البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3503


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


جملة الشعارات المختلفة التي يسوقها المرشحون ضمن حملاتهم الانتخابية، للمنافسة على رئاسة دولة أو احتلال منصب ما، هي شعارات تتغيّر تلقائياً، وتحت أي حجة فور فوزهم بالمنصب، ولكن يبقى عدداً قليلاً منها يتم البدء في تحقيقها، باعتبارها عصب الحملة، والتي لا بد من الوفاء بها، وخاصةً عندما تتعلق بالأمور الداخلية، أو الخارجية الكبرى.

في الواقع، ومنذ قيام إسرائيل، فقد سبق أن أعلن جميع المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، وسواء– ديموقراطيين أو جمهوريين- وبدون استثناء بأنهم سيهتمّون بنقل سفارة بلادهم إلى القدس، وتعاظمت كمية الوعود على نحوٍ أكبر منذ قيام إسرائيل باحتلال القدس الشرقية عام 1967، بهدف تحقيق عملية القدس الكبرى وإعلانها عاصمة يهودية للدولة.
فمنذ أوائل السبعينات الماضية وإلى الآن، لم يتخلف الرؤساء الأمريكيين، عن إرسال الوعود بنقل السفارة، بدءاً من "ريتشارد نيكسون" إلى "باراك أوباما "، لكنهم بقوا على تفضيلهم التراجع عن الوفاء بوعودهم، خشية المسّ بعلاقات ومصالح الولايات المتحدة مع دول المنطقة العربية والإسلامية، وبذريعة أنه لا يجب الإسراع بتنفيذ فكرة النقل ما لم يتم الاتفاق بشأنها، وبالمقابل يقومون بتعظيم التعهّدات، التي تدلّ على أن القيم الأمريكية باتجاه إسرائيل، في قيم أخلاقية لا تتزعزع، وغالباً ما كان العرب يدفعون أثماناً لقاء إرجاء تنفيذ تلك الوعود.

من جانبه – على سبيل المثال- أشار الرئيس "رونالد ريغان" في نيسان 1984، إلى إمكانية نقل السفارة، برغم التعهّد الذي أخذه على نفسه بعدم إقدام بلاده على هذه الخطوة، في أوقاتٍ سابقة، وكان مجلس الشيوخ الأمريكي، قد بلغ الذروة بصدد هذه الخطوة، حيث أقر قانوناً في العام 1995، وحدد بأن على الولايات المتحدة نقل السفارة إلى القدس في موعدٍ أقصاه الآخر من أيار 1999، ولكنّ ذلك لم يحدث بعد، بسبب معارضة الرئيس "بيل كلينتون"، برغم مصادقته على القانون، وبعد تأكيده ذات مرّة بأن الولايات المتحدة قد عيّنت مكانها.

وإن كانت التعهّدات قد جعلتنا أكثر استقراراً، باعتبارها لم يتم تنفيذها إلى هذه الأثناء، لكننا لا يجب أن نظل مستقرّين من الآن فصاعداً، خاصة وبعد اعتماد المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" لرئاسة البلاد، باعتباره رئيس أسطوري ومن عالم آخر، حيث جعل منذ البداية على رأس أولوياته، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في حال حصل على منصب رئاسة الولايات المتحدة، وأنه لن يتوان لحظة في فعل ذلك.

ربّما هذه المرّة – كما يبدو- قد يكون تنفيذ الفكرة حقيقياً، ليس لأن هناك مشاريع قانونية سابقة بنقل السفارة كان قد أقرها الكونجرس منذ زمن طويل، بل لأن الرئيس في هذه المرة يُعتبر جاداً في تهديده باعتباره محباً لإسرائيل ولرئيس وزرائها "بنيامين نتانياهو" تحديداً، وفي نفس اللحظة، كارهاً للعرب والمسلمين والفلسطينيين بشكل خاص، ولأن الوقت أكثر مناسباً لإيصال حقيقة أن مستوى التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيكون أوثق وأقوى من أي وقت مضى، إضافةً إلى رغبته في إزالة التوتر الذي ساد علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل، والذي تأسس بناءً على كراهة متميّزة بين الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وبين "نتانياهو".

على المستوى الفلسطيني، اعتُبرت نيّة ترامب" خارقة للحدود، وتمثل احتقاراً للقانون الدولي وللسياسة الخارجية الأمريكية المُعتادة، وأنها في حال تنفيذها ستنجم عنها أمور خطيرة، قد لا يستسيغ أحداً رؤيتها أو السماع عنها، وهناك على المستوى الخارجي، من اعتبروا أن فكرة النقل هي غير قابلة للتنفيذ، وحتى من الإسرائيليين أنفسهم، باعتبارها تصريحات لزوم السوق، وهي مماثلة لتصريحات من سبقوه، لكن هذه الاعتبارات لا يجب الركون إليها بأي حال بسبب أنها قد تم وضعها للتسلية فقط.

وإذا كان العرب يهمّهم عدم رؤية السفارة الأمريكية تجري في الطريق إلى القدس، ويعتبرون أنفسهم بأنهم ليسوا شركاء في تحريكها من مكانها في تل أبيب ملمتراً واحداً، فإنهم مدعوّون هذه المرّة، وخاصةً الذين لم يُسلّموا بعد، بقضية أن تكون القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية، إلى الانتباه جيّداً، والعمل بشكلٍ جادّ على درء هذه النوايا، ومن جهةٍ أخرى ضرورة إقدامهم إلى عرض سياسة مُقابلة، تليق بها لياقة دافعة، وعدم الاتكال إلى المشاهد السابقة، كونهم اعتادوا على عدم رؤيتها كحقيقة واقعة، وذلك بسبب تبدل السياسة الأمريكية وتغييرها، من سياسة تعاونية وتفاهميّة، إلى سياسة غوغائية متوحشة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ترامب، دونالد ترامب، أمريكا، الإنتخابات الأمريكية، القدس، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-11-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات، حميدة الطيلوش، سيد السباعي، فوزي مسعود ، الناصر الرقيق، مجدى داود، عراق المطيري، علي الكاش، إياد محمود حسين ، تونسي، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، فتحـي قاره بيبـان، محمد الطرابلسي، فتحي الزغل، محمد شمام ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، سعود السبعاني، د - محمد بنيعيش، محمود سلطان، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، حاتم الصولي، عزيز العرباوي، أشرف إبراهيم حجاج، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، إيمى الأشقر، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، محمد أحمد عزوز، رافع القارصي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، أ.د. مصطفى رجب، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد محمد سليمان، إسراء أبو رمان، سلام الشماع، صلاح الحريري، سلوى المغربي، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مراد قميزة، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفي زهران، خالد الجاف ، د - عادل رضا، د- محمد رحال، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي، أحمد النعيمي، عبد الله زيدان، د - مصطفى فهمي، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طلال قسومي، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، وائل بنجدو، رمضان حينوني، ضحى عبد الرحمن، فتحي العابد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أبو سمية، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، محمود طرشوبي، محمد العيادي، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد بشير، الهيثم زعفان، أحمد ملحم، د- جابر قميحة، أنس الشابي، صباح الموسوي ، كريم فارق، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، عواطف منصور، كريم السليتي، فهمي شراب، د - صالح المازقي، المولدي الفرجاني، يحيي البوليني، محمد الياسين، محمد يحي، عبد الرزاق قيراط ، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، حسن الطرابلسي، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة