البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من ‘قتل’ السبسى ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3437


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من اللؤم ما قتل، في السياسة كل شيء قذر مباح و لذلك لم يكن غريبا أن تخرج الإشاعات المتواصلة حول مرض و موت الرئيس الباجى قائد السبسى، لكن هذه الإشاعة وراءها خبثاء انتهازيون بالطبع و التطبع و من ‘يبث’ هذه الإشاعة باستمرار يستغل سن الرئيس و ربما حالته المرضية ليخلق جوا قابلا للتغيير و ليقدم نفسه كمنقذ للوطن ، المهم أن الإشاعة قد فعلت فعلها و فرضت التساؤل بحيث لم يجد رئيس الدولة من ملاذ لإسكات هذه الإشاعة المسمومة إلا الظهور علنا في استقبال السفير الفرنسي بمناسبة نهاية مهامه الدبلوماسية بتونس، الإشاعة أيضا كشفت أنها قادرة على فرض حالة من البلبلة داخل القصر الرئاسي نفسه بحيث لم يتمكن طاقم العلاقات العامة للرئيس من مواجهة هذه القنبلة الانشطارية التي انفجرت على طول و عرض الساحة السياسية المتوترة أصلا بحكم حملات التقسيم و التشكيك في مؤسسات الدولة التي يديرها الرئيس السابق و طاقمه و بالذات السيد عدنان منصر المكلف بالهجوم المتواصل على الحكومة و على الرئاسة .

يتهم مستشار الرئاسة السيد منذر قفراش علنا و بكامل الدقة و الوضوح من اعتبره الرئيس ابنه الروحي ليحتضنه و يخرجه من العالم الموازى إلى واجهة الأحداث السياسية، لكنه قابل ذلك المعروف السياسي بالخيانة و الغدر، طبعا يجب البحث عن الشخص المعنى بالأمر لان الرئيس بحكم قيادته و إنشاءه لحزب النداء قد أخرج كثيرا من ‘ القيادات’ من الحدائق الخلفية السياسية المظلمة ليضعها في واجهة الأحداث السياسية التي تلت انهيار حركة النهضة بعد اعتصام باردو و سقوط حكومة على العريض، لكن مجرد إشارة مستشار الرئيس إلى أن هذا اللئيم هو رئيس حزب سياسي فقد رأى عديد المتابعين في السيد محسن مرزوق الشخص المقصود بهذا الاتهام و كونه من قطع إلى الأبد شعرة معاوية مع الرئيس مع أن المفترض أن يشير بأصابع الاتهام إلى الرئيس المؤقت السابق محمد المرزوقي، فالرجل كان موضع اتهام مباشر منذ أشهر فقط من طرف الناشط في حزب النداء الأستاذ عبد الستار المسعودي تعليقا على ما نشرته صحيفة الكترونية في سويسرا منسوبة لحزب ‘حراك تونس الإرادة ‘ و هو الحزب الهلامي الذي أنشأه الرئيس المؤقت السابق من كون الرئيس السبسى يعالج في إحدى المصحات السويسرية، خبر سرعان ما تناقلته عديد وسائل الإعلام من بينها صحيفة ‘ الن جويس’ السويسرية مما أثار حفيظة الرئيس السبسى و سخريته اللاذعة.

طبعا لا ينكر المتابعون وجود حالة من العداء المتبادلة بين الرئيسين، فالرئيس محمد المرزوقي لم يهضم لحد الآن انسحابه المذل أمام الرئيس الحالي في الانتخابات الرئاسية خاصة و انه ‘استعمل’ كل أسلحته الهجومية اللفظية و كل أدواته العضلية على الميدان مستغلا تقدم سن البجبوج، و الرئيس المؤقت السابق هو المتهم بالوقوف وراء الأحداث الدموية العنيفة في الجنوب بسبب تصريحاته التحريضية على الرئيس و على رئاسة الحكومة، و هنا لا يمكن المرور دون ذكر تصريح السيد سليم الرياحى حين أشار بشيء من الغموض إلى المرزوقي معتبرا إياه من ‘ الأطراف التي عودتنا بأنها لا تستطيع العيش إلا في الفوضى و العنف و الفراغ و لا تستطيع السباحة إلا في الوحل ‘ في إشارة إلى الاتهامات المتعلقة بإثارته للفوضى و الاضطرابات في بعض مدن الجنوب، في هذا السياق، يعتبر المتابعون أن تصريحات الرئيس السابق تدخل في حرية التعبير لكن هناك من يرى أن إشاعة خبر وفاة الرئيس لا يمكن أن تدخل في هذا الباب بل أنها يمكن أن تزيد من هشاشة الوضع الأمني الهش في البلاد فضلا عن كون الرئيس السابق لم يراع في تصريحاته واجبه الوطني في المساهمة في خروج البلاد من هذا الوضع و التدرج الحذر لحين استكمال المرحلة السياسية الانتقالية بسلام، و رغم نفى السيد محمد المرزوقي كل الاتهامات الموجهة إليه فالثابت اليوم أن الرئيس الحالي ما كان ليتحرج و يشير بأصبع الاتهام لو لم تتوفر لديه معلومات مؤكدة من كثير من المصادر، و لعل الأيام القادمة ستكشف كثيرا من الحقائق و منها أن الرئيس المرزوقي قد بدأ حملته الرئاسية القادمة مبكرا جدا الأمر الذي يعتبره بعض المراقبين خطأ تكتيكيا كبيرا خاصة و أنه لا يمكن تصور ترشح السيد السبسى مجددا .

لكن المثير أن يخرج السيد محسن مرزوق منذ لحظات عن الصمت ليكشف أنه الشخص المستهدف مباشرة بالاتهام من مستشار الرئيس مستعملا بعض الأكليشيهات اللفظية التي يحاول بها الرجل إثبات براعته اللغوية و قوة ردوده السياسية دون أن ينتبه أن مجرد كشف نفسه يحمل في طياته أكثر من سؤال أوله لماذا شعر بكونه الطرف المستهدف و ثانيه أنه وقع في الفخ المنصوب إليه بإحكام من مستشار الرئيس الذي يصفه السيد مرزوق بكونه من البارعين في بث الإشاعات المزعجة و بكونه أدنى من الحضيض، بطبيعة الحال، كان من المفروض أن يصمت الرجل لان الإشاعات و الأراجيف تموت بالصمت لكنه أظهر رعونة سياسية كبرى كشفتها عديد الأحداث منذ صعود حزب نداء تونس إلى العلن و فوزه بالانتخابات التشريعية و الرئاسية، المهم، أن هناك حربا باردة قد تحولت إلى حرب مفتوحة على كل الاحتمالات و أن هناك قيادات سياسية لا تريد للسلم الاجتماعية أن تتواصل رغم هشاشة الوضع على كل المستويات، فهل تحتاج تونس اليوم إلى مثل هذه الصراعات الطفولية المثيرة للسخرية .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، السبسي، سليم الرياحي، النهضة، نداء تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-09-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، فهمي شراب، جاسم الرصيف، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، عبد الله زيدان، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، خالد الجاف ، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، فتحي الزغل، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، د- محمد رحال، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، عبد الله الفقير، عواطف منصور، محمد العيادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، د - محمد بنيعيش، علي الكاش، طلال قسومي، سفيان عبد الكافي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، إيمى الأشقر، أ.د. مصطفى رجب، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الياسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الرزاق قيراط ، صالح النعامي ، محمود طرشوبي، محمود سلطان، سلوى المغربي، رشيد السيد أحمد، رافع القارصي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، رمضان حينوني، عراق المطيري، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفي زهران، د- محمود علي عريقات، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، مجدى داود، علي عبد العال، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، أحمد النعيمي، المولدي الفرجاني، د- جابر قميحة، حاتم الصولي، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد ملحم، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، حسن الطرابلسي، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، كريم السليتي، عمار غيلوفي، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، رضا الدبّابي، منجي باكير، أنس الشابي، الهادي المثلوثي، د - الضاوي خوالدية، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، سيد السباعي، ضحى عبد الرحمن، محمود فاروق سيد شعبان، يزيد بن الحسين، سلام الشماع، د. عبد الآله المالكي، كريم فارق، ياسين أحمد، وائل بنجدو، العادل السمعلي، د - عادل رضا، صلاح الحريري، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، د. أحمد بشير، أحمد الحباسي، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العربي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة