البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

محسن مرزوق، الثقة الزائدة، الثقة الغائبة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3964


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فوجئ المتابعون ليلة الأحد لبرنامج ‘ لمن يجرؤ فقط ‘ بكثير من الاستياء لتصريح رئيس لجنة التشريع بمجلس النواب المحامى الأستاذ عبادة الكافي، تحدث الرجل بكثير من الزهو و الانتهازية بكونه من ‘ أسس ‘ حركة النداء بجهة الكاف و أنه نجح كنائب فى مجلس الشعب بفضل أصوات الشعب و انه لا فضل للنداء في هذا الأمر، طبعا هذا ليس صحيحا و فيه كثير من المبالغة و الغرور و قلة الشهامة، للحقيقة، الذين صوتوا للنداء قد صوتوا ضد النهضة و العكس صحيح، و في تلك الانتخابات التشريعية لم يكن من خيار لدى الناخب الذي جرب سنوات الجمر و القهر و الدم و نهب المال العام طيلة أربعة سنوات من حكم النهضة الاستبدادي إلا اختيار التصويت لحركة النداء بما يدعيه الحزب بكونه المنقذ الوحيد للبلاد من الأفغنة و الرجوع إلى العصور الجاهلية في حكم الرعية .

فالذين صوتوا لقائدة النداء بجهة الكاف مثلا لم تكن تهمهم الأسماء أو القامات السياسية التي تؤثث تلك القائمة بقدر ما كان يهمهم الانحياز إلى خيار وحيد و معين هو خيار الهروب من حكم الإسلام السياسي على طريقة رئيس الحكومة الفاشل السيد حمادي الجبالى أو نظيره السيد على العريض الملقب بعلي الرش ‘تخليدا’ لذكرى ذلك القرار الأرعن بضرب المتظاهرين في ولاية سليانة بذلك ‘ المبيد’ البوليسي الذي أضر بعيون المتساكنين في مشهد سيبقى عالقا بالمخيال الشعبي لعقود قادمة، و في هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى نجاح حزب نداء تونس في شيطنة حركة النهضة نجاحا تؤكده المظاهرة التاريخية فيما سمي باعتصام الرحيل بباردو حين انهار حكم الإخوان انهيارا تاريخيا سيبقى علامة فارقة في تاريخ تونس المعاصر، أيضا كان واضحا أن الإخوان قد ارتبكوا و فشلوا و سقطوا و زاد سقوط حكم السيد محمد مرسى في مصر و بروز عدة احتجاجات على حكم حزب العدالة و التنمية التركي في تسريع قبولهم باليد الممدودة من الرئيس الحالي إلى زعيم النهضة فيما عرف ‘بمقابلة باريس’ الشهيرة .

إذن، لا يمكن الحديث عن إرادة شعبية حرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة بالمفهوم الكامل للكلمة و لا عن برنامج سياسي طموح يشد الناخبين و لا عن شطارة نواب الجهة و تميزهم و ثقة الناخبين في قدرتهم على تحويل الواقع المر إلى واقع مقبول، كل ما حصل هو انتخاب تحت دافع و هواجس الخوف من العودة إلى حكم النهضة بما مثله من خنق للحريات و ضرب لقيم المواطنة و رجوع بالمكاسب إلى السياسية إلى الوراء، لذلك فمن تم انتخابهم و من بينهم السيد محسن مرزوق قد تم انتخابهم نتيجة لعبة سياسية واضحة شارك فيها الإعلام و المال السياسي و عدم قدرة الحركة على مواجهة العواصف السياسية الناتجة عن رعونتها في الحكم و في التعامل مع مكونات المجتمع المدني بالموضوعية المطلوبة، و حيث يقفز اليوم السيد مرزوق من حضن النداء إلى تكوين حزب على أنقاضه معتمدا على هذا الإرث البورقيبى الذي طالما تناسوه و تملصوا منه طيلة حكم الرئيس السابق بن على فمن الواضح للمتابعين أنها عملية سرقة حزبية موصوفة و خيانة أخلاقية مكتملة الأركان .

اليوم، و بالممارسة تفطن الناخب إلى سقوط مشروع الإسلام السياسي خاصة بعد الانهيار و حمام الدم الحاصل في مصر المحروسة، كما سيتفطن الناخب طيلة هذه الخمسة سنوات من حكم النداء ‘المختلط’ إلى أن الثورة التي قادت هؤلاء الانتهازيين إلى حكم البلد قد سرقت و أن هؤلاء الذين حكموا و يحكمون هم من أطاحوا بكل عناوين هذه الثورة و شكلوا قوة الردة و الدفع إلى الوراء، فحكم النهضة أو حكم الإخوان بصورة أصح قد نجح في تأليب الرأي العام ضد الإسلام و ضد الفضيلة السياسية المزيفة، و اليوم تحتاج حركة النهضة إلى كثير من ‘ المراجعات’ لتغتسل من جنابتها التي كادت تؤدى بالبلد إلى الحرب الأهلية في حين يمكن القول أن حركة النداء قد ‘أفلحت’ اليوم في بيان عورات الوعود الانتخابية الزائفة و أعطت للناخب التونسي فرصته كاملة هذه المرة لمراجعة خياراته الانتخابية بدءا بالانتخابات البلدية القادمة، لذلك يمكن القول أن ما يحاول السيد مرزوق ‘بناءه’ اليوم على الأنقاض و على الخداع السياسي و المغالطات الانتخابية لم يعد منتجا و هذه الثقة الزائدة في هذا المشروع الفاشل ستكون لها عواقب مدمرة لان الشعب يقابل الثقة الزائدة بالثقة الغائبة.

اليوم تقف الأحزاب أمام صورتها القبيحة في مواجهة الناخبين، و اليوم كلهم تجمع لن يقدروا على ربح الانتخابات إلا ‘بالرشوة’ الانتخابية كما كان يفعل التجمع، المواطن اليوم لن يثق في هذه الأحزاب رغم طول و عرض القائمة، و لن يصوت بدافع الخوف أو بدافع الهروب من المأزق، المواطن يعلم انه خسر ثورته و أن هذه الأحزاب هي من استولت عليها كل بطريقته الخاصة، لذلك فمن الممكن أن تشهد الانتخابات القادمة عزوفا جماعيا و تضطر الأحزاب كما كان يفعل التجمع في عهد بن على إلى تزوير العملية الانتخابية برمتها، أو سيؤدى هذا العزوف إلى تدافع شعبي يحرق هذه الأحزاب و يدفعها إلى الاستقالة و الخروج المهين من المشهد السياسي تحت طائلة الخوف من تسلم العسكر للسلطة لحماية النظام الجمهوري، لذلك من الواضح أن شهادة ‘ الغباء’ و عدم القدرة السياسية و غياب الوعي السياسي التي وزعها الرئيس على السيد محسن مرزوق و بعض الهامشيين من حركة النداء بالخصوص بمناسبة حديثه الصحفي الأخير للسيدين سفيان بن فرحات و نزار بهلول هي رسالة واضحة لمن يعنيه الأمر .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، حزب نداء تونس، محسن مرزوق، الإنشقاقات بالنداء، شقوق النداء،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، حسن الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، كريم السليتي، خالد الجاف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلام الشماع، رضا الدبّابي، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، فهمي شراب، صالح النعامي ، صلاح الحريري، الهادي المثلوثي، إيمى الأشقر، حسن عثمان، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، عبد الغني مزوز، محمد أحمد عزوز، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الياسين، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، كريم فارق، عواطف منصور، د. طارق عبد الحليم، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، صفاء العراقي، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - صالح المازقي، عبد الله الفقير، محمود سلطان، جاسم الرصيف، عمر غازي، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- جابر قميحة، محمد العيادي، عبد الله زيدان، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، طلال قسومي، مصطفي زهران، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، إسراء أبو رمان، د. أحمد بشير، محمود فاروق سيد شعبان، د. خالد الطراولي ، محمود طرشوبي، فتحي العابد، صباح الموسوي ، محمد الطرابلسي، أنس الشابي، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عبد الآله المالكي، صفاء العربي، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، وائل بنجدو، يحيي البوليني، منجي باكير، د - المنجي الكعبي، ياسين أحمد، تونسي، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، محمد عمر غرس الله، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- هاني ابوالفتوح، علي الكاش، د - شاكر الحوكي ، أحمد الحباسي، نادية سعد، فتحي الزغل، محمد يحي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، عراق المطيري، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي الفرجاني، د - عادل رضا، حاتم الصولي، مراد قميزة، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة