البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مريم و الجرحى آخر حكايات الركوب على الثورة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7987


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كثيرة هي حكايات الركوب المجاني على الثورة و كثيرون هم الذين حاولوا و لازالوا تسلق جدران الثورة التي على ما يبدو أصبحت شاهقة و يصعب تسلقها خصوصا مع إفتقاد المتسلق للكثير من المعدات التي عادة ما يستعملها هواة و محبي هذه الرياضة.

أخر هؤلاء المجبين لرياضة التسلق فتاة في مقتبل العمر شقراء أنيقة المظهر ممشوقة القوام ذات حسن و جمال تتزعم حزب سياسي قالت أنه جعل من الدفاع عن جرحى الثورة عقيدته و إيديولوجيته جميل هذا يا سيدتي.

هذه الزعيمة الحسناء وقفت بكل حزم في وجه الحكومة الظالمة و الطاغية و المستبدة التي نكلت بجرحى الثورة، فأنبرت فتاتنا التي لا يبدو من مظهرها على الأقل أن لها علاقة كبرى بالثورة و الثوار، إنبرت للدفاع عن الجرحى المساكين الذين لا ننكر عليهم طبعا حقوقهم التي لازالوا لم يتحصلوا عليها بعد حيث أن الحكومة قد قصرت في هذا الموضوع و هذا بإعتراف الحكومة نفسها.

لكن هذا لا يعطي لأي كان الحق بان ينصب نفسه مدافعا وحيدا عن جرحى الثورة و شهدائها، فكلنا يجب أن نلعب هذا الدور و أن ندافع على حقوق من ضحوا بأنفسهم لنحييا نحن بسلام.

عودة لتلك الفتاة الشقراء التي قالت بأنها تعرضت للإعتقال و الإعتداء في مقر وزارة حقوق الإنسان نفسها هذا الإنسان الذي جاءت مدافعة عنه و عن حقوقه فإذا بها تجد نفسها في مواجهة رجال شداد غلاظ من أجهزة الأمن الذين أهانوها و شتموها و تحرشوا بها و كل هذا داخل الوزارة طبعا و السيد الوزير لا يعلم شيئا فيا للعجب.

فهذه الثائرة المتسللة حديثا لأروقة الثورة من نافذة جرحاها حدثتنا عن مغامرتها مع البوليس القمعي في مقر الوزارة و صورت لنا ما حصل حيث قالت انه تم إحتجازها و الأعتداء عليها و ترهيبها حتى أنه من فرط التعذيب النفسي الذي عاشته فكرت في لحظة من اللحظات في الإنتحار مستدلة على ذلك بعدة شهود بقيت تسرد أسمائهم ليلى...نجوى...منيرة...؟

يبدو أن هذه الزعيمة قد غارت من صاحبة العلم التي نجحت بأيسر الأشياء الممكنة أن تصبح معشوقة الجميع و نجمة وسائل الإعلام التي بقيت تخطبها ودها طوال الفترة الماضية، فالغيرة من أكثر الأحاسيس التي تميز المرأة، لذلك فإن الزعيمة وجدت الحل في الجرحى الذين قد يكونون لها المدخل لشاشات التلفزة و أمواج الإذاعات و صفحات الجرائد، و فعلا حصلت على ما تريد إنه الدفاع عن الجرحى أو هكذا قالت ربما هو كذلك.

لكن لنهمس في أذن فتاتنا الثائر ة و نقول لها أن تونس ليس فيها إلا جرحى الثورة فالكل في تونس مجروح و الجراح مختلفة فلماذا لا تتم جميلها و تدافع عن كل المجروحين في هذه البلاد و تسعى لمداواة جروحهم كما أقترح عليها أن تقوم بتغيير إسم حزبها ليصبح حزب كلنا مجاريح و هكذا ستضمن أنه سيكون حزب الأغلبية في تونس لأن كل تونسي لديه جرح عميق إما من البطالة أو من غلاء الأسعار أو من الزوجة و الأبناء و طلباتهم التي لا تنتهي أو من فاتورة الكهرباء و الماء أو...؟

رجاء أيتها الثائرة الجديدة أن تعدلي أوتارتك و لا تحاولي المتاجرة بجراح الأخرين و ليكن في علمك أن عدة شخصيات سياسية معارضة زمن المخلوع سبقتك في هذا المجال حيث كانت تتخذ من ورقة الإسلاميين و الدفاع عنهم كورقة سياسية رابحة تضغط بها على النظام و تظهر من خلالها بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان لكن ما إن جاءت الثورة وسقط النظام إنكشفت العورات السياسية لهؤلاء الذين خدعونا للأسف الشديد زمنا طويلا و كنا نقف خلفهم و نتبنى مواقفهم لذا أقول لك إنه لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين لذا عليك أن تبحثي عن سبيل أخر للظهور و البروز على الساحة حتى تتمكني من الولوج إلى قلوب التونسيين الذين أثبت الواقع أنهم أكثر ذكاء من كثير من محترفي السياسية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، علي عبد العال، علي الكاش، الهيثم زعفان، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، رافع القارصي، سامح لطف الله، نادية سعد، فتحي الزغل، كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، أبو سمية، صالح النعامي ، عمر غازي، صلاح الحريري، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، طلال قسومي، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، خالد الجاف ، كريم فارق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمار غيلوفي، محمد أحمد عزوز، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، د- محمود علي عريقات، د - المنجي الكعبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، محمد العيادي، حسن عثمان، يحيي البوليني، حميدة الطيلوش، د. خالد الطراولي ، د - صالح المازقي، د. أحمد بشير، محمد يحي، د - محمد بن موسى الشريف ، فهمي شراب، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، تونسي، فتحـي قاره بيبـان، محمود سلطان، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، جاسم الرصيف، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، العادل السمعلي، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، منجي باكير، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، سلوى المغربي، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، صفاء العراقي، رافد العزاوي، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، عراق المطيري، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، صلاح المختار، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، د. عبد الآله المالكي، محمود فاروق سيد شعبان، مجدى داود، د.محمد فتحي عبد العال، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، الناصر الرقيق، صفاء العربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، عبد الغني مزوز، رمضان حينوني، عواطف منصور، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، محمد عمر غرس الله، حسني إبراهيم عبد العظيم،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة