أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3512
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الإساءة إلى الرئيس السوري بشار الأسد تجارة مربحة، خاصة إذا اقترنت بفلافل مطلوبة من السعودية و بعض دول الخليج المعادية للمقاومة، أيضا الإساءة موهبة يقتات منها كتاب عرب كثيرون و هي توفر لهؤلاء ‘ الشهرة’ و المال النفطي الملوث بدماء السوريين و العراقيين و اليمنيين، أيضا توفر الإساءة للرئيس السوري أو لسماحة السيد حسن نصر الله هذه الأيام بالذات تعاطف و محبة النظام السعودي المتعاطف مع المشروع الصهيوني ، هذه ‘ الحرفة’ التي تشغل أغلب الكتاب الخليجيين و بعض كتاب المغرب العربي المتعاطفين بالوراثة و بالفطرة مع عملية التطبيع مع المشروع الصهيوني في المنطقة العربية تهدر الكرامة و الشهامة لكنها تملأ الجيوب و تغذى الأرصدة البنكية بلفافات الدولار الأمريكي، أيضا لا بد من التنويه أن الإساءة للمقاومة في عنوان رئيس المقاومة العربية الرئيس بشار الأسد هي مطلب صهيوني بالأساس لذلك سربت الصحافة الصهيونية قائمة الكتاب العرب الأكثر خدمة للصهاينة و الأكثر عداء للرئيس السوري و الأكثر ترحيبا بالتطبيع مع إسرائيل .
لا أحد من كتاب الخليج و لا من كتاب العرب المقيمين بالخارج يكتب عن القضية الفلسطينية و لا احد يشرح الوضع العربي و لا أحد يشير إلى الجريمة السعودية الوحشية في اليمن و لا أحد ينتقد التمويل السعودي للإرهاب التكفيري المدمر في سوريا و العراق، لا أحد يطالب بمحاسبة السعودية و لا رأس نظام المافيا فيها و لا أحد يتجرأ على انتقاد و فضح ما جاء في وثائق ويكيليكس الشهيرة من خيانة آل سعود و بعض الأنظمة العربية الأخرى للقضايا العربية و لا أحد طبعا سيساءل ملك السعودية أو غيره من حكام الخليج على فضائحهم المالية في وثائق بنما، لا أحد أيضا يجرؤ على محاسبة عائلة الملك السعودي على فضيحة ‘ اليمامة’ الشهيرة و لا على فضيحة تمويل النظام لأحداث 11 سبتمبر 2001 التي غيرت وجه العالم، و لا أحد يجرؤ طبعا على المطالبة بالديمقراطية و حقوق الإنسان في مملكة الشمس الغائبة، و لا أحد طعن في جريمة اغتيال الشيخ باقر النمر كجريمة بشعة ضد الإنسانية و ضد حرية التعبير .
هم الكتاب العرب المدفوعى الأجر أو من يكتبون بالقطعة هو تشويه صورة الرئيس السوري في وجدان الشعوب العربية، السبب واضح و لا يحتاج إلى بيان، هناك مشروع صهيوني و هناك دول خليجية متآمرة و هناك كتاب خونة و هناك مال نفطي فاسد و إعلام مسخر لخدمة الصهاينة، هناك ما يسمى ‘ أصدقاء سوريا’ بقيادة إسرائيل و هناك محاولات متكررة لإسقاط حصن المقاومة السوري بعد الحصن العراقي في سنة 2003، فادعاء السعودية أنها تقف مع الشعب السوري ضد النظام بحجة تمكينه من جرعات من الديمقراطية و حرية التعبير هي مسخرة كشفها العالم لان نظام الثلاث ورقات السعودي لا يتمتع فيه المواطن حتى بحرية إدارة جهاز الالتقاط الفضائي إلى غير الجهة المعلومة من النظام الشمولي السعودي ، و هل أن علاج الحالة السورية يكون على يد الجماعات التكفيرية قاطعة الأكباد و القلوب و الرؤوس؟ إذن، الهدف من تشويه الرئيس السوري واضح و العملية المركبة مكشوفة .
أحدهم طلع علينا بقراءة مفصلة و شاملة و غير مطعون فى جديتها أو مصدرها للوسائل الواقية و المعالجة من..... ‘ مرض ‘ الرئيس السوري، الغريب أن صاحب المقال، لا فض فوه، وجه هذه النصائح و الكشف الطبي حصرا و بالذات إلى ...جيش الفتح و جيش الإسلام و أحرار الشام و الفرقة الأولى الساحلية و جبهة النصرة وكافة ... الفصائل الأخرى الموجودة على الأرض السورية ، و من البداية فهمنا الرسالة و ما في الرسالة و من وراء الرسالة، فالجواب يقرأ من العنوان، لكن العتب الوحيد يبقى لو تفضل صاحب التحاليل الطبية بتوضيح صغير يتعلق بهوية ‘ الفصائل الأخرى الموجودة على الأرض السورية ‘ ؟ ...و لان الرجل قد سهي فسنكتفي بالتذكير بأن من بين ‘الفصائل’ الأخرى المشار إليها خجلا هي داعش بسلامتها، و أن هذه الجماعات هي فصائل مصنفة إرهابيا في الولايات المتحدة و فرنسا و بعض الدول الغربية الأخرى، يشار أيضا إلى أن هذه الفصائل الإرهابية تعتمد خط سير واحد هو قطع الرؤوس كثقافة و كهدف اقتصادي و اجتماعي و سياسي و عسكري و أن كل المبادئ الإنسانية مثل حرية التعبير هي جريمة تستحق قطع الرأس دون محاكمة .
يوصف الكاتب حالة الرئيس الأسد بالعزلة و تضخم الذات و تزييف الوعي و إدمان السلطة و سكرتها و الإغراء بالقدرة و الإفلاس و القلق في النوم إلى غير ذلك من الأمراض ‘ المستعصية’ ، هذا غيض من فيض، و لا نملك تجاه هذه التحاليل السيكولوجية التي تمثل سبقا علميا في المنطقة العربية إلا أن نترحم على كل الذين غادروا هذه الدنيا دون الوصول إلى مثل هذا السبق الذي بخسته جائزة نوبل للعلوم و لم تفه حقه أو لم تنتبه إليه، لكن من الواضح أن ‘ طبيب’ الرئيس لم ينتبه إلى أنه يخاطب عقولا صاحية و ضمائر عربية حية و جينات صالحة و أن مثل هذه ‘ التحاليل’ لا تختلف عن تحاليل عزمي بشارة و صفوت الزيات و صلاح القلاب و غيرهم من إعلام المؤامرة الصهيونية على المقاومة، و إذا كان حال الرئيس السوري بهذا السوء فكيف يفسر صاحب المقال صمود هذا الرئيس المريض بكل أمراض الدنيا جملة و تفصيلا في وجه المؤامرة الإرهابية السعودية طيلة أكثر من خمسة سنوات ؟
سنتساءل هذه المرة بكامل الجدية، هل أن الجماعات الإرهابية التي أهداها الكاتب عصارة جهده و قلة نومه و بحثه عن الإثارة المجانية معتمدا سيلا و إسهالا من العبارات المضللة نتيجة الإدمان و التعود على التلفيق و الغرور بعد أن أفلست الجعبة، قلت هذه الجماعات هل هي تعتمد في حربها الدموية ضد الشعب السوري على تحفيظه القران و دعوته لأتباعها أم هي جماعات اثبت العالم صوتا و صورة أنها لا تعتمد إلا على لغة القتل و الإرهاب و التدمير و انتهاك الحرمات، و هل أن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن إدمان هذه الجماعات السعودية جرعات المخدرات من الكابتغاون الشهير الذي تصنعه السعودية في معامل بلغارية كشفتها وسائل الإعلام هي جماعات تعتمد العقل السليم في الجسم السليم، و هل أن الذين يذبحون الأجساد لحفلات الشواء لا يستحقون من هذا الكاتب الطبيب مجرد كشف لمعرفة هوية و خطر هذا الفيروس الدموي السعودي، يظهر و الله أعلم أن هذه التحاليل المخبرية تنطبق على هذه الجماعات و القضية لا تتعلق إلا بخلط في نتائج التحليل يستحق من هذا الطبيب الكاتب مجرد الاعتذار للرئيس السوري .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: