البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مغالطات البنتاغون ربع الفصلية ( 1- 2 )

كاتب المقال جاسم الرصيف    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7943


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في تقريرها ، ربع السنوي المرفوع الى الكونغرس الأمريكي عن الوضع في العراق المحتل ، إعترفت وزارة الدفاع الأمريكية ، البنتاغون ، بأن : ( المعالم الأساسية " للصراع " في العراق لم تتغير ، رغم التحسن الكبير في الأوضاع الأمنية ) ، واضافت وصفا صحيحا ــ على غير العادة !! ــ يفيد ان الأوضاع الأمنية : ( هشة وغير متماسكة ويمكن ان تتراجع ) ، ولكن على تبرير مخادع مراوغ ، كالعادة ، يفيد ان العراق : ( عالق في " نزاع " بين مختلف " المكونات " على السلطة والموارد ) .

ماتعنيه وتحمله في طياتها هذه الأوصاف الواردة في تقرير البنتاغون هو :

اولا :
ان ( عدم تغيّر معالم الصراع ) الذي قصده البنتاغون هو : خديعة اخرى للكونغرس ، والشعب الأمريكي في آن ، وربما بعض الحمقى من حكام الدول الصديقة للبنتاغون ، لتبرير استمرار بقاء القوات الأمريكية في العراق لأطول فترة يمكن ابتزازها من قبل تجار الحروب الأمريكان من جميع هؤلاء . وفي وقت اعترفت كثرة من اعضاء الكونغرس الأمريكي بانها ( خدعت بمبررات هذه الحرب ) ، لم تعترف الأكثرية المطلقة من حكامنا المسلمين الذين آزروا الإحتلال مباشرة ، أو غضوا النظر عنه ، بأنهم من المخدوعين باكاذيب تجار الحروب كما جلاّديهم وولاة امرهم الأمريكان النادمين ، وهذا ما يشجع البنتاغون على خداعهم مرة بعد مرة ، لأن : ( السكوت من علامات الرضا ) عن ( صراع ) دموي بشع يجري في العراق ( يستلزم ؟! ) استمرار قوات الإحتلال على القتل المجاني وإعالة فرق موت تابعة لمكونات قوات الإحتلال .

كما ان هذا التقرير يوثق ويوجز هدفا غاية في اللؤم والخباثة الموجّهة من قبل البنتاغون ضد الشعب العراقي ، وضد الشعب الأمريكي في آن ، وحتى شعوب المنطقة من خلال هذه التوصيفات المغالطة الزائفة ،، لأن هذا ( الصراع ) الذي تعكز عليه البنتاغون ماكان حاصلا قبل الإحتلال ، وما كان سيحصل بعده ، لو لم تقسّم ادارة مجرم الحرب بوش الشعب العراقي الى حصص طائفية وقومية ، على ابعاد عنصرية نقيضة لكل ( ديمقراطيات ) الأرض قديمها وحديثها ، أسست ( للنزاع على السلطة والموارد ) لاحقا وفق الرؤى الأمريكية البريطانية الإسرائيلية ورؤى تجار الحروب العراقيين من ركّاب دبابات الغزو الأمريكي .

البنتاغون في هذه الأوصاف يدعو كل الجهات المعنية بالعراق الى خيارين لاثالث لهما : إما الخضوع لرغبته الدموية في البقاء لأطول فترة إحتلال ممكنة بحجة هذا ( الصراع ) الزائف المفتعل ، او ان يشهد العراق ومعه دول المنطقة ( نزاعات ) على ( السلطة والموارد ) بين كل الطوائف والقوميات ، يأكل فيها القوي الضعيف ، ويستقر المنتصر في حضن تجار الحروب الأمريكان وشركائهم من تجار الحروب المحليين ،، ومن ثم لايبدو غريبا ، ولا مضحكا ، لعاقل ان يجد علاقة مستحدثة مستوردة بين المذهب الفلاني ، او القومية الفلانية ، وبين مجرى النهر هذا ، وبئر النفط تلك ، ومنجم البوتاسيوم ذيّاك ،، لأن هذا الربط السلطوي والمواردي الشخصي ، دون سلطة الوطن والوطنية ، صار من اهم متطلبات ميلاد ( الشرق الأوسخ الجديد ) ، الذي أسس له البنتاغون صراحة ودون لف ولا دوران وفق ( خارطة الدم ) الشهيرة المنشورة عنه ومنه .

ثانيا :
من المعروف ان ( المعالم الأساسية ) التي قصدها البنتاغون هي : المعالم التي أسسها بنفسه لنفسه ، من خلال استيراد ايرانيين ، كانوا لاجئين في العراق فرّوا الى ايران بعد ان عضّوا الأيادي التي آوتهم واطعمتهم ، ومن خلال اكراد وعرب ( عراقيين ) لاوطن لهم ولاقيم اخلاقية غير كهوف تجارة الحرب ،، ووضع البنتاغون كل هؤلاء قوة بطش و تهديد ارتزاقي للشعب العراقي وبقية شعوب الأرض في المنطقة بشكل خاص و العالم الإسلامي بشكل عام ،،

البنتاغون نفسه هو من استنسخ عن غباء موثق قاعدة ( الحضارة الغربية !؟ ) في ( فرق تسد ) في كل الدول الإسلامية ، واولها افغانستان ثم العراق ثم السودان والصومال بعد فلسطين ،، ولكنه وجد نفسه أضعف مما كان يتصور عن نفسه أمام حركات مقاومة تعد من ( الحفاة العراة ) قياسا الى امكانيات البنتاغون الخرافية ،، ولم يشعر البنتاغون بورطته حتى وهو يعدّ التقرير للكونغرس ، لأنه لايفكر بمصلحة اميركا ، ولا بمصالح شعوب الأرض كلها ، إزاء رغبات ومصالح تجار الحروب الذين سيطروا عليه ،،

ووجه حماقة البنتاغون ، اذا ما افترضنا حسن نواياه وهو يعد هذا التقرير ، في انه : لم يفهم كيف ومتى ومن ( يفرق ) وضد من ،، كما لم يفهم متى وكيف ومن ( يسود ) اذا نجح في التفرقة ،، ولم يقرأ تأريخ العراق ، ولاعادات وتقاليد شعبه ، ولا تأريخ المنطقة العربية والروابط بين أهلها ،، وفضلا عن كل هذا جاء على الظن ان شعوب المنطقة سترضى بكل مايصدر عن البنتاغون لأنه مجرد .. امريكي ! .. قادر على الفتك بأعدائه الذين يختارهم اعداء ، وحماية اصدقائه الذين ظن ّ فيهم القدرة على الاجرام بحق الشعوب .

نعم ، عثر البنتاغون على أعوان له ومرتزقة من العرب ( شيعة وسنة ) ومن الأكراد والتركمان وبقية القوميات ، وهؤلاء نجحوا بدورهم من خلال حكومة المضبعة الخضراء في ذبح مليون وتهجير ستة ملايين عراقي خلال اقل من ست سنوات !! .
نعم ، نجح البنتاغون في التأسيس لفرق موت طائفية وقومية عنصرية( كردية ) ، بعضها ( صاح ) وبعضها ( غاف ) ،، كما نجح في إذكاء الفتنة حتى بين عملائه لكي يؤسس ( لسيادة ) على الجميع لأطول فترة ممكنة !! . نعم ، نجح البنتاغون في إستئجار مليون مرتزق ، عراقيين ، بعد تجويع شديد بحجة ( الإجتثاثات ) الشهيرة ، ونجح في استيراد مرتزقة اجانب بعد إغراءات منهوبة من ثروات العراق نفسه ،،

نعم نجح في كل هذا !! ،،
ولكن هل نجح في السيطرة على الأوضاع الأمنية ؟! .
البنتاغون نفسه يجيب بأنها : ( هشة وغير متماسكة ويمكن ان تتراجع ) ! .
ولكن احدا لم يسأل البنتاغون عن سر ّ هذه ( الهشاشة ) و( عدم التماسك ) ، لأن الإجابة ستؤدي الى الإعتراف : بوجود مقاومة عراقية وطنية ، تمثل اكثرية صامتة صامدة مطلقة من الشعب العراقي ، رافضة لكل ( المكونات ) التي أسس لها الإحتلال .


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 08-10-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  طالب ومطلوب .. وفهم مقلوب
  بوش ومساعدوه .. قاب قوس من التحقيق
  تسونامي الهزائم الهادئة
  الأبيض والأسود .. ومابينهما !!
  قتل من يعرف.. ومن لايعرف مشروع قتيل
  هدية الله التي وصلت بريطانيا متأخرة من كنز العراق المفقود
  إبن باطل .. أتى بباطل !!
  شرعنة "الخيانة" الوطنية عربيا
  شمعتنا الأولى .. في ظلام سنة الاحتلال السابعة
  حارث الضاري
  خطاب أوباما القادم في يونيو / حزيران
  مضحكات "المضبعة" الخضراء في سنتها السابعة
  الطريق الصحيح يا هيلاري
  مجالس شيوخ العراق .. مقاومة أم مساومة ؟
  (ضيوف) العراق بعد 2011
  سعادة النغل في " العراق الجديد "
  المصالحة المشلوخة
  مع قراصنة الصومال
  مغالطات البنتاغون ربع الفصلية ( 1- 2 )
  أخطر مدينة في أخطر بلد
  جامعتنا العربية و ( اعداؤها )

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سعود السبعاني، سليمان أحمد أبو ستة، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، الهيثم زعفان، د. خالد الطراولي ، تونسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، د- جابر قميحة، العادل السمعلي، حسني إبراهيم عبد العظيم، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، صلاح المختار، علي الكاش، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، صالح النعامي ، عراق المطيري، عواطف منصور، الناصر الرقيق، خبَّاب بن مروان الحمد، أنس الشابي، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، كريم السليتي، د. صلاح عودة الله ، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، منجي باكير، سلام الشماع، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، كريم فارق، أحمد الحباسي، د - عادل رضا، علي عبد العال، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، د - مصطفى فهمي، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، د - المنجي الكعبي، د- محمد رحال، د - الضاوي خوالدية، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمر غازي، محمد أحمد عزوز، عبد الرزاق قيراط ، صلاح الحريري، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، نادية سعد، أحمد النعيمي، مراد قميزة، عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، محرر "بوابتي"، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، د - صالح المازقي، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، محمود سلطان، محمد العيادي، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفى منيغ، سيد السباعي، أحمد بوادي، رشيد السيد أحمد، عبد الله الفقير، فتحي العابد، فهمي شراب، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، وائل بنجدو، طلال قسومي، د. أحمد محمد سليمان، محمد اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، سامر أبو رمان ، محمد يحي، ياسين أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حاتم الصولي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة