البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فجر ليبيا، بل ظلام ليبيا

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3896


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من العادات السيئة لدى أصحاب القلم في العالم العربي عادة الإسهال اللغوي المبالغ فيها و من عاداتنا السيئة أيضا أن نوغل في التبجيل ثم ننقلب فجأة لنوغل في الانتقاد، و يقال أن هذه الطباع السيئة هي سمة من سمات أبناء الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، لا يهم، و من الأمثلة المعبرة و الملفتة للنظر على عادات التوصيف المبالغ فيها هذه، وصف ما حدث في تونس ببداية ‘ الربيع العربي’ أو بثـورة ‘ الياسمين ‘ و ما حدث في تونس ليلة 7 نوفمبر 1987 من انقلاب على الشرعية الدستورية ‘ بالتحول المبارك ‘، تسمية عصابات الموت و القتل على الهوية في ليبيا ب’فجر ليبيا’ و هؤلاء القتلة في تونس ب’أنصار الشريعة ‘ و مثلهم في سوريا ب’جبهة النصرة ‘ إلى آخر التوصيفات و ‘ الاختراعات’ المثيرة للغثيان، فالربيع العربي قد تحول إلى خريف الدم و التحول المبارك قد انتهى في برك من الدماء و فجر ليبيا قد تحول إلى ظلام دموي دامس في حين تلوثت الشريعة بفعل أنصارها و هزمت العصابات الإرهابية في سوريا لتتحول إلى جبهة الهزيمة .

ما يحدث في ليبيا يفوق الخيال، فاللغة الوحيدة الطاغية هي لغة العنف و القتل، ميليشيات ‘فجر ليبيا’ ترتكب من الجرائم ضد الإنسانية ما يفوق المنطق و قدرة العقل على الاستيعاب، فالثورة، هذا إن سمينا ما حدث في ليبيا ثورة، قد تحولت إلى سبيل معلن للانتقام الوحشي من البشر و من الماضي و من الحاضر، انتقام دموي كعادة الإخوان و فتاوى تجيز كل هذا الإجرام باسم الدين كل ذلك للسيطرة على مقاليد الحكم و بسط اليد على الثروات الليبية الهائلة، و عندما تكون الغاية تبرر الوسيلة فمن المنطقي أن يكون الفكر الوحيد السائد لدى ميليشيات ‘فجر ‘ ليبيا هو نفس المنطق الذي استعمله الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن ‘ من ليس معي فهو ضدي ‘، و يبقى السؤال مع هذه الجماعات المتوحشة، من أين سيأتي الفجر للشعب الليبي و الدماء إلى الركب كما يقال و دخان المدافع و الراجمات يغطى الأفق، و هل بلغة الرصاص يتم الحوار و النقاش على مستقبل ليبيا، و من سيوقف حمام الدم و لماذا يصمت المجتمع الدولي إزاء هذه المجزرة .

لا يمكن أن تكون لهذه الميليشيات مشروع حضاري بالمعنى المتعارف، هذا ليس ممكنا على الإطلاق، الإخوان أصلا لا يملكون رؤية حضارية بسيطة متفق عليها حول أبسط الأشياء، الإخوان يؤمنون بالدم و القتل و البغضاء بين الناس حتى يتمكنوا من العقول، و ليبيا بالنسبة ل’فجر’ ليبيا هي مكان سكن مؤقت و ليس وطنا دائما يحافظون عليه و يورثوه للأجيال القادمة، و بمنطق الدين و الشريعة هؤلاء هم عصابات إجرامية تستحق القصاص، فلباسهم و ‘عفتهم’ المصطنعة و لغتهم المنمقة المنافقة هي أدوات للنصب و المخاتلة و استغفال العقول، فالأصل في الإخوان الذين ينتمون لهذه الميليشيات الإرهابية أنهم فاسدون و تجار مخدرات و مضرون بالدين، و يكفى أن نشاهد ‘ ذبائحهم ‘ على مواقع التواصل الاجتماعي و نطالع تقارير الصحافة العالمية و نستمع إلى ‘ لغتهم’ في التهديد و الوعيد لنفهم أننا في مملكة الظلام الدامس و في أتعس أيام الجاهلية و أيام الفتنة الكبرى، يكفى أن نشاهد كيفية تعذيبهم للأبرياء لنتوصل إلى قناعة راسخة بأن ‘فجر’ ليبيا ليس بقريب .

من عادة الثورات أنها تفرج عن مخزون الكبت عند الشعوب، و من عادة الثورات أنها تتيح حرية التعبير و ربما جرعات زائدة من حرية التعبير، لكن ‘الثورة’ الليبية أفرجت عن مخزون الإخوان من الكراهية العمياء و الحقد المبالغ فيه و هم يريدون ‘التعبير’ عن هذا الكبت بمزيد من القتل و الدم و الانتهاكات، هم ينتقمون من الكبت بالقتل، بزرع الكراهية، بانتهاك المقدسات و الحرمات، هذه غريزة الإخوان الباطنية عززها انتصار ما يسمى بالثورة الليبية فتحولت إلى سم زعاف قاتل ينهب أجساد الشعب الليبي الشقيق و يضع دول الجوار في مواقف انتظار محرجة و في تصور مظلم لمستقبل العلاقات بين ليبيا و بقية المجتمع الدولي، طبعا، اليد اللئيمة الأجنبية ليست غائبة عن ميليشيات ‘فجر’ ليبيا، يد خليجية متآمرة و يد صهيونية منتقمة و يد غربية تقتص لنفسها من الماضي الليبي و من الشهيد عمر المختار، و إذا سخر الشهيد من السجان الايطالي بمقولته التاريخية الشهيرة ‘ نحن لا نستسلم، نحن شعب ننتصر أو نموت ‘ قان ‘فجر ‘ ليبيا تقول لليبيين ‘ نحو ميليشيات نقتلكم و إن لم نقتلكم فسنقتلكم ‘ و تلك بداية الخراب في ليبيا .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ليبيا، الثورة الليبيبة، الثورة المضادة، فجر ليبيا، الجماعات المسلحة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم السليتي، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، د- محمد رحال، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العربي، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، أبو سمية، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، مراد قميزة، حاتم الصولي، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهيثم زعفان، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، يزيد بن الحسين، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، جاسم الرصيف، د. أحمد محمد سليمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، مصطفي زهران، الهادي المثلوثي، خبَّاب بن مروان الحمد، خالد الجاف ، العادل السمعلي، فتحي الزغل، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، د - عادل رضا، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، نادية سعد، فهمي شراب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، منجي باكير، عبد الغني مزوز، علي الكاش، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، محمود طرشوبي، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، صباح الموسوي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، كريم فارق، وائل بنجدو، عبد الله زيدان، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، صلاح المختار، أحمد النعيمي، محمد العيادي، سيد السباعي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي، محمد الياسين، حميدة الطيلوش، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إسراء أبو رمان، حسن عثمان، عمر غازي، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، د. أحمد بشير، المولدي الفرجاني، مصطفى منيغ، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، د - شاكر الحوكي ، فوزي مسعود ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، فتحي العابد، رمضان حينوني، عواطف منصور، سليمان أحمد أبو ستة، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، صالح النعامي ، د - الضاوي خوالدية، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، عزيز العرباوي، صلاح الحريري، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، تونسي، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة