البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشيخ الإدريسي، بابلو إسكوبار بشكل أخر

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3537


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رأينا كل شيء بعد الثورة، استنزف الجميع كل أدوات التعبير المخجلة و الخارجة عن السياق، تظاهر ‘ الشعب’ بكل الطرق و على كل الطرقات، احتدم الخلاف بين ساسة الثورة المزعومين و بين إعلام العار المزعوم ، شاهدنا حمالو حطب كثر يشعلون النار و يتساءلون عن مصدر الدخان، منذ رحيل الرئيس السابق و هذا الشعب المظلوم يرى يوميا العجب العجاب، لا أحد من هذه الطبقة السياسية الانتهازية العفنة خجل من نفسه و توارى على الأنظار حتى بعدما لفظه الشعب و خسر الانتخابات، لا أحد استقال حتى بعدما تم اغتيال الشهداء، و لذلك هانت البلاد و سامها كل مفلس جاحد مهووس مريض بالأنا، من بين هؤلاء المرضى بالجحود و الطامحين إلى فتح دكان لممارسة نشاط قذر مسموم يتمثل في الدعوة المباشرة للتكفير و رفض مفهوم الدولة شيخ يدعو الشيخ الإدريسي .

منذ سقوط نظام بن على، يظهر أن هذا الشيخ المشبوه قد كسب عقول كثير من المتابعين المنتمين للتيار التكفيري السلفي الذين كانوا يختبئون تحت الأرض زمن النظام السابق و يمارسون نشاطهم التكفيري بكل سرية، و يظهر أن ‘أفكاره’ قد نالت رضا القائمين على ترويج الفكر الوهابي الإرهابي في المشرق العربي إذ تم نشرها على منبر ‘ التوحيد و الجهاد’ و هي مكتبة الكترونية تعتبر أحد المصادر المهتمة بالسلفية الجهادية، و بشيء من المتابعة ندرك العلاقة الوطيدة بين هذا الشيخ المشبوه و بين كثير من التيارات و المنابع المتطرفة التي تحث على الغلو في الدين و تكفير الغير و إشاعة الفوضى الدينية و بث منطق الكراهية و الفتنة رغم كل المجهود الظاهر لإخفاء هذا التوجه الكريه في خطبه التي يتابعها كثير من الناس دون انتباه و تمحيص ، و لعل الكثيرون لا يعرفون العلاقة الوطيدة بين هذا الشيخ و بين زعيم ‘أنصار الشريعة’ المدعو أبو عياض أحد كبار المنظرين و المباشرين للإرهاب الدموي في تونس.

يعتبر الشيخ الإدريسي المرجعية الشرعية العليا للتيار الجهادي التكفيري في تونس بحيث تخرجت على يده العديد من هؤلاء الذين حملوا السلاح لممارسة الإرهاب، تم سجنه في أحداث سليمان الشهيرة و كان محل شبهة في عديد مراحل تصاعد الإرهاب في تونس قبل و بعد الثورة، و بين مدع أن هذا الشيخ المشبوه قد أصدر فتاويه المنكرة لهؤلاء القتلة في سوريا و العراق و تونس بما سمي ب’الجهاد’ و بين قائل بان صمته في مثل هذا الأمر الجلل هو إعلان صريح بالموافقة و تشريع قذر لقتل الأبرياء و استهداف المدنيين العزل كما يحصل في عديد من الدول العربية و الغربية هناك قناعة راسخة لدى الجهات الأمنية و بعض المتابعين لسيرة هذا الرجل بأن هذا العقل يدير الإرهاب من وراء الستار، و لعل الجميع يربطون اليوم بين مقر خطب هذا الشيخ في مسجد ‘ الأمة ‘ بمنطقة سيدي على بن عون و بين حادثة اغتيال 6 من ضباط الحرس الوطني و عدة إيقافات بين صفوف الإرهابيين الذين ثبت تلقيهم الدروس التكفيرية على لسان هذا الشيخ المشبوه، و في علاقة تؤكد كثير من التحقيقات الأمنية و الصحفية اجتماع هذا الشيخ بكثير من القيادات الإرهابية في تونس و ليبيا للمطالبة بالنفير العام لمواجهة صعود حركة النداء للحكم .

يعتبر هذا الشيخ المشبوه نفسه عصيا على سلطة الدولة خاصة بعد أن دعمته عدة جهات تكفيرية وهابية بالمال و السلاح لضرب الاستقرار في تونس، و يعتبر هذا الشيخ أن صعود حكومة علمانية هو مؤشر شؤم على مشروع الخلافة المنتظرة بل أنه أصبح يرى في حركة النهضة عدوا لدودا خان ‘ القضية’ و باع مبادئ الحركة في مزاد السياسة الداخلية و الخارجية التونسية، و في قراءات سياسية أمنية متابعة يتحدث البعض على أن الأمن التونسي يملك معلومات مرعبة حول نشاط و تعاون الشيخ الإدريسي مع عدة جهات أجنبية يهمها عدم الاستقرار في تونس، و هناك قراءة تقول أن هناك دولة خليجية بعينها تضغط لعدم المس بنشاط هذا الشيخ تحت طائلة قطع المعونات المالية للخزانة التونسية، لكن هناك معلومات مسربة تفيد أيضا أن إبقاء مسجد الأمة خارج السيطرة الأمنية للدولة ستكون له تداعيات خطيرة على الوضع الأمني لان هناك شكوك حارقة حول سر تمسك الشيخ بهذا المنبر و عدم الخضوع لسلطة وزارة الشؤون الدينية و هل تم تسريب كميات من السلاح و المناشير داخل هذا المسجد و هل هناك علاقة باختفاء بعض المجموعات الإرهابية و بين هذا المسجد.

ترجع السلطات المحلية السبب الرئيسي لبقاء مسجد ‘ الأمة’ بوسط معتمدية سيدي على بن عون خارج السيطرة الأمنية للدولة بكونه مقام بالقرب من منزل هذا الشيخ المشبوه الذي يشرف عليه بنفسه، و لعل أقرب مثال يتبادر للذهن هو مثال تاجر المخدرات الكولومبي المعروف بابلو اسكوبار الذي بنى ‘سلطة’ ذاتية تحرس قصره الفخم في تحد كامل للدولة، فهذا الشيخ يقوم بالفعل الشائن نفسه ليجمع حوله الإرهاب و يمارسه و يحض عليه كل ذلك تحت ستار ممارسة الشعائر الدينية، لكن الواجب يدعو الجميع اليوم إلى رفض هذه الممارسات الذميمة و معارضة هذا الشيخ المشبوه بأن سلطة الدولة هي الحد الفاصل بين حق الفرد و حق المجموعة و أن العيش في أي دولة ما يفرض على المواطن الخضوع إلى واجب المواطنة و التقيد بضوابط الدولة، فتونس التي نبغيها لا نريدها خاضعة لا للغرب و لا للشرق بل خاضعة لسلطة الشعب، فيكفى ما عانت تونس من ثقافة الغرب و ما عانت من فكر الشرق المتخلف .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الأعمال الإرهابية، الشيخ الخطيب الإدريسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. خالد الطراولي ، رضا الدبّابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، العادل السمعلي، كريم السليتي، رحاب اسعد بيوض التميمي، تونسي، د. عبد الآله المالكي، د - عادل رضا، أبو سمية، كريم فارق، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، حاتم الصولي، رمضان حينوني، صفاء العربي، أحمد النعيمي، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، علي الكاش، طلال قسومي، أشرف إبراهيم حجاج، منجي باكير، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد بشير، رافع القارصي، صلاح المختار، الهيثم زعفان، عبد الرزاق قيراط ، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، عزيز العرباوي، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، د - محمد بنيعيش، د. صلاح عودة الله ، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، محمود طرشوبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سيد السباعي، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، د - مصطفى فهمي، صفاء العراقي، مجدى داود، صلاح الحريري، حسن عثمان، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل، أنس الشابي، خالد الجاف ، د- محمد رحال، سعود السبعاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفى منيغ، فتحي الزغل، فهمي شراب، صباح الموسوي ، نادية سعد، مراد قميزة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد الحباسي، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، محمود سلطان، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، عبد الغني مزوز، يحيي البوليني، سامح لطف الله، عواطف منصور، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، المولدي الفرجاني، الهادي المثلوثي، ياسين أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد عمر غرس الله، محمد الياسين، ضحى عبد الرحمن، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، حميدة الطيلوش، فتحـي قاره بيبـان، محمد شمام ، سلوى المغربي، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، د.محمد فتحي عبد العال، د - المنجي الكعبي، أحمد ملحم، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة