البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تركيا، صراع الذئاب المفترسة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3418


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سواء فشل الانقلاب في تركيا أو لم يفشل و سواء خرج رجب أوردغان منتصرا أو منكسرا في هذه المواجهة الدموية الساخنة فالثابت للجميع اليوم أن ‘ ديمقراطية’ حزب العدالة و التنمية الحاكم قد خرجت منهزمة بالضربة القاضية و بات من الواجب على رئيس الدولة أن يعيد كل حساباته الخاسرة و يسخر بقية مدته الدستورية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه و جبر الأواني المكسرة بفعل سياسة خائبة سطرها وزير الخارجية و رئيس الحكومة السابق داوود أحمد أوغلو، طبعا ما جاء على لسان رئيس الدولة منذ ساعات من كون الديمقراطية التركية قد انتصرت هو مجرد شعار بائس يعلم الجميع عدم صدقيته على أرض الواقع خاصة و أن المؤسسة العسكرية هي التي دبرت هذا الانقلاب العنيف من باب التعبير عن سخطها على السياسة المتبعة مع دول الجوار و فشل الحكومة في إتباع خطة سير معتدلة ترفض الدخول في عداوات مباشرة من أجل عيون إسرائيل أو السعودية أو أمريكا .

كعادته توجه الرئيس التركي و حاشيته بأصابع الاتهام إلى المعارضة و بالذات إلى السيد فتح الله غولن اللاجئ السياسي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية كل ذلك لضرب عصفورين بحجر واحد الأول التخلص من معارض شرس و إعطاء الانقلاب بعدا أخر غير البعد الحقيقى و الثاني الإيحاء بكون الإدارة الأمريكية قد تساهلت مع هذا الرجل بدليل التنديد الخجول لهذه الإدارة بالانقلاب مما طرح أمام المتابعين كثيرا من الأسئلة حول طبيعة الخلاف القائم بين الرئيس التركي و بين الإدارة الأمريكية بالنظر إلى التسريبات الإعلامية حول وجود خلاف يتعلق بكيفية التعاطي مع الملف السوري المطروح بقوة على طاولة الرئيس الأمريكي في هذه الفترة الحساسة التي تصارع فيها ممثلة الحزب هيلارى كلينتون المرشح المنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة بحيث أن أي ‘ انتصار’ في هذا الملف سيساهم في تدعيم حظوظها المتقاربة للفوز بمدة رئاسية، لكن المتابع لارتدادات الانقلاب يدرك أن الشعب التركي و لئن نزل للشارع لحماية الشرعية و التعبير عن رفضه العنيف للانقلابات فإن ذلك لن يمثل بأي حال و كما يظن الرئيس التركي عملية إسناد للديمقراطية التركية التي سقطت منذ فترة بسبب ما تعرض له المتظاهرون في ميدان ‘تقسيم’ وسط العاصمة التركية على يد بوليس النظام .

تتحدث أنباء الساعات الأخيرة من عاصمة البوسفور عن حملة دموية من الإيقافات شملت الآلاف من العسكريين من مختلف الرتب و ألاف قرارات العزل و الإيقاف ضد القضاة إضافة إلى تكميم الصحافة و إيقاف بعض الصحفيين و المعارضين من باب استثمار الانقلاب للتخلص من الخصوم و بعملية جمع و طرح بسيطة يتأكد اليوم أن الرئيس التركي في حربه الضروس ضد المعارضة قد فتح النار هذه المرة على نفسه على اعتبار أن هذه الإيقافات و لئن شملت الأفراد فأنها و بالتداعي قد شملت عائلاتهم و ذويهم و هو ما سيوسع عمليا قاعدة المعارضين المناوئين للتوجهات الفاشلة للحزب الحاكم و التي لم ينفع التغيير الأخير في رئاسة الحكومة و التضحية بصديق العمر داوود اوغلو في إيجاد الحل السحري السريع لإرجاع الأمل للاقتصاد التركي المتهاوي نتيجة الاعتباطية السياسية الخارجية التركية و بالذات الدخول في منظومة أصدقاء سوريا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بطبيعة الحال، ستشكل المحاكمات المقبلة للمعتقلين فرصة للمعارضة لمزيد تلاحم الصفوف و للقيادة التركية لمزيد الهروب إلى الأمام و عدم مواجهة الفشل السياسي.

العبرة بالخواتيم كما يقول معلقنا عصام الشوالى و العبرة في الملف التركي قاتمة السواد لأنه بين أحلام البدايات و كوابيس النهايات هناك حالة من السقوط المتواصل تؤكد مرة أخرى أن الأنموذج التركي و ما يسمى بالإسلام السياسي لم يمثل الحل كما سوق له بعض المتآمرين على الدول و المصالح العربية بل المشكلة التي زادها وجود الجماعات الإرهابية في سوريا على وجه التخصيص عنفا و ضراوة، لا بد من التذكير أيضا أن فشل الانقلاب ليس مهما في حد ذاته لان الانقلابات لم تعد الحل بل المهم في هذا الانقلاب أنه وسع في شريحة معارضي النظام و كشف للعالم أن حملات ضرب المؤسسة العسكرية التركية لم تفلح و لن تفلح و أن الإسلام السياسي هو الخاسر الوحيد في هذه العملية الانتحارية العسكرية و أن وعود رئيس الدولة بمعاقبة المتآمرين بشدة ستكون الجريمة الدموية الأخيرة لهذا الرجل الذي فقد عقله بسبب هوس الزعامة و حب الظهور، و عندما يجتمع الفساد، الإرهاب، الاستبداد و هوس السلطة إضافة إلى فشل في إدارة الحكم فلا شك أن هذا الانقلاب سيكون بداية النهاية لحكم الإسلام السياسي في تركيا و بالتبعية في كامل الوطن العربي .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تركيا، الإنقلاب بتركيا، محاولة الإنقلاب الفاشلة، طيب أردوغان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-07-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، طلال قسومي، د. أحمد بشير، صفاء العربي، نادية سعد، فهمي شراب، ماهر عدنان قنديل، المولدي الفرجاني، سامر أبو رمان ، د- محمود علي عريقات، حاتم الصولي، الهيثم زعفان، سفيان عبد الكافي، تونسي، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، محرر "بوابتي"، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، محمد الياسين، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - شاكر الحوكي ، حسن عثمان، د - صالح المازقي، ضحى عبد الرحمن، د. صلاح عودة الله ، أحمد بوادي، محمد يحي، كريم السليتي، كريم فارق، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، صباح الموسوي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يزيد بن الحسين، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، د- محمد رحال، سعود السبعاني، د- جابر قميحة، محمد شمام ، منجي باكير، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إياد محمود حسين ، د - محمد بن موسى الشريف ، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، عمار غيلوفي، أحمد النعيمي، العادل السمعلي، ياسين أحمد، سلوى المغربي، فتحي العابد، أشرف إبراهيم حجاج، وائل بنجدو، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد الحباسي، مجدى داود، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، مراد قميزة، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - الضاوي خوالدية، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، محمد الطرابلسي، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، محمد اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، مصطفي زهران، عواطف منصور، الناصر الرقيق، أنس الشابي، مصطفى منيغ، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، د. أحمد محمد سليمان، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي الكاش، رمضان حينوني، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، رضا الدبّابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العراقي، علي عبد العال، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، يحيي البوليني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة