذيب و إعدام العشرات من القوميين و على رأسهم لزهر الشرايطي و عبد العزيز العكرمي و الشيخ أحمد الرحموني و باقي رفاقهم الذين قيل أنهم أرادوا الإنقلاب على بورقيبة سنة 1962 و للأسف الشديد فإن أحفاد هؤلاء نجدهم اليوم يقفون طابورا واحدا بشكل مؤدب جدّا في ذكرى مؤلمة لأحد رموزهم ليصفقوا ملئ أكفّهم لقاتل و معذّب آباءاهم و أجدادهم، إنه مشهد سريالي تعجز عن تصويره أشدّ الأفلام الموغلة في الخيال.

فعلا حاولت جاهدا أن أجد تفسيرا لهذه التعاسة الواقع فيها البعض ممن ينتسبون للتيار القومي لكنّي أعترف أني فشلت في ذلك تماما مثلما فشلت كلّ التجارب القوميّة التي كانت تميل يسارا، حيث رأينا كيف أنتجت هذه التجارب ديكتاتوريات من أبشع و أشرس ما عرفه العالم العربي كالناصرية في مصر و البعثية في سوريا و غيرهما من الحماقات في باقي الأقطار العربية و الغريب في هذه التجارب المشوّهة و الملوّثة بألوان من الحقد و الكراهية على العروبة نفسها أن هؤلاء الذين سمّوا أنفسهم عروبيون زورا و بهتانا إنقلبوا على بعضهم البعض حيث قتل الصديق منهم صديقه و سجن الأخ أخاه و عذّب الرفيق رفيقه و نفى الولد أباه و في نهاية المطاف أضافوا للأمّة إنجازا آخر في سجلّهم و هو هزائمهم المتكررة أمام العدوّ الصهيوني تاركين بذلك أجيالا تتجرّع مرارة خيباتهم و نكساتهم.

إذن لا غرابة من هؤلاء أن يقفوا أمام جلاّد و إمبريالي كما قالوا عنه في السابق لينصتوا له بإنتباه و يصفقوا له بكلّ صفاقة و هم المهووسون دوما بكل طاغية مستبد و راكعين تحت أنعل كل من يوسعهم ضربا بنعاله، بل أنهم أمعنوا في تلهفهم لطيب كلامه لدرجة جعلتهم يقدّموه حتى على منسّق تيارهم الشعبي زهير حمدي الذي لم يجد المسكين حلاّ غير الإنسحاب ليتمّ تعويضه فيما بعد بذاك الذي لا يحسن لا الكلام و لا السكوت ليقول كلمة نيابة عنه، لماذا لا يحدث إلا في بلادنا أن نجد قوميّا يناصر عدوّا لقوميّته و يتحالف مع من يعتبر معتقداته القوميّة ضربا من ضروب الرجعيّة و التخلّف، أنظروا أيّها العروبيون لكلّ القوميين في العالم كيف تراهم يكونون؟ مع أممهم و أديانها أم ضدّها، يحاولون نزع ما رسّخ تلك القوميّة و ثبّتها أم العكس يفعلون، كما فعل الإسلام مع العروبة حين رفعها من مجرّد المحليّة لتصبح عالمية أو لم يقل في ذلك عمر رضي الله عنه " كنا رعاة غنم فأعزّنا الله بالإسلام بأصبحنا رعاة أمم ".

لكن مع ذلك فقد رأيت في خطاب الباجي هذا فائدة حيث أثبت هذا السبسي بما لا يدع مجالا للشكّ أنه ثعلب مكّار و بذلك يؤكّد الرأيء القائل فيه بأنه لا يجب أن يؤمن لهذا المخادع جانب على رأي السيد أحمد المستيري، فقد شاهدنا تفاعله مع الخطاب التحريضي للجماهير المستمعة و مسايرته لها فيما كالته للإسلاميين من إتهامات بل و أضاف من مخزونه العفن أنهم أيّ الإسلاميون لن يفلتوا بما فعلوا و سيحاسبون واحدا واحدا، فيا من تناديتم للثناء و المديح بعد لقاء هذا الثعلب المخادع بالشيخ راشد الغنوشي فماذا أنتم قائلون أمام كلام هذاالذي وصفتموه بالصوت الحكيم في المعارضة و الشيخ الرصين أمام الصبيان المعارضين فلا تنخدعوا و يكفيكم شهادة الأحمدان المستيري و بن صالح فيه لتعرفوا مدى خبث و مكر هذا الحرباوي المتلوّن منذ أمد بعيد و الذي لا يصحّ فيه إلا قول شوقي :
برز الثعلب يوما***في ثياب الواعظينا
مخطئ من ظنّ يوما***أنّ للثعلب دينا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-09-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، رمضان حينوني، العادل السمعلي، د. صلاح عودة الله ، د. عبد الآله المالكي، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفى منيغ، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، د- جابر قميحة، أنس الشابي، د - صالح المازقي، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، إسراء أبو رمان، صلاح الحريري، د. أحمد بشير، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، خالد الجاف ، أحمد ملحم، محمد الطرابلسي، تونسي، د. خالد الطراولي ، يحيي البوليني، عواطف منصور، سلوى المغربي، محمود طرشوبي، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، عراق المطيري، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال، صفاء العراقي، محمد شمام ، سيد السباعي، طلال قسومي، الناصر الرقيق، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، د- هاني ابوالفتوح، د. طارق عبد الحليم، كريم السليتي، محمد العيادي، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، صباح الموسوي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، أحمد بوادي، د - عادل رضا، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم فارق، مراد قميزة، إيمى الأشقر، محمد اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، عبد الغني مزوز، سلام الشماع، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، د.محمد فتحي عبد العال، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، الهيثم زعفان، عمار غيلوفي، رافع القارصي، مصطفي زهران، صلاح المختار، رضا الدبّابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله الفقير، د - المنجي الكعبي، وائل بنجدو، مجدى داود، محمد الياسين، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، سعود السبعاني، حاتم الصولي، عبد الله زيدان، عمر غازي، ضحى عبد الرحمن، د - مصطفى فهمي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد يحي، محرر "بوابتي"، د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، ماهر عدنان قنديل، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، علي الكاش، محمود سلطان، المولدي الفرجاني، نادية سعد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة