البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المصالحة المشلوخة

كاتب المقال جاسم الرصيف    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6973 jarraseef@jarrasef.net


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مشلوخة ، ليست مشروخة ، هي أسطوانة مصالحاتنا العربية أنّى دار النظر في الفعل ( شلخ ) وفرقه عمّا هو مألوف في ( شرخ ) .

* * *

كلّما مضى الزمان العربي أسفر عن وجوه متعدّدة لعملة إستعارت العرب نسبا وسلكت مايعاديهم حسبا ، حتى ليظن المرء أننا نعيش في عالم اللامعقول لكثرة مافرض علينا من واقع اللامقبول في حراكات مصالحات يتميز بها عالمنا وحده دون عوالم الدنيا ، حيث صارت خصاماتنا معلما ، إن لم نقل سبّة مكتومة من قبل أمم الأرض كلها .
ولأن حراكاتنا وسكناتنا باتت تدرّس في دهاليز الدبلوماسية " كعلم " حديث من أبلغ دروسه التأريخية المعاصرة أن من باع فلسطين والعراق ، ويستعد لبيع السودان بعد الصومال ، هو ذاته اللامع الساطع في حراك المصالحات فقد بات مضحكنا أقوى ممّا يبكينا في عالم النفاق العربي الفريد المنشلخ عن قيم الأمم التي تحترم أنظمتها قيم شعوبها .

ولئلا يطول ويشتد الشرخ في التعاطي مع هذه المصالحات آخذ الظريف الطريف في المصالحة التي تشجع عليها كل الأطراف العربية بين قوات إحتلال العراق الأجنبية وأعوانها المحليين من جهة وبين الشعب العراقي من كل الجهات :

وجه النفاق الأول :

ماعادت الدول العربية التي ساهمت بإحتلال العراق ، ومن ثم صارت وفقا للتأريخ الإنساني شريكة في أكبر جريمة حرب إستهل بها هذه القرن نفسه ، مجهولة ولاخفية ، لأن قادة جرائم الحرب الأمريكان أنفسهم قد فضحوها بالإسم والصوت والصورة .. أراد الشركاء العرب ، وتحت عذر الخلاص من صدام حسين ونظامه ( الدكتاتوري ) ، أن يهدأ بالهم ويطمئنوا على مستقبل كراسيهم ، فيما كانت ومازالت أميركا تسعى لضمان نفط العراق ، وكلا الطرفين لم يقيما وزنا للعراقيين شعبا .. ولأن زرع الرعب لاينتج غير حصاد الأرعب على جريمة مقتل أكثر من مليون وتهجير ستة ملايين تحت مظلّة حرب الطوائف التي تحمل مسؤوليتها كل الشركاء ، فقد إرتد الرعب الى دهاليز قوات الإحتلال وشركائها عربا وغير عرب، فباتوا يبحثون عن أي نوع من المصالحة مع الشعب العراقي الرافض لهذه الجريمة ، ومن نافل القول التأكيد أنهم لن يجدوا غير الشياطين التي أوحت لهم بأنهم سينجحون في البقاء في العراق محتلا .

وجه النفاق الثاني :

كلّما إجتمعت دول الجوار العراقي ، وكلما زار مسؤول ، عربي أو غير عربي ، العراق المحتل ، أعلن ( حرصه ) على أمن الإحتلال تحت مسمّى العراق زورا .. صارت مفردة ( العراق ) تعني للعراقيين الأحرار : العراق المحتل فقط .. واذا كان الوجه الإنساني لأمن الشعوب في أن تكون ( محتلة ) كما يرى ( أبناء العم ّ ) من الدول العربية التي تتعاطى التعامل مع قوات الإحتلال في العراق ، فقد إنشلخ وعيهم عن وعي الإنسانية أولا ، وعن قيم الأمة العربية ثانيا ، وعن الحدّ الأدنى من الكياسة في التعامل مع إنسانية العراقيين ثالثا ، وعن وعيهم لمستقبل أمنهم الذاتي رابعا .. لاعتب للعراقيين على حرص أجنبي على أجنبي يحتل العراق ، ولكن الخطيئة ، كل الخطيئة ، أن يعلن ( عربي ) حرصه على حكومة نصّبها إحتلال أجنبي لاينكر نفسه على تغافل عرب هذا الزمان عن إحتلال العراق .

وجه النفاق الثالث :

وهو نكتة قومية ، لاتنسى ، وغير قابلة للإمّحاء من تأريخ العرب : الدعوة بكل صلافة وجلافة لما سمّي ومازال يسمّى ( المصالحة الوطنية ) !! .. أين العلاقة الوطنية يا عربنا بين محتل ّ غزا بلدنا مع عملاء علنيين ، أثبتوا للعالم كله أنهم حفنات من سقط متاع عصابات لصوص وقتلة واشنطن ولندن ، وبين عراقيين ، عربا ، آمنين فقدوا أبنائهم وبناتهم وبيوتهم وأموالهم على جناح أكاذيب روّجتهم لها ؟! .

أن يصالح المرء أخا له ، أو جارا ، أو إبن بلد ، فهذا طبيعي ومقبول .. أمّا أن تدعوا الدول العربية العراقيين لمصالحة أجانب إحتلوا بلدهم ، من خلال حصان طروادة العراقي ، حكومة الإحتلال ، فتلك هي النكتة التي لم تكتمل بعد ، ولكنها أضحكت كل العراقيين الرافضين للإحتلال وشركائه عربا وغير عرب .. وتلك هي الحكاية التي شلخت على حدّ المواطنة والقيم الأخلاقية شرفاء العراق عمّن يستقتلون لجرثمة العراقيين بقبول عصابات الإحتلالات المركبة ..

لذا نقول : أسطوانة ( المصالحة ) في العراق يا سادة مشلوخة وليست مشروخة ، اذا كنتم تفهمون الفرق بين شلخ وشرخ .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، احتلال، الجلاء امريكا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-03-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  طالب ومطلوب .. وفهم مقلوب
  بوش ومساعدوه .. قاب قوس من التحقيق
  تسونامي الهزائم الهادئة
  الأبيض والأسود .. ومابينهما !!
  قتل من يعرف.. ومن لايعرف مشروع قتيل
  هدية الله التي وصلت بريطانيا متأخرة من كنز العراق المفقود
  إبن باطل .. أتى بباطل !!
  شرعنة "الخيانة" الوطنية عربيا
  شمعتنا الأولى .. في ظلام سنة الاحتلال السابعة
  حارث الضاري
  خطاب أوباما القادم في يونيو / حزيران
  مضحكات "المضبعة" الخضراء في سنتها السابعة
  الطريق الصحيح يا هيلاري
  مجالس شيوخ العراق .. مقاومة أم مساومة ؟
  (ضيوف) العراق بعد 2011
  سعادة النغل في " العراق الجديد "
  المصالحة المشلوخة
  مع قراصنة الصومال
  مغالطات البنتاغون ربع الفصلية ( 1- 2 )
  أخطر مدينة في أخطر بلد
  جامعتنا العربية و ( اعداؤها )

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد الحباسي، فتحـي قاره بيبـان، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. طارق عبد الحليم، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، كريم فارق، د. أحمد بشير، ماهر عدنان قنديل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمود علي عريقات، عمار غيلوفي، محمد العيادي، الهيثم زعفان، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، أ.د. مصطفى رجب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد عمر غرس الله، عواطف منصور، محمد الياسين، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، منجي باكير، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، جاسم الرصيف، سلام الشماع، سامر أبو رمان ، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، مصطفى منيغ، عزيز العرباوي، فهمي شراب، علي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، تونسي، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، أبو سمية، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، محمد يحي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود سلطان، سلوى المغربي، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، محمد شمام ، د. خالد الطراولي ، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، عبد الله زيدان، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، أحمد ملحم، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، عبد الغني مزوز، د - عادل رضا، محمد الطرابلسي، صلاح الحريري، رافد العزاوي، رمضان حينوني، علي الكاش، د.محمد فتحي عبد العال، ياسين أحمد، سفيان عبد الكافي، مصطفي زهران، د - صالح المازقي، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، عراق المطيري، المولدي الفرجاني، أنس الشابي، محرر "بوابتي"، أحمد بوادي، صلاح المختار، سيد السباعي، طلال قسومي، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، صفاء العربي، سعود السبعاني، العادل السمعلي، رضا الدبّابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، حسن عثمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة