أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4267
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قلنا من البداية أن هناك لفيفا من المثقفين و كتاب الريال و محللي ال ‘قنوات’ الفضائية لا يزالون على ظنهم بأن هذه الشعوب العربية الحرة لم تكتشف خيانتهم البائسة و دورانهم العدمى في الفلك الصهيوني، قلنا من البداية لكل المتابعين دعوهم يكذبون و دعوهم ينافقون و دعوهم ‘يمرحون’ و لم نتجرأ احتراما للرأي المخالف و لرفعة المستوى الجدلي أن نتحدث عن مرور القافلة و بقية المثل المعروف رغما أنهم أمعنوا في سرد الترهات و إعادة صياغة الأحداث على طريقة فيصل القاسم و عزمي بشارة و نديم قطيش و طارق الحميد، قلنا لا بأس لنترك الوقت للوقت حتى نهتم بالأهم قناعة بأن هؤلاء لا يمثلون الوجدان العربي و إنما أقصى ما يمثله هؤلاء الباحثون عن اللذة الجدلية الحرام هم قافلة الشر التكفيرية البائسة و بعض قطيع الداعين للتطبيع مع الصهيونية و مع الفكر الإرهابي .
هؤلاء يكذبون علنا و دون خجل، مثلا ، يقولون أنهم كانوا مع حزب الله في انتصار تموز 2006 لما كان يمثل المقاومة العربية، و أنهم فرحوا لهذا الانتصار و نظموا قصائد الشعر الغزلية و نثروا الياسمين و قرعوا الطبل و أطلقوا العنان لزغاريد النسوة و تقديم الحلوى للمجاهدين، هؤلاء يكذبون، و انتم تعلمون أنهم كاذبون، و من محاسن وسائل الاتصال و الإعلام اليوم أنها تؤرخ لهؤلاء المنافقين و تكشف عوراتهم و لو بعد حين، فنجن نتذكر أنهم لم يكونوا يوما مع فلسطين، فكيف يفرحون لحزب الشياطين و حزب اللات و حزب الشيعة و حزب المجوس و حزب الموالى و حزب التقية و حزب ولاية الفقيه ؟ لم يكونوا يوما مع حزب الله و لا مع سوريا و لا مع جمال عبد الناصر و لا مع صدام حسين و لا مع ياسر عرفات، هؤلاء مثل إرهابهم الفكري لا دين لهم و لا رائحة و لا مصير ، هؤلاء يتلونون بكل ألوان الطيف حتى لا تفرقهم عن الخونة و يزعمون أن لهم مواقف مبدئية مع أنهم ينطقون بلسان الصهيونية .
يقولون عن إيران ما يقولون و يصفون إيران بكل الأوصاف التعيسة الممكنة، و يقولون أنها العدو الذي يجب التصويب عليه من كل فوهات نعوتهم الهابطة، هؤلاء هم من عرضوا السلم على إسرائيل و من بذلوا كل شيء لترضى إسرائيل عنهم، و نحن نصدقهم فقط حين يقولون أن إيران هي العدو و إسرائيل مسألة وجهة نظر، هم يعادون إيران فمع من يجلسون و قد انقسم العالم العربي إلى قسمين ؟، قسم مع المقاومة المتمثلة في إيران و حزب الله و سوريا و المقاومة الإسلامية في فلسطين و قسم مع السعودية و ما يسمى بدول الاعتدال و الذي ينفذ المشروع الأمريكي في المنطقة العربية و يخضع للوبي الصهيوني، بهذا الانقسام الحاد و الواضح لم يعد ممكنا لهؤلاء الدجالين أن يختاروا منطقة رمادية و لذلك تجدهم في حرج كبير حين يتحدثون عن إيران فيكتفون بالشتيمة و اختراع الأكاذيب و الأراجيف و يرفضون الحوار الهادئ من أجل فرز الأفكار و المواقف و توضيح الغموض، و بعد أن دعا الملك عبد الله إيران إلى حوار الحضارات تراجع تحت الضغط الصهيوني و أغلق أبواب الرياض أمام كل زيارات الوفود الإيرانية تاركا ‘لقواته’ الإعلامية الفاسدة مهمة تدمير مستقبل علاقات البلدين .
طبعا هناك خلاف علني و تاريخي بين الشهيد الرمز صدام حسين و بين الإمام الخميني، و نحن نصطف بمنتهى الوضوح إلى جانب الرئيس العراقي صدام حسين ضد كل الذين يشوهون صورته و يدمرون تاريخه سواء من إيران أو من بعض كتاب العرب الموالين للصهيونية، لكن نحن لا نصطف كالبعير مع إيران و لا مع غيرها، المهم لدينا أن تتغير الأفكار بقدر ما تتغير لدى الطرف الآخر ، و في هذا المجال فإيران تمثل اليوم القوة المساندة الوحيدة للمقاومة الفلسطينية و هذا باعتراف قيادة حماس إبان العدوان الصهيوني الأخير على غزة و نقف مع حزب الله طالما وقف مع هذه المقاومة ووقف مع سوريا في حربها ضد المؤامرة السعودية الإرهابية لإسقاط النظام و ضرب مكتسبات الشعب السوري المقاوم، هذه فقط العناوين التي تجمعنا مع إيران و حزب الله و مع فنزويلا و مع روسيا و مع كل الدول و المنظمات التي تساند الحقوق العربية الثابتة و تقدم لها الدعم ، نحن لا نخاف أبدا من الشيعة و لا من فكرهم و لا من ‘تمددهم ‘ لأننا نملك من الفكر و عناصر القوة و المرتكزات الدينية الثقافية ما يمكننا من مواجهة كل الأفكار الشيعية و التنصيرية و الصهيونية و غيرها، و الذين يدفعون الشعوب العربية للخوف تحت شماعة التمدد الشيعي يحرثون في البحر .
لقد كان بودنا أن نتجادل في الأهم و هو كيف استطاعت إيران تحت كل ضغوط العقوبات الدولية بناء نفسها في كل المجالات و باتت قوة عالمية تقف الند للند مع إسرائيل و أمريكا و تركيا في حين اكتفت دول الخليج ببناء الأسوار و الأبراج العالية، نحن نتحدث عن قوة علمية تنبش أسرار النووي و أسرار الفضاء في حين تشترى الدول الخليجية الخردة العسكرية بمليارات الدولار، نحن نتحدث عن حزب صنع معجزة عسكرية تدرس في كبرى الجامعات الحربية العالمية ، عن حزب كسر أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، و هنا نقول للبعض، لقد كان لفيتنام دولة و جيش و لكنها التجأت إلى حرب العصابات لإنهاك و مواجهة القوة الأمريكية و أجبرتها على الهزيمة أو ما يسمى بالعقدة الفيتنامية، نحن نتحدث عن مؤامرة خليجية صهيونية غربية لضرب سوريا فشلت لمجرد التحام الحزب بالقوة السورية، الذين يتحدثون عن ثورة في سوريا مهرجون، فهؤلاء لا يصدقون لحد ألان الثورة التونسية السلمية و يصفونها بالخريف العربي فكيف صدقوا هذه ‘ الثورة ‘ السورية القذرة هذه المرة ؟ .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: