البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هيئة الوقاية من التعذيب، أما الزبد...

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3774


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حسمت المعركة في هيئة الوقاية من التعذيب، أسفرت هذه المعركة عن سقوط مرشحة الجبهة الشعبية و مرشحة تيار اليسار السيدة راضية النصراوى، هذا السقوط كان متوقعا و تم التحضير إليه بعناية شديدة داخل كواليس الحكومة و كواليس مجلس النواب و كواليس حركة النهضة و متفرعات حركة النداء، و سقوط بحجم سقوط هذه المرشحة يؤكد أن تحالف الحكم قد قام بعملية فرز دقيقة و أن عملية إسقاطها بهذه الطريقة الفجة و العنيفة تمثل بداية الحرب الدامية بين الأحزاب الحاكمة و من يقول الرئيس الباجى قائد السبسى انه ‘قائد’ المعارضة السيد حمة الهمامى زوج...السيد راضية النصراوى، طبعا، هناك بوادر حرب خفية بين رئيس الدولة و أمين عام الجبهة الشعبية، و هناك اتهامات للجبهة بإثارة القلاقل و المظاهرات ضد الحكومة في بعض الجهات الساخنة داخل البلاد، إضافة إلى دعوته الصريحة لإسقاط الحكومة و قبلها إلى إسقاط مشروع الرئيس نفسه المعروف بمشروع المصالحة الوطنية مع رجال الأعمال.

يمثل إبعاد مرشحة اليسار السيدة راضية النصراوى قرصة أذن قاسية للجبهة الشعبية ستليها قرصات موجعة أخرى، و في حين تحدث البعض عن وجود اتصالات بين الجبهة و حركة نداء تونس و بعض الأحزاب المتحالفة معه داخل الحكومة لدعم ترشح هذه السيدة لم يفاجأ المتابعون بسقوطها من غربال الانتخابات نهائيا و بهذه الصورة المؤذية لمشاعر كل اليساريين، فالجبهة عادت على لسان نوابها في مجلس نواب الشعب إلى التصويب على حركة النهضة و على بعض الوزراء المهمين في حكومة السيد الحبيب الصيد، إضافة إلى محاولة إسقاط الحكومة في الشارع تماما كما حصل منذ فترة ليست بقصيرة بمناسبة الاعتراض على مشروع المصالحة الوطنية و هي مظاهرات كشفت الحجم المتدني للجبهة في الشارع و عدم قدرتها على تعبئة الناس في مثل هذه القضايا الساخنة، و لعل الجميع يتذكرون اليوم كيف ‘سقطت’ النائبة مباركة عواينية حرم الشهيد محمد البراهمى في انتخابات النائب الثاني لرئيس مجلس نواب الشعب و تم اختيار الأستاذ عبد الفتاح مورو لهذا المنصب المهم تماما كما حصل مع السيدة راضية النصراوى حين تم اسقاطها و التصويت على الأستاذ آمان الله مورو نجل نائب رئيس مجلس النواب في حركة شديدة المغزى و التعبير.

من المهم اليوم الإشارة إلى أن حركة الجبهة الشعبية تدفع ثمن أخطاء قياداتها المختلفة التي لم تستطع التأقلم مع متطلبات الثورة و متطلبات المرحلة و ضرورة البحث عن التوافق و صيانة السلم الاجتماعية حتى يمكن تركيز مؤسسات الدولة الديمقراطية المنشودة خاصة بعد ضياع ما لا يقل عن 4 سنوات في الهمز و اللمز الجدلي بما أعطى للبعض فرصة تمرير كميات مرعبة من الأسلحة و تدريب الإرهابيين لتسفيرهم إلى سوريا و استغلال بيوت العبادة لتمرير خطاب التكفير و اجتذاب العقول المهمشة و الراغبة في فرض بعض القناعات ‘الدينية’ الفاسدة، و فى عصر تتم فيه التحولات بسرعة شديدة و تنفصم فيه التحالفات بنفس السرعة فقد كان لا بد للجبهة الشعبية أن تطور أداءها السياسي و تتفاعل مع متطلبات المرحلة الثورية التي تعيش على وقعها البلاد في كل الميادين لا أن تبقى أسيرة خطاب اللاءات الثلاثة، لا اعتراف بالحكومة، لا اعتراف بالمصالحة، لا اعتراف بالخطأ، و بهذا المعنى فقد تبين للمتابعين اليوم أنه لا مكان للأصوات النشاز داخل المشهد السياسي.

لعل هناك من يظن أن النزال قد حسم لمصلحة حركة النهضة على حساب الجبهة الشعبية من منظور تاريخي بحت لان الفريقان المتصارعان يريان كل واحد منهما الأحق بتولي رئاسة هذه الهيئة اعتبارا ‘للتضحيات’ التي يدعيان تقديمها فيما سمي بسنوات الجمر، في الحقيقة هذا الطرح لا يخلو من مغالطات كبيرة خاصة أن ما حدث داخل المجلس و خارجه لا علاقة لها ‘بالتاريخ’ بل بضرورات و متطلبات المستقبل على اعتبار أن هناك اتفاقا غير مكتوب بين الرئيس الحالي و السيد راشد الغنوشى يتم بمقتضاه تقاسم السلطة بشكل متوازن و مدروس و أن هذا الاتفاق هو محل رضا الدول الغربية و بعض الدول الخليجية المعروفة، فالهيئة المنتخبة لا أهمية ‘ تنفيذية ‘ لها في الواقع على اعتبار أن مشكلة التعذيب ليست مسألة قابلة للحل في المستقبل المنظور في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب و بالتالي فان إسقاط المرشحة إيمان الطريقى كمرشحة للنهضة و راضية النصراوى كمرشحة لليسار يأتي في نطاق هذا التصور الذي يريد أن تكون هذه الهيئة مجرد ديكور ساذج يؤدى دورا هامشيا لا أكثر و لا أقل بدليل الميزانية المضحكة المخصصة لهذا الهيكل.

لقد كان التصريح الأخير للرئيس الباجى قائد السبسى واضحا و غير ملتبس لما عبر على أن الجبهة الشعبية ليس من حقها ممارسة الإرهاب الذهني على الحكومة أو على رئاسة الجمهورية و أنه عليها الالتفاف مليا إلى حجمها الحقيقى داخل المشهد السياسي، فما يأتي يوميا على لسان النائب المنجى الرحوى و النائب عمار عمروسية على سبيل المثال يمثل وجها من أوجه البحث عن الإثارة المجانية التي يمكن أن تتحول إلى منزلق شعبي خطير يؤثر على السلم الاجتماعية، فعملية التخوين و التشكيك و تسخيف انجازات المؤسسة الأمنية و العسكرية هي عملية مشبوهة تؤكد أن للجبهة أغراضا لئيمة غير معلنة و بالتالي فقد جاء الوقت اليوم للرئيس ليعيد الأمور إلى نصابها و يعبر على أن للشعب و الدولة صبرا و آن لهذا الصبر حدودا في كل الأحوال، و لا مجال بعد اليوم لمحاولة فرض إرادة الأقلية على الأغلبية تحت جميع العناوين، و إسقاط راضية النصراوى بهذا الشكل العنيف بإمكانه آن يشكل بداية رجوع الجبهة إلى الجادة، و لعل ما حاء على لسان السيد زياد الأخضر مساء أمس غلى القناة الوطنية سيشكل بداية عودة الوعي الوطني للجبهة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، هيئة الوقاية من التعذيب، الثورة المضادة، العمليات الإرهابية، الجبهة الشعبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفى منيغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، ماهر عدنان قنديل، محمد يحي، د- جابر قميحة، أحمد بوادي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، فتحي العابد، تونسي، إياد محمود حسين ، محمد العيادي، فتحـي قاره بيبـان، محمد اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، سيد السباعي، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، يحيي البوليني، عواطف منصور، رمضان حينوني، كريم السليتي، أحمد ملحم، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، وائل بنجدو، علي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أشرف إبراهيم حجاج، رافع القارصي، د - عادل رضا، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، جاسم الرصيف، أحمد الحباسي، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، منجي باكير، حسن الطرابلسي، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود فاروق سيد شعبان، سعود السبعاني، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، صلاح الحريري، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، فهمي شراب، عمار غيلوفي، مراد قميزة، علي الكاش، محمد الطرابلسي، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، مجدى داود، عبد الرزاق قيراط ، عبد الله الفقير، الهادي المثلوثي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، الناصر الرقيق، يزيد بن الحسين، صالح النعامي ، رشيد السيد أحمد، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، فتحي الزغل، د - شاكر الحوكي ، عراق المطيري، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العربي، مصطفي زهران، سلوى المغربي، أبو سمية، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، رافد العزاوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن عثمان، إيمى الأشقر، د. أحمد بشير، كريم فارق، حاتم الصولي، عمر غازي، سامح لطف الله، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، محمد شمام ، صلاح المختار، صفاء العراقي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة