البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحلف العربي- إيران: جولة ثانية من الحرب

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3499


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


افتُتحت أعمال القمة العربية ألـ26 في شرم الشيخ، بتأييد قرار تشكيل قوّة عسكرية مشتركة، كقوة رادعة، تعمل باسم الدول العربية, لإناطتها بتنفيذ عمليات التدخل العسكري السريع، للتصدي للتهديدات الأمنية، التي تواجهها تلك الدول الآن أو في المستقبل، ولم تكن الأحداث القتالية اليمنيّة وحدها هي الداعية لتشكيل هذه القوة، بل سبق لمصر المُضيفة للقمّة، المطالبة بتشكيلها، منذ حصولها على مُنغّصات أمنيّة، تقوم بها جماعات بيت المقدس في سيناء، وجماعات إسلامية مناهضة في ليبيا المجاورة.

وإن اختلفت الأهداف الأولى فيما بين الدول المشاركة في القوّة، في شأن محاربة الإرهاب بالنسبة إلى مصر العضو الرئيس في التحالف، فإنه بالنسبة إلى الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية- قائدة الحلف – تهدف إلى الحفاظ على أمن الدول الخليجية واستقرارها، ومن جهةٍ أخرى، تحجيم انتشار أنفاس إيران الحارّة في المنطقة، وعرقلة خطواتها باتجاه القنبلة النوويّة، وبالنسبة إلى أطراف أخرى فإنها تهدف إلى المساهمة في تخليص أزمات أخرى كأزمة الانقسام الفلسطينيّة، التي تعاقبت عليها ثمانية أعوام متتالية، وكان عرض الرئيس اليمني "هادي منصور" والمتحدثون في ركابه، التهديد الذي طاف ببلاده، وما يمكن أن يؤثّر على بقية البلدان العربية الأخرى.

بالنسبة لحملة (الحزم العاصف)، كما تقول السعودية، فإنها ستتواصل لغاية تحقيق أهدافها والمتمثلة بتثبيت الاستقرار اليمني، وبالنسبة للحوثيين الذين حصلوا على لقب الأعداء الجدد، بإقدامهم على اجتياح اليمن، بعد أن باءت بالفشل محاولات التوصل إلى حلول مع السلطة اليمنيّة القائمة، فقد أبدوا عدم تأثّرهم منها إلى هذه الأثناء على الأقل، من خلال تواجدهم على الأرض، بل وهددوا بأن خياراتهم مفتوحة وبخاصة ضد المملكة، كونها قائدة الحملة.

يجيء صدى القوة هذه، ولا ريب من جانب إيران، التي عمدت لأن تصعد درجة إلى الأعلى، في شأن علاقتها بدائرة الحرب، بعد أن وجهت حفنة شديدة من التحذيرات، وخاصةً للسعودية، بأن عليها إيقاف عملياتها العسكرية، بما يعني أن طهران لن تكتفِ بالقول فقط.

واذا توقعنا رداً إيرانياً، فسيكون بالتنبيه إلى الأزمة السوريّة التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وبتدخلٍ عسكري، ربما على مستويات متقدمة - والتي ندعو الله بألاّ تحدث - أو تظل على قناعة الاكتفاء بدعم الحوثيين بالمال والسلاح المتطور على الأقل، بغية صدّ نشاطات التحالف، أو لإطالة أمد الحرب، ومن ناحية أخرى، العمل على تقوية سوريا وسد ثقوبها، وتعظيم قدرات تنظيم حزب الله، ومضاعفة دعم حركة حماس داخل منطقة القطاع، برغم تأييدها للشرعيّة اليمنيّة، سيما وأن سياسة إيران تقوم على إباحة دعم الأطراف الأقل صداقةً وحتى أعداءها، مثلما حصل وأمدّت الأكراد بالسلاح والعتاد، وعملت على معاونة الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة) في العراق وأفغانستان.

إلى جانب- وهذا مهم- السعي إلى الخندقة خلف مواقفها التراثية والحضارية القائمة، والعمل على الاسترسال وبوتيرةٍ أسرع في بناءِ ترسانتها العسكرية والتهديد بها، بالاعتماد على الهيبة الروسية، وفي ظل التمسك بأنها الدولة العقلانية والمتمسكة بمجموعة القيم الأدبية والأخلاقية التي تصب في شأن المحافظة على سلامة وأمن المنطقة.

وعلى أي حال، فإن القوّة العربية، ربما من الصعب أن تجد مسلكاً سهلاً، أو نجاحاً عسكرياً مبرماً، في شأن أي نشاط، حتى بمعزلٍ عن صدامها مع إيران، بدلالة أن مجموعة الأحلاف الدولية بما فيها (الناتو)، لم تستطع إنهاء النزاعات العسكرية، وسواء الداخلية أو التي تنشأ فيما بين الدول، كما لم تضع نهاية لأعداء مُحتملين أيضاً، وإلاّ لمَا شهدنا كمّاً هائلاً من الأحداث الدموية منذ الأزل وإلى الآن، تضرب مناطق متفرقة من العالم وبخاصةً العالم العربي.

وذلك في ضوء ملاحظة، أن جُل الأحداث هي نفسها –الأحلاف- لا تُريد لها أن تهمد أو أن تستقر لسببٍ ما، وقد أفضى ظهور الدولة الإسلامية (داعش) إلى ظهور تحالف دولي(عربي- غربي) خلال المدة الفائتة، دون أن تحقق نشاطاته شيئاً يُذكر، وما يَرِدُ من إنجازات هي مبالغٌ فيها ولا شك.

وعلى الرغم من انخفاض الآمال بالنسبة إلى تشكيل القوّة العربية وصمودها كما يجب، ومن الخشية من أن تلقى مصيراً مشابهاً لقوة الردع العربية، التي تم تصميمها للتدخل في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1977، وفي ضوء مرور هذه المرحلة بمنحدرات عسكرية متزايدة، بفعل تواجد ظواهر إسلامية متعددة مناوئة للأنظمة العربيّة، ومشكلات عربيّة أكثر تعقيداً بحكم تغلغلها في الروابط المختلفة مع الغرب وإسرائيل، فإن لها ميزات متوقعة، وخصوصاً إذا ما اتخذتها إسرائيل على محمل الجد، باعتبارها بديلاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، التي نص عليها ميثاق الجامعة العربية 1950، بهدف قمع الدولة الصهيونية، والتي لم يتم العمل بها إلى الآن.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

القمة العربية، إيران، الدول العربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، ماهر عدنان قنديل، جاسم الرصيف، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله الفقير، رافع القارصي، أحمد الحباسي، سعود السبعاني، أشرف إبراهيم حجاج، صباح الموسوي ، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، أ.د. مصطفى رجب، المولدي الفرجاني، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، إياد محمود حسين ، تونسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، طلال قسومي، صلاح المختار، د. عبد الآله المالكي، فتحـي قاره بيبـان، عمر غازي، فهمي شراب، الهادي المثلوثي، حسن عثمان، مصطفي زهران، د - صالح المازقي، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، عواطف منصور، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - شاكر الحوكي ، نادية سعد، د. صلاح عودة الله ، د - المنجي الكعبي، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، إيمى الأشقر، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، عزيز العرباوي، فوزي مسعود ، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، علي عبد العال، محمود سلطان، صالح النعامي ، يحيي البوليني، د- محمود علي عريقات، مراد قميزة، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، صفاء العربي، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، محمد الياسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، صلاح الحريري، أبو سمية، يزيد بن الحسين، منجي باكير، د- محمد رحال، سلوى المغربي، صفاء العراقي، حاتم الصولي، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، مجدى داود، د. خالد الطراولي ، ياسين أحمد، فتحي الزغل، علي الكاش، أحمد ملحم، محمد شمام ، د. أحمد محمد سليمان، د - مصطفى فهمي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، أنس الشابي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة