البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ما هي الدولة، سؤال بحجم كارثة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3204


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نعم، بلا شك، من يسأل هذا السؤال السخيف في الظاهر سيكتشف الكارثة، الدولة هي سبب الكارثة و مصدر كل الموبقات و الرعب الذي نعيشه، الدولة هي مصيبة المواطن و سبب علته و محونه، الدولة كلمة سحرية مغرية تثير الاطمئنان لدى المواطن فيقال أنت لك دولة تحميك و دولة ترعى مصالحك و دولة تعيش تحت إمرتها، فهي الوالدة الثانية التي ترعاك و تحنو عليك و هي الشيء الوحيد في هذه الحياة الذي لا ينقطع و لا يموت، تمهل، أنت مخطئ يا عزيزي، أين ترى هذه الدولة ؟ أين الدولة ؟ هل رأى أحد منكم الدولة، هذه الدولة التي تحميه و ترعاه و تستشعر مرضه و تقف معه في أوقات الشدة و لا تعسر الحياة في وجهه و لا تطمع في جيبه طمع قطاع الطرق ؟ هل رأى أحد منكم دولة بمواصفات الأم ؟ طبعا هناك فرق بين النظام و الدولة، لكن هل شاهد أحدكم في كل هذه الدول العربية هذا الفرق ؟ ثم هل توجد أنظمة عربية من الأساس و هل توجد دول عربية أصلا .

الدولة مصطلح فاقد للمعنى تردده المعارضة و الموالاة، الموالاة ترى الدولة بمنظار من يحمى مصالحها الانتهازية الضيقة، و الدولة في قاموسها شبكة علاقات مترابطة غير مرئية دائما تسهر و تنفذ مصالحها لتبقى يد الموالاة دائما في السلطة و يد البقية هي السفلى، المعارضة ترى في الدولة البقرة الحلوب التي يجب التقرب منها مهما كلف ذلك من ضرب لمصالح الشعب و بيع للضمائر، فلا الموالاة تخدم الشعب و لا المعارضة ستنجح يوما في نيل رضا البقرة الحلوب، الدولة عفاريت و تماسيح، حيوانات مفترسة لا تعرف العواطف و لا المبادئ، الدولة هي من صنعت الاحتكار و الفساد، هي تحتكر الأفكار و تحتكر الآمال المعلقة و تحتكر الأرض و السماء حتى أنه لا يمكنك المغادرة برا أو بحرا أو فضاء إلا بعد تقديم ملفات و انتظار قرارات و موافقات و تقديم رشاوى و حوافز لبعض موظفي الفساد الذي وظفتهم الدولة الفاسدة لنشر الفساد على أكثر نطاق واسع، هذا هو الواقع بكل مرارته و قسوته، هذه هي السجون المفتوحة التي تعيش فيها ملايين الشعوب العربية .

الدولة تملك سلطة القانون و تملك المؤسسات و تملك سلطة الدولة و مؤسساتها التنفيذية، لكن هذه الدولة هي من تسخر كل هذه الطاقات ضد المواطن لتطارد الباعة المتجولين و تقمع الحريات و تستنزف أموال الشعب بالضرائب المجحفة، الدولة العربية لها مفاهيم خاصة في تطبيق القانون و في زجر المواطن و هي من تفرض عليه تلفزيون الدولة بعلة تثقيفه و إيقاد شعلة المواطنة فيه، و هي من تفرض عليه الحزب الواحد و الرئيس الوحيد و هي من تراقب سكناته و تحركاته و هي من تقدر أنه مواطن صالح أم معارض طالح يستحق السجون و النفي وراء الشمس، في الدول العربية تحتاج إلى إذن مسبق لكتابة القصائد و إذن مسبق لتناول مواضيع القصائد لان من مهام البوليس السياسي استباق ‘ الجريمة’ و قصائد الشعر بإمكانها أن تتحول إلى جريمة مكتملة القصد و الأركان، الدولة العربية عقد إذعان لا يحتمل الفسخ تحت أي ظرف لأنه عقد لا ينفذه إلا المواطن رغم كونه لم يمضه و لم يكن طرفا راغبا فيه، هكذا تسير الدولة و هكذا يعيش المواطن غريبا في هذه الدولة .

من الممكن أن ينظر البعض لهذه الدولة بعين الرضا لأنها سبب ثرائه الفاحش غير المشروع لكن الأغلبية ترى في الدولة العربية نبتة سامة تقتل الإبداع و الخلق و حق المواطنة في كل عناوينه، المواطن دائما على خطأ و الدولة دائما على صواب، فلا صوت يعلو على صوت الدولة العربية لأنها الجغرافيا التي تحكمها إرادة السلطان بكل ما يعنيه السلطان في الدول العربية من قداسة و تأليه و تقدير، فهناك من يعمل صباحا مساء لنظم قوافي البيعة و مقالات المديح مشيرا إلى معجزات السلطان و قدراته الخارقة لأنه خليفة الرسول و ممثل السماء في الأرض كل ذلك حتى لا ترفع رؤوس العبيد في وجه الأسياد و حتى يقنع العبيد بأنه لا تعقيب على حكم السلطان في دولة السلطان، لذلك نشاهد كيف تنحى قامات الرجال أمام قامات الأسياد و كيف يجهد السلطان لطلب المتنطعين إلى بيت الطاعة بكل وسائل التنفيذ، بالنهاية الدولة هي ملك مسجل في الشهر العقاري لفائدة عائلة السلطان و كل من نراهم هائمون هم عبيد السلطان و سيبقى الحال على ما هو عليه و على المتضرر الالتجاء إلى غضب الحليم ليكسر يوما سلاسل هذا السجن .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الفساد، الحوكمة، التحوير الوزاري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-08-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد عمر غرس الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، رمضان حينوني، فتحي الزغل، رضا الدبّابي، إسراء أبو رمان، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد محمد سليمان، عبد الرزاق قيراط ، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، أحمد الحباسي، محرر "بوابتي"، مجدى داود، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، صفاء العربي، سعود السبعاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، خالد الجاف ، د- محمد رحال، كريم السليتي، رشيد السيد أحمد، محمد الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، د. صلاح عودة الله ، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، محمد يحي، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، صباح الموسوي ، د - محمد بنيعيش، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د.محمد فتحي عبد العال، عمار غيلوفي، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، د - المنجي الكعبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمر غازي، د. خالد الطراولي ، سلوى المغربي، أشرف إبراهيم حجاج، سليمان أحمد أبو ستة، عراق المطيري، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، محمد شمام ، منجي باكير، محمد الياسين، صفاء العراقي، د - عادل رضا، يحيي البوليني، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، ياسين أحمد، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، المولدي الفرجاني، الناصر الرقيق، حاتم الصولي، د - الضاوي خوالدية، فتحي العابد، فهمي شراب، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، وائل بنجدو، إياد محمود حسين ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، الهيثم زعفان، حسن عثمان، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، كريم فارق، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، د. عبد الآله المالكي، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، عبد الله زيدان، علي عبد العال، د- جابر قميحة، د - صالح المازقي، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، صلاح المختار، عزيز العرباوي، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، محمد أحمد عزوز، أبو سمية،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة