أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3580
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ربما يتحدث البعض عن الحرب العالمية الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة، هناك من يتحدث اليوم عن إعلام الجيل الأول و الثاني و الثالث أو ما سمي بإعلام السلطة أو بإعلام العار بعد الثورات العربية ، و غيرها من التصنيفات المتعددة لهذا الإعلام المتحرك اليوم في الفضاء الافتراضي و الذي يقوم بدور خطير في صنع القرارات و رسم السياسات الدولية المهمة، اليوم هناك جيل رابع من الإعلام يعتمد وسائل تقنية متطورة يقوم بدور يصعب تجاهله أو يتحكم فيه أو يزيل مفعوله بكبسة زر، بعض هذا الإعلام الفاسد تديره عقول عربية مشبوهة تنهل من المال النفطي الفاسد و من الأطروحات الصهيونية الاستعمارية الرامية إلى إنهاك الوجدان العربي و غرس ثقافة التطبيع و رفض المواجهة، و في هذا الفضاء المحموم هناك سباق من البعض نحو تضليل الحقيقة و قلب المفاهيم و الدعوة إلى الانقسام و الحرب الطائفية، الغريب أن المشاركين في هذه الجريمة الإعلامية كتاب و دكاترة و مثقفين من الصف الأول مما يعطى الانطباع بوجود حرب بين الحقيقة و النفاق و الكذب .
الفترة القليلة الماضية، هناك حرب معلنة على سماحة السيد حسن نصر الله، هناك منظومة كاملة تؤثث الفضاء الافتراضي و كبريات الصحف العربية و العالمية و كثيرا من المحطات الفضائية، هم هؤلاء جميعا هو تدمير صورة الرجل و تاريخه بكل الطرق الخسيسة و الكاذبة، هناك سيول جارفة من المعلومات المغلوطة، هناك تكسير لعظم الحقيقة، هناك استنتاجات خارجة عن كل سياق منطقي، هناك شائعات تقلب إلى حقيقة و حقيقة تقلب إلى شائعات، هناك دوس غير بريء على المهنية و الشرف الإعلامي و هناك حطاب غارق في الفئوية و الطائفية، بل لنقل بمنتهى الأسف أن الكذب قد أصبح منهجا منظما لدى هذه المنظومة الخليجية المحسوبة على اللوبي الصهيوني و لدى بعض الكتاب بالقطعة الذين خسروا كل شيء في حانات التعري السياسي و الذين تمولهم بعض الجهات الخليجية و الصهيونية المعروفة، هؤلاء يتحركون بسرعة هذه الأيام و ينشطون في كل الساحات الإعلامية خاصة مع بداية انتصار سوريا و دحر الجماعات الإرهابية التي شكلتها السعودية لضرب الشعب السوري تحت على مساندة ما سمي نفاقا بالثورة السورية التي لم نعد نسمع لها أثرا بعد أن تحول الائتلاف إلى أشباح و دمى متحركة .
من بين سيول المعلومات المغلوطة احتفاء سماحة السيد باغتيال الشهيد الرمز الرئيس صدام حسين على يد تلك الجماعة الشيعية المتطرفة التي نفذت تلك الجريمة البشعة في يوم من أيام العيد لتضع نفسها في مواجهة كل الشعوب و الضمائر العربية و العالمية الحية، طبعا هذه كذبة كبرى و من العار أن تأتى على لسان مثقف من واجبه احترام الأحداث و نقلها بأمانة كاملة، و بالعودة إلى موقف الرجل يتبين أنه اكتفى بإبداء الرأي في حكم الشهيد و بسرد بعض المأخذ على تلك الفترة المتقلبة من حكمه كل ذلك بكثير من انتقاء الألفاظ و الحذر لان الرجل بداهة كان يعلم مكانة الرئيس صدام حسين في قلوب الشعوب العربية و لم يكن ليتجرأ من باب ما نعرفه لديه من خلق إنساني رفيع على إبداء مظاهر الشماتة و الاحتفال، و بطبيعة الحال لا يمكن أن نغفل أو نكابر بالقول بعدم وجود اختلاف جوهري بين مواقف الرجلين و في وجود حالة من النفور الفكرية و السياسية و العقائدية بين الطرفين لكن هذا لن يصل بسماحة السيد حد خرق الواجب الديني و الشماتة و الاحتفاء .
الذين يكتبون اليوم عن سقوط السيد حسن نصر الله و عن وقوفه إلى جانب سوريا ضد مؤامرة الإرهاب السعودية و أن ما حصل في سوريا هي ثورة ‘سلمية ‘ و أن النظام هو من يرمى البراميل المفخخة على رأس هؤلاء ‘الثوار’ السلميين، و أن حزب الله قد جوع سكان مدينة ‘مضايا’ و أن مواجهته لإسرائيل هي مجرد شعارات إيرانية و أن الأنظمة العربية قد وقفت إلى جانب الحزب في حرب تموز 2006 إلى آخر ذلك من الشائعات و الأكاذيب يدركون أنهم لا يقنعون حتى أنفسهم، و هم يظنون عبثا أن هذه الشعوب ما زالت تعيش عصر الطباشير و عصر إعلام السلطة و إعلام كتاب السلطة، لا، أيها ‘ الكتاب’، ما تكتبونه مكشوف و مردود و كاذب، و لا يصدقه أحد،و جرعات الافتراء التي تقدم للقارئ العربي بهذا الشكل الهابط نهين الذوق و الفطنة و تؤدى إلى كشف عوراتكم و مساوئكم لا غير، فالسعودية وقفت مع إسرائيل ضد سوريا، الأردن وقفت مع إسرائيل ضد سوريا، و السيد حسن وقف أين يجب أن يكون مع سوريا قلعة المقاومة أحببتم أم رفضتم و شتان بين سوريا و الكيان الصهيوني .
إن عملية تركيب و قص ولصق و تجزئة الخبر و الواقعة من بعض كتاب الريال النفطي أصبحت مكشوفة، و لنذكر أن النظام السعودي هو من أدخل الأمريكان للمنطقة و من سهل ضرب العراق و من ابتهج لاغتيال الرئيس صدام حسين و من مول الإرهاب التكفيري في العراق و من ضرب الشعب اليمنى و من وقف إلى جانب إسرائيل في حرب تموز 2006 و من طالب بضرب إيران و من سهل إصدار القرار 1559 لإخراج القوات السورية من لبنان و من دفع الأمريكان إلى اتهام سوريا باغتيال الحريري و من استهدف السفارة الإيرانية في لبنان و من دبر تفجيرات الضاحية و من أرسل بواخر السلاح إلى المجموعات الإرهابية في سوريا و من يتعرض إلى مساءلة مجلس الأمن حول اليمن و من اغتال الشيخ باقر النمر و من فرض التعذيب على المعارضة و من قمع المتظاهرين بالحديد و النار، و هو الذي يمول إرهاب الدولة خدمة للصهيونية و في نطاق ما يسمى بالثورات المضادة لثورات الربيع العربي و هو من بين الذين يرفضون المقاومة الفلسطينية و يرفضون الضغط على الإدارة الأمريكية، لذلك التزموا الخجل و الصمت إزاء سيد المقاومة ، و تيقنوا أن حبل الكذب قصير و قصير جدا .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: