البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من يشعل النار في تونس ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3803


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


‘الثورة ‘ التونسية لم تكن ثورة ، لذلك سقطت في أول امتحان ، ثم تتالت سقطاتها تباعا بحيث أصبح الحديث اليوم عن ‘ الثورة’ أمرا ممجوجا و كريها و لا بطعم ، و على عكس ما ينافق به البعض فهذه ‘ الثورة’ لم تنجب حرية التعبير و لم تأت بالديمقراطية و لا بحقوق الإنسان و لا ببقية ‘الأدوات’ الأخرى المكملة للديمقراطية ، ما جاءت به هذه الانتفاضة الموتورة المشبوهة هي قلة الحياء في كل شيء ، في الجدال الإعلامي ، في كيفية التعامل بين الأفراد في الشارع ، في كيفية التعامل بين الإدارة العمومية و المواطن ، أصبح التونسي قليل حياء و قليل تربية و مجرد صعلوك في الطريق العام ، يتحدث لغة سوقية ، يمارس حياة سوقية ، و يفعل أفعالا سوقية ،أيضا جاءت الثورة ‘بحرية تعبير’ من نوع هابط معين ، بحيث أصبح الجميع يفهمون في السياسة و في التاريخ و الجغرافيا و فى سايس بيكو و في الحرب الفيتنامية و في المناخ و في ثقب الأوزون و في علم الكواكب ، و يعبرون عن هذا ‘الفهم’ بذوق مثير للغثيان .

كان هناك من يتحدثون عن أن ‘الثورة ‘ قد فشلت و أنها ماتت على الولادة كما يقال ، بعضهم لعن المنتحر محمد البوعزيزى و بعضهم ترحم على أيام الرئيس المخلوع ، لكن هناك من تنبأ بقرب اندلاع ثورة أخرى خاصة بعد أن استغل الرئيس المؤقت السابق هفوة لسان و سوء ترجمة فكرية إبان الحملة الرئاسية بيته و بين السيد الباجى قائد السبسى ليشعل فتيل الفتنة الكبرى التونسية بين أهل الشمال و أهل الجنوب ، كان الأمر غريبا في تلك الفترة أن تتحول كلمة عفوية الى كرة نار كادت تحرق الانتخابات و نتائج الانتخابات و من انتظروا نتائج تلك الانتخابات ، و حين نعلم مدى تناغم الرئيس المؤقت السابق مع المصالح القطرية و تهديده بنصب المشانق لكل من يقول ‘طز’ الشهيرة للدولة القطرية نفهم أن تحريك أبناء الجنوب لصنع ثورة على بن غذاهم جديدة في شمال افريقية هو فعل خادش للكرامة السياسية للمرشح الرئاسي المتعاطف مع المصالح القطرية على حساب المصلحة التونسية ، لكنه فعلها بكل جرأة و تصميم و دون ذرة خجل من التاريخ .

قبل فترة قليلة ‘بشر’ البعض هذا الشعب الملطوم على قفاه بقرب حصول ‘ ثورة’ ثانية بدون حاجة إلى صاحب عربة الخضار الشهير محمد البوعزيزى ، و حين تسلمت حكومة السيد الحبيب الصيد الحكم في قصر القصبة ظن البعض أن شاحنات المطافئ الحكومية ستطفئ نيران الكراهية و الحقد و الشك في نفوس ما سمى دستوريا بالمناطق المميزة ( بالمعنى السلبي للكلمة ) بسبب ما عانته هذه المناطق طيلة عقود من تهميش ، لكن عثرات الحكومة و ترددها و ارتعاشها فرط على ‘الثورة’ فرصا عديدة لتحقيق أهدافها أو الأهم و المهم من أهدافها و انتهى الأمر سريعا إلى كوارث يومية متنقلة و إلى إعلان حالة الطوارئ ثم بالنهاية إلى حظر التجوال منذ ساعات فقط ، طبعا ، كانت هناك بوادر و علامات ثورة مدمرة و خبيثة و موتورة في الأفق ، لكن يظهر أن السيد رئيس الحكومة لا يملك ‘ بعد ‘ النظر الكافي لاستطلاع الأحداث الدموية القادمة على عجل و ليس الرجل المناسب القادر على فك شفرة تصريحات أصدقاءنا في ‘ الجبهة’ و في محطة ‘ الجزيرة’ و ‘فرانس 24 ‘ .

الجميع في الكادر السياسي كان على علم بالمؤامرة إلا رئيس الحكومة ، و هناك من تحدث عن اتهام للجبهة بإشعال الحرائق المتنقلة و هناك من اتهم المخابرات القطرية و هناك من أشار إلى خزائن المال النفطي الخليحى الفاسد و هناك من أشار إلى بارونات التهريب ، لكن الدخان لم يكن بلا نار ، و ما حدث منذ يومين إلى حد الآن يدعو فعلا للريبة و التساؤل لأنه لا أحد يتصور أو يتفهم أن ما يحدث من حرائق و قتل و رعب هو بفعل مظاهرات ‘ سلمية’ لبعض العاطلين عن العمل ، فهل أن وزارة الداخلية قد أخفت معلومات مهمة أو تباطأت عمدا أو أنها قد وقعت في خطأ في تقدير أم أن تغيير الوزير ناجم الغرسلى بوزير جديد قد أتى بنتائج عكسية ، في كل الحالات من الواضح أن هناك من يحرك فتيل كرة النار في عدة مناطق و من الواضح أن ما يحدث هو مقدمة ملموسة و طبيعية و منتظرة لما يتحدث عنه البعض من أن ساعة الصفر لإعلان دولة الخلافة في تونس قد حانت خاصة أن قناة فرانس 24 قد عادت إلى ‘جدول أعمالها’ المعروف و الذي يؤكد للمتابعين لمثل هذه القنوات المشبوهة أن ما حصل من اضطرابات عنيفة طيلة اليوميين الماضيين هو الإعلان عن بداية ما يسمى بالمرحلة الثانية من ‘ثورة’ الياسمين التي ما زال الجميع يبحثون عن بعض أسرارها ، ليبقى السؤال الملح : من يحرك لهيب النار في تونس ؟ من ؟ ....


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، أعمال الشغب، التحركات الإجتماعية، الجبهة الشعبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، تونسي، صفاء العراقي، رافد العزاوي، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد بشير، مراد قميزة، كريم فارق، صلاح المختار، علي عبد العال، يحيي البوليني، أحمد النعيمي، فهمي شراب، محمد اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، عبد الغني مزوز، محمد شمام ، محمد العيادي، مجدى داود، نادية سعد، محمد أحمد عزوز، كريم السليتي، مصطفى منيغ، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، ماهر عدنان قنديل، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، محمود فاروق سيد شعبان، أبو سمية، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سيد السباعي، رمضان حينوني، رشيد السيد أحمد، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب، عواطف منصور، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، فوزي مسعود ، محمود سلطان، إيمى الأشقر، عبد الله زيدان، محمد يحي، العادل السمعلي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أنس الشابي، د - عادل رضا، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، د- جابر قميحة، د- محمد رحال، وائل بنجدو، الناصر الرقيق، رضا الدبّابي، سلام الشماع، د. عادل محمد عايش الأسطل، المولدي الفرجاني، د - محمد بنيعيش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، سلوى المغربي، أحمد بوادي، صالح النعامي ، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، علي الكاش، حسن عثمان، محمد الياسين، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، سعود السبعاني، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، جاسم الرصيف، أحمد ملحم، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، د. خالد الطراولي ، محمود طرشوبي، منجي باكير، حميدة الطيلوش، حاتم الصولي، مصطفي زهران، طلال قسومي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة