البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أنفاق حماس، المهمّة الأصعب أمام الجيش الإسرائيلي

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3373


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في العام 1948، استطاعت المليشيات الصهيونية، والتي تشكلت من البلماخ والأرغون والهاجاناة وشتيرن، والمتطوعين اليهود، إنشاء دولة باسم إسرائيل، على أنقاض الأراضي الفلسطينيّة، بعدما ألحقت الهزيمة بالجيوش العربية المتواجدة ضد المطامع الصهيونية، وهي حينذاك، جيوش المملكة المصرية والمملكة الأردنيّة والمملكة السعودية والمملكة العراقيّة وسوريا ولبنان.

وفي العام 1967، استطاعت إسرائيل وفي ستّة أيّام، إزاحة تلك الجيوش مرة ثانية، من خلال شنّها حرباً شاملة، أسفرت عن الاستيلاء على مناطق عربية أخرى جديدة، وخاصة منطقة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وهما تفوقان في المساحة، المساحة الفلسطينية بعشرات الأضعاف.

منذ العام 1979 وإلى الآن، حازت إسرائيل سلسلة من النجاحات الكبيرة والمتتالية، والتي بدأت بكسر اللاءات العربيّة الثلاثة- لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض مع إسرائيل، من خلال قيام مصر بالاعتراف بها كدولة، والتفاوض معها، تم نجاحها في احتواء منظمة التحرير الفلسطينية، ثم فوزها في إنشاء علاقات راسخة مع العديد من الدول العربية، بعد إرغامها على تبنّي فكرة السلام كطريق نهائي واستراتيجي.

كما يبدو فقد استطاعت إسرائيل إيجاد الأمصال المناسبة لكل أمراضها الآتية من قِبل أعدائها، وفي فترة وجيزة بحساب الحرب والسلام، ومن غير تكاليف زائدة عن الحدود المعقولة والمتوقعة، بل كانت النجاحات تُغطي تلك التكاليف تغطيةً كاملة، وسواء الماديّة أو البشرية، بحيث لم تشعر بها باعتبارها بسيطة، إضافة إلى اعتبارها نجاحات ربّانية أرادها الله لِبعث بني إسرائيل.

تلك النجاحات وإن كانت بالنسبة لإسرائيل هي السند الكبير، في تواجدها ونموّها إلى الدرجة التي هي عليها الآن، باعتبارها القوة العسكرية التاسعة عالميّاً، إلاّ أنّ هذه النجاحات لم تصفو لها تماماً، بسبب توالد بعض الأمراض والتي أقعدتها في اليأس دفعةً واحدة، بشأن إيجاد أمصال مناسبة لها، والتي على رأسها شبكة الأنفاق التي تقوم بإعدادها وتجهيزها حركة حماس – الجناح العسكري- كونها من وسائلها الدفاعية والهجومية في آنٍ معاً.

طغى على إسرائيل القلق بأكثر من سرورها، في أعقاب عثورها على النفق الأول 2014، وسواء تمّ بطريق أجهزتها المخابراتية أو نتيجة ابتهالات حاخامية، أو بطريق الصدفة، باعتباره يُنبئُ بما بعده، فبعد أن أعلنت عن سرورها لاكتشافه، فقد تحقق التنبّؤ حين تم استعمال العديد من الأنفاق الأخرى ضد عدوانها (الجرف الصامد) بعد عملية الاكتشاف، باعتبارها شكلت العائق الأكبر أمام تحقيق أهدافها ضد القطاع ككل، إضافةً إلى تكبّدها خسائر بشرية ومعنوية هائلة، لم تعهدها إسرائيل على مدى تاريخها.

القلق الأعمق الذي ظل جاثماً على صدرها، هو أن تلك الأنفاق لا تزال مُتنامية ومُتطوّرة، ولا علاج لها، كما أن جملة التطمينات والمُسكنات التي يقوم السياسيون والعسكريون الإسرائيليون، بنثرها على المواطنين الإسرائيليين، أصبحت عديمة الجدوى، ولا تنطلي على أحددٍ متهم، حتى لو قام بتوزيعها عليهم رئيس وزرائهم "بنيامين نتانياهو" نفسه، الذي كان تعهّد أكثر من مرّة، بأن القضاء على شبكة الأنفاق بات قريباً.

اكتشاف النفق الجديد خلال الأسبوع الفائت، كان لديه وكأنّما سقط عليه ذخراً من السماء، كي يستعمله لتصديق تعهداته المُعلنة، حيث أبدى المزيد من غبطته بمجرّد اكتشافه، باعتباره إنجازاً ضخماً، ولكنّه في ذات الوقت حرِص على إخفائه ليأسٍ أكبر، بسبب عِلمه يقيناً، بأن النفق الجديد، هو عبارة عن أطلال لنفق قديم، قد انتهت صلاحيته بعد استعماله خلال الحرب الأخيرة، ولم يَعُد مُسجّلاً ضمن قائمة الشبكة الجيدة المعتمدة لدى حماس.

هناك نسبة عالية من الإسرائيليين (عسكريين وسياسيين) يشهدون بأن الأنفاق هي من الأمور المستعصية، والتي لا حلول جذريّة لها، وتُشكل المهمّة الأصعب أمام الجيش الإسرائيلي، خاصة وأنهم يرون تجارب مصر المريرة، والتي خاضتها على مدى سنين طويلة، ضد أنفاق تجاريّة هامشيّة، والتي كان آخرها القيام بإطلاق المياه المالحة باتجاهها على طول الحدود مع القطاع، قد ذهبت سدىً، ولم تُجدِ نفعاً حتى الآن.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، حماس، أنفاق غزة، هدم الأنفاق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، رافع القارصي، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، محمد الياسين، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، طلال قسومي، محرر "بوابتي"، صفاء العراقي، أحمد النعيمي، صلاح المختار، صلاح الحريري، علي عبد العال، عزيز العرباوي، خالد الجاف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إيمى الأشقر، د. عادل محمد عايش الأسطل، ضحى عبد الرحمن، د- محمد رحال، عراق المطيري، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، سلام الشماع، محمد يحي، محمد شمام ، العادل السمعلي، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، د - محمد بنيعيش، حاتم الصولي، د. خالد الطراولي ، د - الضاوي خوالدية، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، أ.د. مصطفى رجب، كريم السليتي، خبَّاب بن مروان الحمد، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، كريم فارق، حسن الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عواطف منصور، د - صالح المازقي، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، مصطفي زهران، ياسين أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، سيد السباعي، محمود سلطان، الناصر الرقيق، د - مصطفى فهمي، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بن موسى الشريف ، مجدى داود، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد الحباسي، أنس الشابي، د- محمود علي عريقات، مراد قميزة، منجي باكير، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، د - شاكر الحوكي ، فتحي العابد، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، ماهر عدنان قنديل، علي الكاش، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إسراء أبو رمان، صالح النعامي ، محمد العيادي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د.محمد فتحي عبد العال، سامح لطف الله، أحمد ملحم، محمود طرشوبي، صفاء العربي، حسن عثمان، د - عادل رضا، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة