البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

يوميات ثائر تونسي في بولونيا

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6957


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على الساعة الثالثة صباحا كان موعدي مع رنات منبه هاتفي توقضني من النوم و بسرعة أفقت و جهزت نفسي و أنطلقت نحو مطار تونس قرطاج الدولي و ذلك لأسفار نحو بولونيا أين سأقضي أسبوع تدريب على العمل الصحفي المحلي في صحيفة بولدنسكي التي تصدر بمنطقة زاكوبان التي تقع في الجنوب البولوني و بتمويل من مؤسسة روبرت شومان.

إذن مباشرة بعد وصولي إلى المطار قمت بإجراءات السفر ثم بعد ذلك صعدت إلى الطائرة و كانت هذه المرة الأولى في حياتي التي أسافر فيها خارج تراب الوطن و مع إعلان مضيفة الخطوط الجوية الإيطالية عن وجوب الإستعداد لأن الطائرة بصدد الإقلاع سرت داخل جسمي مزيج من الأحاسيس حيث شعرت أن الوطن غالي و تسائلت في نفسي عن حال ذاك الذي تركه دون عودة فما تراه قد شعر و طائرة الذل و العار تنقله إلى بلاد بعيدة حيث لا تبلغه ريح الوطن و لا يشتمها.
ثم دخلت في موجة من التأمل العميق و شرود الفكر دون أن أشعر بالوقت حتى باغتني صوت المضيفة من جديد معلنا وصولنا إلى روما و بالتالي علينا الإستعداد للهبوط و ماهي إلا بعض الدقائق حتى حطت الطائرة بسلام و الحمد لله و في تلك اللحظة بدأت نسمات أروبا تلفح وجهي الذي لازال غبار تونس لم ينقشع عنه بعد إنها فعلا نسمات رقيقة جعلت الكثير من شيبنا و شبابنا يقدمون أعمارهم و أفكارهم و مجهوداتهم و كل شيء لديهم لأوروبا تاركين الأوطان للغير إن شاء سرقة إعمارها و الوقوف على خرابها و دمارها.

أخذتنا الحافلة إثر نزولها من الطائرة و توجهنا إلى المطار أين خضعنا لتفتيش دقيق ثم تحولنا إلى القاعة المخصصة لنا لننتظر الطائرة التي ستقلنا إلى وارسو مكثنا زهاء الساعتين و النصف بمطار روما ثم صعدنا الطائرة من جديد غير أن الرحلة هذه المرة كانت مريحة و ممتعة أكثر من سابقتها حيث أنها كانت في النهار و كانت مشاهد المدن التي نمر بها و مشاهد السحب رائعة للغاية تجعل الواحد منا يقف أمام عظمة الله سبحانه و تعالى الذي خلق فصوّر فأبدع كل شيء و أيضا قدرة الإنسان على الإختراع و بلوغ مراتب عليا في العلم و المعرفة.

و بعد قرابة الساعتين من الزمن حطت بنا الطائرة في مطار وارسو أين حملنا حقائبنا و توجهنا نحو باب الخروج و قد كانت الإجراءات أكثر سلاسة مما كانت عليه في مطار روما و بوصولنا إلى البهو الرئيسي للمطار وجدنا ممثلين عن جمعية روبرت شومان يتقدمهم السيد مارك مدير هذا المشروع التدريبي و كذلك السيد ڤينيلي و هو المنسق بيننا و بين الجمعية كما وجدنا أيضا المترجمان اللذان سيرافقننا طوال الرحلة و هما على التوالي الأنسة ماجدة و السيد بولس.

لقد كان الإستقبال ممتاز حيث توجهنا جميعا عن طريق القطار أو الميترو كما يسمى عندنا في تونس نحو مركز مدينة وارسو و قد لاحظت التواجد الأمني الكثيف و بسؤالي عن ذلك أخبرني أحد المرافقين أن هذا اليوم يصادف عيد الإستقلال البولوني و بالتالي فإن كثيرا من الأطراف تخرج للإحتجاج و هو ما يجعل الأمن يتهيأ لكل الحالات الطارئة حيث عادة ما تحدث إشتباكات و شاهدت بعض المتظاهرين الذين كانوا يرفعون الأعلام البولندية و كانوا يرددون شعارات لم أفهم معناها لكن ما فهمته أننا في تونس نسير في الطريق الصحيح مادام الجميع يتظاهر و يعبر عن رأيه بكل حرية و دون خوف.

بعد ذلك تحولنا إلى أحد المطاعم حيث تناولنا طعام الغداء و تجاذبنا أطراف الحديث إلى أن حانت ساعة مغادرة العاصمة و التوجه نحو الجنوب حيث ركبنا القطار المتوجه نحو مدينة كاركوفا و هي ثاني أكبر المدن البولندية بعد العاصمة وارسو و قد إستمرت الرحلة قرابة الثلاث ساعات و عند وصولنا وجدنا في إنتظارنا كل من السيد يوراك مالك جريدة بولدنسكي و السيدة يووانا و أيضا بعض الزملاء الصحفيين الشبان من بولونيا و كذلك من بورما هم أيضا بصدد التعلم و التدرب و قد كانت فرصة مناسبة لتجاذب أطراف الحديث خصوصا مع هذا التنوع في الإنتماء و الثقافات و التجارب إثر ذلك توجهنا صوب المدينة العتيقة أين ركبنا إحدى العربات التقليدية التي تجرها الأحصنة التي قمنا على متنها بجولة رائعة شاهدنا خلالها عديد المعالم التاريخية للمدينة مثل النصب التذكاري لتخليد ضحايا إحدى المجازر التي إرتكبها الروس في شمال بولوني كما شاهدنا أيضا القصر الذي كان يسكنه ملوك بولونيا و الذي يسمى بافيل هذا بالإضافة للعديد من المعالم الأخرى ثم و بعد هذه الجولة جلسنا داخل إحدى المقاهي حيث إحتسينا جميعا فنجانا من القوة التي تتميز بها بولونيا و كان مذاقه لذيذا جداً.

إثر ذلك مباشرة توجهنا نحو زاكوبان على متن سيارة يوراك الخاصة و قد دامت الرحلة قرابة الساعتين وصلنا بعدها إلى النزل الذي سنقيم فيه طوال مدة التربص و لعل الرحلة كانت طويلة و مرهقة إلا أنها كانت ممتعة أيضا و تتعلم منها الكثير و لعل من أكثر الأشياء التي تتعلمها من هذا الشعب البولوني أن لديه حبا كبيرا لوطنه و أنه شعب يحب النظام فعلا لا قولا فقط و هذا تلمسه في كل مكان تذهب إليه كما أنك تلاحظ شدة تفانيهم و إخلاصهم في عملهم و هذه عوامل كلها تجعل من بولونيا بلدا تنخفض فيه نسبة البطالة إلى ستة في المائة ويرتفع فيه مستوى العيش بشكل ملفت مما يجعلها تنافس القوى التقليدية في القارة العجوز لكن تبقى الملاحظة الأبرز في هذا اليوم الأول هو مدى الحب و الإحترام الذي يكنه الشعب البولوني للشعب التونسي و لثورته.

يتبع...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-11-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، نادية سعد، محمد العيادي، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، الهيثم زعفان، د. عبد الآله المالكي، إيمى الأشقر، أشرف إبراهيم حجاج، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مراد قميزة، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، كريم فارق، د - الضاوي خوالدية، محرر "بوابتي"، د. أحمد بشير، كريم السليتي، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فوزي مسعود ، فتحـي قاره بيبـان، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، د. طارق عبد الحليم، رضا الدبّابي، سلوى المغربي، رافد العزاوي، أبو سمية، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، سليمان أحمد أبو ستة، محمد اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، تونسي، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، منجي باكير، د- هاني ابوالفتوح، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إسراء أبو رمان، فتحي العابد، رافع القارصي، عمار غيلوفي، محمد الياسين، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، العادل السمعلي، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، سلام الشماع، جاسم الرصيف، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، سعود السبعاني، فهمي شراب، عزيز العرباوي، صفاء العربي، طلال قسومي، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، د - عادل رضا، محمد يحي، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، حاتم الصولي، عمر غازي، محمد عمر غرس الله، يزيد بن الحسين، علي الكاش، عبد الغني مزوز، ماهر عدنان قنديل، محمود سلطان، صالح النعامي ، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، صباح الموسوي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، د - صالح المازقي، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، الهادي المثلوثي، سامح لطف الله، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة