البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أنفاق حماس، المهمّة الأصعب أمام الجيش الإسرائيلي

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3335


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في العام 1948، استطاعت المليشيات الصهيونية، والتي تشكلت من البلماخ والأرغون والهاجاناة وشتيرن، والمتطوعين اليهود، إنشاء دولة باسم إسرائيل، على أنقاض الأراضي الفلسطينيّة، بعدما ألحقت الهزيمة بالجيوش العربية المتواجدة ضد المطامع الصهيونية، وهي حينذاك، جيوش المملكة المصرية والمملكة الأردنيّة والمملكة السعودية والمملكة العراقيّة وسوريا ولبنان.

وفي العام 1967، استطاعت إسرائيل وفي ستّة أيّام، إزاحة تلك الجيوش مرة ثانية، من خلال شنّها حرباً شاملة، أسفرت عن الاستيلاء على مناطق عربية أخرى جديدة، وخاصة منطقة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وهما تفوقان في المساحة، المساحة الفلسطينية بعشرات الأضعاف.

منذ العام 1979 وإلى الآن، حازت إسرائيل سلسلة من النجاحات الكبيرة والمتتالية، والتي بدأت بكسر اللاءات العربيّة الثلاثة- لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض مع إسرائيل، من خلال قيام مصر بالاعتراف بها كدولة، والتفاوض معها، تم نجاحها في احتواء منظمة التحرير الفلسطينية، ثم فوزها في إنشاء علاقات راسخة مع العديد من الدول العربية، بعد إرغامها على تبنّي فكرة السلام كطريق نهائي واستراتيجي.

كما يبدو فقد استطاعت إسرائيل إيجاد الأمصال المناسبة لكل أمراضها الآتية من قِبل أعدائها، وفي فترة وجيزة بحساب الحرب والسلام، ومن غير تكاليف زائدة عن الحدود المعقولة والمتوقعة، بل كانت النجاحات تُغطي تلك التكاليف تغطيةً كاملة، وسواء الماديّة أو البشرية، بحيث لم تشعر بها باعتبارها بسيطة، إضافة إلى اعتبارها نجاحات ربّانية أرادها الله لِبعث بني إسرائيل.

تلك النجاحات وإن كانت بالنسبة لإسرائيل هي السند الكبير، في تواجدها ونموّها إلى الدرجة التي هي عليها الآن، باعتبارها القوة العسكرية التاسعة عالميّاً، إلاّ أنّ هذه النجاحات لم تصفو لها تماماً، بسبب توالد بعض الأمراض والتي أقعدتها في اليأس دفعةً واحدة، بشأن إيجاد أمصال مناسبة لها، والتي على رأسها شبكة الأنفاق التي تقوم بإعدادها وتجهيزها حركة حماس – الجناح العسكري- كونها من وسائلها الدفاعية والهجومية في آنٍ معاً.

طغى على إسرائيل القلق بأكثر من سرورها، في أعقاب عثورها على النفق الأول 2014، وسواء تمّ بطريق أجهزتها المخابراتية أو نتيجة ابتهالات حاخامية، أو بطريق الصدفة، باعتباره يُنبئُ بما بعده، فبعد أن أعلنت عن سرورها لاكتشافه، فقد تحقق التنبّؤ حين تم استعمال العديد من الأنفاق الأخرى ضد عدوانها (الجرف الصامد) بعد عملية الاكتشاف، باعتبارها شكلت العائق الأكبر أمام تحقيق أهدافها ضد القطاع ككل، إضافةً إلى تكبّدها خسائر بشرية ومعنوية هائلة، لم تعهدها إسرائيل على مدى تاريخها.

القلق الأعمق الذي ظل جاثماً على صدرها، هو أن تلك الأنفاق لا تزال مُتنامية ومُتطوّرة، ولا علاج لها، كما أن جملة التطمينات والمُسكنات التي يقوم السياسيون والعسكريون الإسرائيليون، بنثرها على المواطنين الإسرائيليين، أصبحت عديمة الجدوى، ولا تنطلي على أحددٍ متهم، حتى لو قام بتوزيعها عليهم رئيس وزرائهم "بنيامين نتانياهو" نفسه، الذي كان تعهّد أكثر من مرّة، بأن القضاء على شبكة الأنفاق بات قريباً.

اكتشاف النفق الجديد خلال الأسبوع الفائت، كان لديه وكأنّما سقط عليه ذخراً من السماء، كي يستعمله لتصديق تعهداته المُعلنة، حيث أبدى المزيد من غبطته بمجرّد اكتشافه، باعتباره إنجازاً ضخماً، ولكنّه في ذات الوقت حرِص على إخفائه ليأسٍ أكبر، بسبب عِلمه يقيناً، بأن النفق الجديد، هو عبارة عن أطلال لنفق قديم، قد انتهت صلاحيته بعد استعماله خلال الحرب الأخيرة، ولم يَعُد مُسجّلاً ضمن قائمة الشبكة الجيدة المعتمدة لدى حماس.

هناك نسبة عالية من الإسرائيليين (عسكريين وسياسيين) يشهدون بأن الأنفاق هي من الأمور المستعصية، والتي لا حلول جذريّة لها، وتُشكل المهمّة الأصعب أمام الجيش الإسرائيلي، خاصة وأنهم يرون تجارب مصر المريرة، والتي خاضتها على مدى سنين طويلة، ضد أنفاق تجاريّة هامشيّة، والتي كان آخرها القيام بإطلاق المياه المالحة باتجاهها على طول الحدود مع القطاع، قد ذهبت سدىً، ولم تُجدِ نفعاً حتى الآن.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، حماس، أنفاق غزة، هدم الأنفاق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمر غازي، سامح لطف الله، أحمد بوادي، د. عبد الآله المالكي، سلوى المغربي، سلام الشماع، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، محمود سلطان، سعود السبعاني، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، منجي باكير، د. صلاح عودة الله ، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، أشرف إبراهيم حجاج، سفيان عبد الكافي، جاسم الرصيف، كريم السليتي، د- محمود علي عريقات، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فوزي مسعود ، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، د. أحمد بشير، عبد الله الفقير، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، د - صالح المازقي، محمد شمام ، رافع القارصي، أبو سمية، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي الزغل، طلال قسومي، ضحى عبد الرحمن، محمود طرشوبي، حسن عثمان، تونسي، عبد الله زيدان، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، إيمى الأشقر، الهادي المثلوثي، صالح النعامي ، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، خالد الجاف ، علي عبد العال، محمد يحي، أحمد النعيمي، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، مصطفي زهران، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، مصطفى منيغ، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، سيد السباعي، د. خالد الطراولي ، ياسين أحمد، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، أنس الشابي، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، نادية سعد، رضا الدبّابي، ماهر عدنان قنديل، د - شاكر الحوكي ، وائل بنجدو، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد عمر غرس الله، رافد العزاوي، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح المختار، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامر أبو رمان ، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، مراد قميزة، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، عواطف منصور، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، الناصر الرقيق،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة