البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

على نخبك يا وطن

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3614


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد لحم الحمير و الغلال و المشروبات و الحلويات و اللحوم المختلفة الفاسدة يظهر أن مافيا الفساد قد اقتنعت أخيرا أن آخر ‘ الدواء’ هو الكي و أن معدة التونسي قادرة على ابتلاع و هضم ‘الزلط’ كما يقول الإخوة المصريون فتم الالتجاء إلى الأدوية المتعفنة الفاسدة و منها مواد التخدير و هذه اللوالب المنتهية الصلاحية للقضاء علينا مرة واحدة و إلقاء أشلاء جثثنا في مصبات الفضلات المنتشرة في كامل تراب الجمهورية خاصة بعد أن رفضت بلدياتنا القيام بواجبها بعد أن تلقى أعوانها الزيادات المطلوبة ، طبعا ، نحن لا نثق في السيد يوسف الشاهد و لا في وعوده بالقضاء على منظومة الفساد و نعتقد أنها مجرد هفوة شباب لان عملية القضاء على الفساد ليست بالسهولة التي يراها رئيس الحكومة و رئيس هيئة مكافحة الفساد العميد السابق الأستاذ شوقي الطبيب، الفساد اليوم مؤسسة متكاملة الأركان تتداخل فيها عدة أطراف فاعلة ليست مستعدة للمحاسبة .

الذين يقدمون الدواء الفاسد لا يمثلون حالة منعزلة كما يظن البعض، فهناك من الأطباء من يحمل كميات من الأدوية لعيادته الخاصة و هناك تغطية على الفساد في المستشفيات و هناك ملفات حارقة تنتظر الكشف عنها و هناك منظومة فاسدة تعتم على الفساد حتى لا يكشف المستور و تخرج الحقائق المتعلقة بسرقة الأعضاء أو بسرقة الأدوية أو بالعمليات المشبوهة أو بمسؤولية بعض الأطباء في بعض العمليات الفاشلة نتيجة تقاعسهم و تأخر عمليات التدخل و سوء التقييم ، هذه المنظومة مترابطة مع بعض القضاة و المحامين و الإعلاميين الفاسدين و هو ما يفسر حالة التعتيم و عدم المحاسبة رغم عدد كبير من العمليات التي أثارت كثيرا من التساؤلات حول المسؤولية المهنية لبعض الأطباء و رغم شبهة الأخطاء الطبية التي تثار في المحاكم لكن القضاء سرعان ما يهمشها و يقضى بترك السبيل و رفض القيام بالحق بالشخصي، في نهاية الأمر يأتي الكشف عن مواد التخدير و اللوالب الفاسدة ليؤكد أن وزارة الصحة قد تقاعست في اتخاذ التدابير الرادعة و كانت مسئولة أخلاقيا و قانونيا على تنامي الفساد في مستشفياتها و في مؤسسات الصحة الخاصة .

عندما يكون هناك فساد فالدولة مسئولة و عندما تصمت الوزارة على الفساد فهي شريكة فاعلة في ظاهرة الفساد، و عندما يتم القبض على بعض الأعوان في المطار بنهمة سرقة أمتعة المسافرين فمن المؤكد أن كبار القوم في المطار قد أفلتوا و لو مؤقتا من المحاسبة، فرئيس المطار يعلم و أجهزة المراقبة تعلم و كبار المسئولين يعلمون و ضباط الجمارك يعلمون لان الفساد في المطارات و الموانئ ليس حالة معزولة بل هو مؤسسة قائمة بذاتها و لان الدولة في نهاية الأمر هي من انتدبت هذه العصابات الفاسدة فهي تتحمل مسؤولية هذه الانتدابات و مسؤولية تشويه سمعة السياحة و سمعة المواطن التونسي الشريف ، و حين نعلم أن ضباط الجمارك يقسمون على الشرف ندرك الحضيض الذي وصل إليه البعض من أجل نهم المال، ليبقى السؤال في نهاية الأمر كيف سيقضى رئيس الحكومة على منظومة الفساد في المطارات و الموانئ، هل تكفى الإرادة السياسية للقضاء على منظومة الفساد التي تشغل الآلاف و تتحكم في كثير من مفاصل الاقتصاد الموازى .

مليارات صرفت في التعويض لكثير من ‘ المتضررين’ الموهومين نتيجة وجود منظومة كاملة من الأمنيين و الأطباء و موظفي شركات التامين و المحامين و القضاة تدير شبكة لتحرير محاضر بحث وهمية تتعلق بحوادث مرور مزعومة، هذه هي طبعا منظومة الفساد ‘ المثالية’ و هكذا يتم ممارسة الفساد و التغطية عليه بمساعدة بعض السياسيين و الأحزاب ، أيضا من المهم الإشارة أن القوانين المرعية لا تساعد على محاسبة الفاسدين و تنخرها عديد الفجوات بحيث يصعب محاكمة الفساد و الفاسدين بالشكل الرادع المطلوب ، بالنتيجة ستخرج المصحات المتورطة في قضية اللوالب المنتهية الصلاحية وهى مصحة مونبليزير و مصحة البحيرة و مصحة ابن زهر و المركز الطبي قرطاجنة كما ذكر موقع ‘أرابيسك’ من هذه القضية المرعبة كالشعرة من العجين و يبقى الخاسر الوحيد من هذه اللعبة الدموية هو المواطن الشقي الذي لا يملك دولة تحميه و تدافع عنه، وبرحيل وزير الصحة السابق السيد سعيد العايدى الذي هدد باتخاذ إجراءات لتحديد المسؤوليات جاء الدور على السيدة سميرة مرعى الوزيرة الجديدة لتقدم لهذا الشعب نتائج التحقيق و تكشف عن كل القتلة و كل الفاسدين و الخونة الذين باعوا الضمير مقابل تضخم حساباتهم البنكية، فهل ستقف الوزيرة موقفا تاريخيا يذكره التاريخ .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، يوسف الشاهد، نداء تونس، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-09-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الطرابلسي، الهيثم زعفان، عبد الغني مزوز، محمد يحي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، العادل السمعلي، د- محمد رحال، سامح لطف الله، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سعود السبعاني، وائل بنجدو، تونسي، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، سلام الشماع، منجي باكير، سلوى المغربي، جاسم الرصيف، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، مصطفى منيغ، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله زيدان، رافع القارصي، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، صفاء العراقي، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، د - محمد بن موسى الشريف ، علي الكاش، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، صفاء العربي، عراق المطيري، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم السليتي، صباح الموسوي ، كريم فارق، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، المولدي الفرجاني، محمد أحمد عزوز، صلاح المختار، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، صلاح الحريري، عواطف منصور، خالد الجاف ، محمد العيادي، حسن عثمان، ماهر عدنان قنديل، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد بشير، علي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، أحمد ملحم، محمد شمام ، د- جابر قميحة، ضحى عبد الرحمن، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، رضا الدبّابي، مجدى داود، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، د. أحمد محمد سليمان، أنس الشابي، محمود طرشوبي، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، الناصر الرقيق، د. خالد الطراولي ، د - عادل رضا، حسن الطرابلسي، أحمد بوادي، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الياسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، رمضان حينوني، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، ياسين أحمد، أبو سمية، حميدة الطيلوش،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة