البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بالحبر الثوري: مجلس لإعداد الدستور أم مجلس لتوزيع المنح

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7611


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قليلة هي الحالات التي شهدت فيها أروقة المجلس التأسيسي توافقا شبه تام بين جميع النواب سواء كانوا من الموالاة أو من الممانعة و هذه الحالات هي تلك التي تتعلق بالمال هذا الساحر للأفئدة و القلوب و يكفي أن نتذكر جيدا كيف كانت الحرب الكلامية مستعرة بين النواب من مختلف التيارات حول العديد من النقاط الهامة و حتى الهامشية منها لتخفت وتيرة هذه الحرب مرة واحدة وبشكل يدفعنا للتسؤال حول السبب و بتدقيق بسيط نجد أن ما سرّب في وقتها حول رواتب النواب و المنح الممنوحة لهم مما أثار الرأي العام جعل الجميع يصمت.

لكن هذا الصمت سرعان ما بددته تصريحات نواب السلطة و المعارضة على حدّ السواء في توافق نادر حول أحقيتهم بهذه الرواتب و المنح بل كثير منهم ذهب أبعد من ذلك للتقليل من هذه الحوافز التي إعتبروها الأقل في العالم و ذلك لإقناع الشعب بأنهم مبخوسي الحق و أنهم لا يحصلون إلا على القليل الذي قد لا يكفي أحدهم لسد رمقه لكن هذا الكلام لا يمكن أن يقنع أحد لأنه حين نشاهد هذه الأرقام المنتفخة لرواتب نواب من المفترض أنهم من أحرص الناس على أموال الشعب لكن يبدو أن لا أحد يهمه الشعب خاصة إذا تعلق الأمر بالمال.

كثير من أبناء الشعب التونسي يعتقدون أن نوابهم المحترمين يتقاضون رواتب و منح ما كانوا ليحصلوا عليها لو لا الدماء الكثيرة التي سالت و لهذا كان من الأجدر على الأقل أن تكون هذه الرواتب رمزية خصوصا و أن أغلبهم من ميسوري الحال و ليسوا من أبناء الفئات الضعيفة بإستثناء البعض منهم لكن شهية نوابنا و أمام ما قدموه و ما سيقدموه من خدمات تأسيسية كانت كبيرة جدا.

و لم تستقر الشهية المادية لدى نوابنا المحترمين عند الراتب و المنح بل تعدته إلى أبعد من ذلك حيث ذكرت بعض المصادر أنه و في غمرة توجه الرأي العام نحو الإهتمام بقضية الفتاة المغتصبة فإن نصف نواب المجلس التأسيسي في إنتظار من سيلتحق قد وافقوا على مقترح قانون حول واجبات و حقوق عضو المجلس التأسيسي يتكون من إحدى عشر فصلا ينصّ أحدها على حصول جميع أعضاء المجلس التأسيسي على جراية تقاعد بعد إنتهاء مهامهم و قدرت هذه الجراية بثلاث و ثلاثين في المائة من جرايتهم الحالية و بعملية حسابية بسيطة نجد أن كل نائب يحصل على راتب يبلغ ثلاث ألاف دينار إن لم يكن أكثر و بالتالي فإن جراية تقاعده ستكون في حدود الألف دينار.

إنها أفضل جرايات التقاعد في العالم حيث أن سنة من العمل إن إعتبرناه كذلك مكنت صاحبها من هذه الجراية و هذا من غرائب الأمور أفلا يكفي هؤلاء النواب ما تقاضوه من أموالنا طوال مدتهم النيابية رغم أن أغلبهم لم يبذل من الجهد إلاّ قليلا و لا أدلّ على ذلك أن بعضهم لا يكاد يزور قبة المجلس إلا بين الفينة و الأخرى و لهذا أرجو أن لا يتم إقرار هذا الفصل من هذا القانون حتى لا تبقى هذه الجرايات عبء ثقيلا على ميزانية الدولة التي تموّل من جيوبنا الخاوية على عروشها و حتى لا يبقى البعض من أشباه السياسيين يتقاضون من جرايات من أموالنا ثم يصيبوننا بالقرف و التقزز من أحاديثهم البائسة و التعيسة التي يهاجمون فيها الشعب برمته ثم أتساءل أليس هناك في الوطن من هم بحاجة لهذه الأموال أكثر من هؤلاء الذين لم يقدّم أغلبهم ما كان يفترض أن يقدمّه.

بقي أن أشير إلى أنه و في صورة إقرار هذا القانون فإني سأطالب بدوري أن يقع إقرار قانون يبيح للعاطلين عن العمل من أمثالي خصوصا الذين قضوا سنوات طويلة من البطالة أن يقع منحهم جراية تقاعد عن هذه البطالة القسريّة خاصة و أن المعطلين عن العمل قدموا خدمات جليلة لهذا الوطن و يستحقون عليها التكريم و أفضل هذه الخدمات أنهم كانوا المحرك الرئيسي للثورة التي أطاحت بالطاغية ثم التي أطاحت بحكومة الغنوشي ثم هي نفسها التي نادت بالمجلس التأسيسي الذي جاء بهؤلاء النواب الذين يريدون جراية تقاعد عن سنة من التمتع بالرواتب و المنح فمن هو الأحقّ بجراية التقاعد هذه يا ترى؟ أعضاء المجلس التأسيسي أم المعطلين عن العمل.



الناصر الرقيق
مكافح في الجبهة الفكرية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، المجلس التأسيسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-10-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد عمر غرس الله، د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، سيد السباعي، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، المولدي الفرجاني، علي الكاش، كريم فارق، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، صلاح الحريري، د- جابر قميحة، د. طارق عبد الحليم، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، حسن عثمان، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، ضحى عبد الرحمن، سلوى المغربي، وائل بنجدو، د - الضاوي خوالدية، صفاء العربي، د.محمد فتحي عبد العال، مراد قميزة، أحمد النعيمي، حاتم الصولي، فتحي العابد، جاسم الرصيف، عبد الله الفقير، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح المختار، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد العزيز كحيل، يزيد بن الحسين، مصطفى منيغ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، رمضان حينوني، فهمي شراب، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، عمر غازي، إياد محمود حسين ، محمد شمام ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، تونسي، حميدة الطيلوش، أبو سمية، سامر أبو رمان ، محمد العيادي، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، رشيد السيد أحمد، ماهر عدنان قنديل، سعود السبعاني، عراق المطيري، محمد علي العقربي، صفاء العراقي، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، رضا الدبّابي، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد يحي، د. عبد الآله المالكي، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، إيمى الأشقر، كريم السليتي، محمود سلطان، صباح الموسوي ، د - مصطفى فهمي، محمد الياسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافع القارصي، أنس الشابي، عبد الله زيدان، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طارق خفاجي، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، موسى عزوق، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، بيلسان قيصر، صالح النعامي ، نادية سعد، خالد الجاف ، المولدي اليوسفي، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، إسراء أبو رمان، د - عادل رضا، منجي باكير، د - محمد بنيعيش، أحمد بوادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز