البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 818


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هل يصلح شخص نظيف اليدين لقيادة بلد ؟ لعله السؤال الأكثر شيوعا بين المتابعين بعد انتخاب الرئيس قيس سعيّد و لعله السؤال الذي لم يجد له أحدا جوابا مقنعا شافيا رغم مرور هذه الفترة الرئاسية الطويلة . لا أحد بإمكانه أن يجزم أو يعطى الدليل القاطع على أن رئيس الدولة قادر فقط بعنصر نظافة اليدين و ربما نظافة السريرة على إنقاذ البلاد أو تجنيبها المصير الغامض المنتظر كما أنه لا أحد مؤمن اليوم أن الرئيس يقود البلاد نحو الوجهة الصحيحة و أن أمر تحسّن الحالة الاجتماعية هي مسألة وقت لا غير . المشكلة مع هذا الرئيس " النظيف" أنه لا يتكلم و إن تكلّم فهو يكتفي بالعناوين أو بالصدر دون العجز أو بالتلميح دون التصريح و لذلك يجد المتابعون صعوبة فى تفكيك هذه النوعية من طرق التواصل الرئاسية التي تؤكد أن الرئيس يريد باستعمال الغموض التغطية على أفكاره و نواياه الحقيقية تماما كما يفعل بعض التلامذة عند الامتحان منعا لزملائهم من " التنقيل ".

لم يعد خافيا على أحد أن وراء السيد الرئيس ماكينة إعلامية نشطة تقوم بحملات مسعورة لمساندته ونصرته و الهجوم المركز على كل معارضيه و هم ليسوا بالقلّة كما يتصورها البعض ، هذا الجيش الالكتروني الذي لا يعلم المتابعون لحدّ الآن من يموله و من يتزعمه و من يرسم خطه " التحريري" كما يقال يريد أن يرى الناس تضاريس البلاد السياسية و الاجتماعية و الأمنية بنفس المنظار الذي يرى به الرئيس هذه العناوين لذلك يستعمل أسلوبا قبيحا في تشويه كل لسان معارض و هذا الأسلوب كما نعلم يؤدى في النهاية إلى خسارة الرئيس لثقة من لا يزالون يحملون إليه بعض الثقة و عوض أن تتشوه صورة المعارضة فان الخدوش و الندوب الظاهرة هي من باتت تغطى وجه الرئيس و تؤكد الانطباع الشعبي المتزايد بأن هذا الأخير قد أصبح فريسة لإشاعات الفيسبوك و منها يستقى أخباره التي يتبرع بنطقها عند كل مناسبة أو اجتماع وزاري

ربما هناك سؤال ملح أفرزته قرارات الرئيس ليلة 25 جويلية 2021 و هذا السؤال يقول لماذا لم يتم إيقاف قيادة النهضة و بعض المسئولين السابقين الذين تحوم حولهم الشبهات و لماذا تأخر الرئيس في القيام بذلك لحد الآن بل هناك اتهام صريح و معلن يقول أن رجوع قيادة هذه الحركة للساحة هو نتاج لسياسة الأيادي المرتعشة للرئيس و هناك من ذهب به الخيال الجامح إلى افتراض وجود تحالف خفي بينه و بين الشيخ راشد الغنوشى أو وجود ضغوط قطرية تركية جعلته يخضع للإملاء الأجنبي المتآمر على تونس . نفس السؤال لماذا لم يقم الرئيس بإغلاق مقر هيئة علماء المسلمين التي وجهت إليه التقارير الأمنية المطالبة بغلقه نظرا لنشاطه المشبوه و كونه ذراع تمويل الفكر التكفيري و مع ذلك يغمض الرئيس عيناه و يصر على الصمت الخجول و المرتبك . هذه الاتهامات و غيرها هي التي زادت في منسوب الشك لدى كثير من المتابعين بما دفعهم للبوح بذلك فى عديد الكتابات الصحفية التي بدأت تشكل ظاهرة متصاعدة في تأكيد بأن الرئيس لم يعد يحض بالإجماع الانتخابي السابق.

هناك ظاهرة مهمة أخرى تؤكد إخفاق الرئيس في قيادته للبلاد و هي ظاهرة تدنى منسوب الثقة في الرجل منذ انتخابات 2019 و يرجع المراقبون هذا التدني في استطلاعات الرأي إلى أنه من إفرازات تسلم المسؤولية و ممارسة السلطة خاصة و قد تميّز ساكن قرطاج خاصة في الأشهر الأولى للحكم بانتهاج طريقة غير مألوفة في التواصل يما يسّر بروز شخصيات محسوبة عليه " تتكلم " باسمه و تحاول تمكين المتابعين مما تيسّر مما يمكن تسميته بفكر أو بمشروع أو بخطة الرئيس . ربما ينكر الرئيس أن له حزبا فتيّا يتبنى أفكاره و أن هذا الحزب الذي يسميه البعض بحزب الرئيس و هو الحزب الذي يأتي تقريبا الأول في استطلاعات الرأي الأمر الذي أثار حفيظة قيادة الحزب الدستوري الحر و دفعتها لرفع شكوى ضد بعض منصات استطلاع الرأي لكن في الواقع و ما يثير الشبهات حول ما يلعبه الرئيس من أدوار خفية أن الرجل لا يريد أن يضع النقاط على الحروف في كثير من المواضيع و الإشكاليات التي أفرزتها طريقته المتلعثمة في قيادة البلاد.

ما هي العناوين الكبرى للسياسة الخارجية التونسية ؟ من هم أصدقاء تونس؟ لماذا انعدم الحضور الدبلوماسي التونسي في المحافل الدولية و لماذا يتم إبعاد هذه الدبلوماسية من حضور تناول الملفات الكبرى مثل الملف الليبي و التي لها علاقة بالأمن القومي التونسي و لماذا لم يقم الرئيس بما يجب لإصلاح جسور التواصل مع سوريا و لماذا تقف تونس موقفا مرتعشا في علاقتها بالجزائر و المغرب؟ لعلها بعض الأسئلة الساخنة التي بقيت بلا جواب و التي تؤكد أنه في السياسة ليست العبرة بنظافة اليد بل العبرة بقوة الحركية و بقيمة النتائج المتحصل عليها في أي ميدان و في هذا المضمار لا يمكن إلا أن نصف سياسة الرئيس بالصفر مكعب . لعل من تابع وقائع المناظرة الرئاسية بين الرئيس الفرنسي المتخلى مانوال ماكرون و زعيمة اليسار المتطرف مارين لوبان يدرك معنى أن يكون للسياسي برنامجا سياسيا واضح المعالم يدافع عنه و بهذا المعنى يفتقر الرئيس إلى رؤية صالحة حتى لبعض الساعات مما يجعله يتعثر كثيرا و لا يجد من ينقذه .

لعل من أهم و أبرز سمات السياسي المتمرّس هي قدرته الفائقة على تجميع الناس تحت مظلة النظام الجمهوري الذي يمثله و لعل هناك مقولة متواترة تقول أن الرئيس هو رئيس كل التونسيين لكن من الواضح أن سيادة الرئيس لا يؤمن بالمنهج الأول و لا يطمح إلا ليكون رئيسا لفئة من الأخيار مسلطا سهام نقده المتواصل و ما يسميها بالصواريخ الجاهزة على منصة الإطلاق على بقية الرعية التي قسّمها إلى نطيحة و متردية و ما ترك السبع و عبارة عن مجموعة من الفاسدين و الحرامية دون أن ينتبه إلى اعتماد شيء من التنسيب كما يفعل بعض المعلقين الرياضيين حين التعامل مع مظاهر الشغب في الملاعب . اليوم لم يعد للرئيس نصيرا إلا هؤلاء الأشباح القابعين وراء منصات الفيسبوك و لم يعد هناك من هو مقتنع بأنه انتخب الرئيس الأنسب و بأن تونس ستكون غدا أفضل . اليوم هناك من يقول فى نفسه هل سيستفيق الرئيس من غفوة أهل الكهف و هل أن " نظافة " يد الرئيس ستكون سببا في سقوطه في الانتخابات القادمة ....إن ترشح طبعا .

-------------
أحمد الحباسى
كاتب و ناشط سياسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، راشد الغنوشي، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-04-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عراق المطيري، محمد يحي، صفاء العربي، سليمان أحمد أبو ستة، ياسين أحمد، عبد الغني مزوز، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، سامر أبو رمان ، د. خالد الطراولي ، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، محمد شمام ، مجدى داود، ضحى عبد الرحمن، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، محمد الياسين، يحيي البوليني، محرر "بوابتي"، فتحي الزغل، د. طارق عبد الحليم، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، خالد الجاف ، سفيان عبد الكافي، المولدي الفرجاني، مصطفي زهران، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، طلال قسومي، د - صالح المازقي، د - شاكر الحوكي ، صلاح المختار، الناصر الرقيق، عبد الله الفقير، أبو سمية، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، سيد السباعي، عزيز العرباوي، حسن عثمان، عبد الرزاق قيراط ، فتحـي قاره بيبـان، إسراء أبو رمان، د - الضاوي خوالدية، د - عادل رضا، سلوى المغربي، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود طرشوبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حاتم الصولي، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، فتحي العابد، محمد اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، د- جابر قميحة، صلاح الحريري، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، أحمد بوادي، أنس الشابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، وائل بنجدو، د. أحمد بشير، رافد العزاوي، محمود سلطان، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، أشرف إبراهيم حجاج، عمار غيلوفي، رشيد السيد أحمد، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، جاسم الرصيف، منجي باكير، أ.د. مصطفى رجب، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، فهمي شراب، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، علي عبد العال، محمد العيادي، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافع القارصي، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم السليتي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، نادية سعد، سعود السبعاني، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة