البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عن الانتخابات القادمة في تونس

كاتب المقال أنس الشابي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6836


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد أن تمكن حزب حركة النهضة من الوصول إلى الحكم إثر انتخابات 23 أكتوبر 2011 باشر تنفيذ مشروعه القاضي بأخونة المجتمع والدولة من خلال إلغاء القوانين الموجودة أو تعديلها أو استحداث أخرى تحلّ محلّها، إلا أن قوى المجتمع المدني كبحت جماحه ومنعته من تنفيذ خطته وإن استطاع أن يمرّر منها أشياء، اليوم والبلاد مُقْدِمَة على انتخابات من المتوقّع أن تترشح لها مختلف الأحزاب تتبادر إلى الذهن مجموعة من الأسئلة عن حقيقة هذه الانتخابات:
1) هل هي انتخابات بين برامج حزبية تفصيلية أو هي انتخابات للاختيار بين نمطين مجتمعيّين؟.
2) هل هي خيار بين استقلالية القرار الوطني أو تأبيد للتبعية لمشيخة قطر ولمنظمات تموّلها المخابرات الأجنبية؟
3) هل هي تفويض للحكومة القادمة بمقاومة الإرهاب وذيوله من أمن مواز وجمعيات لتبييض الأموال ولجان حماية لثورة موهومة وللأحزاب الداعمة لها أو هي انتخابات التمكين للإرهاب ومنظومته؟
4) هل هي للرفع من شأن النضال والدفاع عن الحريات والإعلاء من شأنهما أو هي وسيلة لقبض التعويضات والمتاجرة بالآلام والدماء؟
5) هل هي لإعادة الهيبة لأجهزة الدولة أو هي للمزيد من تفكيكها وتخريبها؟
6) هل تستهدف السلم أو التدافع الاجتماعي؟
تلك هي الأسئلة التي يطالب المواطن بالجواب عنها عند التصويت الذي سيكون له تأثير كبير لا علينا نحن فقط بل على الأجيال القادمة، لهذا السبب بالذات أدعو كل الذين يئسوا من الطبقة السياسية الحالية ورأوا أن أفضل موقف هو مقاطعة الانتخابات إلى النظر مجدّدا في موقفهم في اتجاه المشاركة الإيجابية على الأقل مساهمة منهم في المحافظة على ما تحقق من مكاسب ليس من الحكمة التفريط فيها بسبب غضب طارئ أو تحليل منفعل لن يتحمل نتائجه الكارثية سوانا وسوى أبناؤنا وأبناؤهم هم كذلك.
الفئة الثانية التي أتوجه إليها بخطابي هذا هي الفئة المنتسبة إلى حزب الحركة وتوابعه الذين أدعوهم إلى خشية الله في هذا الوطن عند الاقتراع بالامتناع عن مساندة من ثبت فشله في التسيير والإدارة ليصل الوطن اليوم إلى حالة تقارب الإفلاس في حين يتمتع النافذون في الحزب المذكور باقتسام المنافع بعد أن تعاملوا مع الدولة بمنطق الغنيمة فخصّوا بها أبناءهم وأصهارهم وأبناء جهتهم وهو ما تواتر خبره لدى الخاص والعام ولوحظت آثار الثراء الفاحش المفاجئ عليهم أنّا اتجه نظرك صوبهم.
أما الفئة الثالثة التي أتجه إليها بخطابي هذا فهي الشريحة العريضة التي تتراوح بين اليمين واليسار وتشترك في جملة من الأهداف كالمحافظة على مدنية الدولة والمكاسب الاجتماعية التي تحققت منذ بدايات القرن الماضي والاتجاه نحو المزيد من الارتباط بقيم العصر وهي أهداف استراتيجية أعتقد أنها مربط الفرس في الانتخابات القادمة غير أن اللافت للنظر أن هذه القوى مشتتة وموزعة بين نحل وملل مختلفة الأمر الذي أدى إلى هزيمتها في انتخابات 23 أكتوبر الماضية هزيمة نكراء فحتى لا نعيد نفس الأخطاء من المتحتم:
1) الفرز بين ما هو استراتيجيا أي أهداف عامة تجمعنا وما هو تكتيك قد نختلف حوله ولكن لا نترك هذا الاختلاف يعرقل مسيرة التجميع.
2) تقديم الأهم على المهم ففي حالتنا الأهم هو تحقيق الهزيمة بحزب الحركة وإخراجه من الحكم أما باقي المسائل كصندوق التعويض وغيره فهي مهمة ولكنها دون الأولى رتبة وأهمية.
3) اختيار التوقيت المناسب لإثارة الخصومات فهل يصحّ اليوم والحال على ما هو عليه أن تثار مسألة رئاسة القائمات في وقت لم تتم فيه بعد الترتيبات اللازمة للفوز من إحصاء وجمع واجتماع بالناخبين وانتقاء للأكثر حظوظا في النجاح على المستوى الجهوي أو الوطني وغيره من لوازم الفوز.
4) الفرز بين ما هو ذاتي يتعلق بالطموحات الشخصية وما هو موضوعي يهمّ بقاء الوطن وديمومته فإن سقط هذا الأخير في أيدي تتار العصر ذهبت الطموحات والطامحين هباء كأن ريحا أطفأت سراجا.
5) من نافلة القول إن بلادنا وإن نشأت فيها الأحزاب منذ بدايات القرن الماضي إلا أن هذه الأحزاب بقيت كسيحة ولم تتحوّل إلى مؤسّسات بل بقيت مرتبطة بالزعيم الذي لعب دورا أساسيا في حياتنا السياسية وقد منّ الله على بلادنا أن قيّض لها زعامات استطاعت أن تؤدّي أدوارا حفظها لها التاريخ كالشيخ عبد العزيز الثعالبي وعلي باش حامبه والحبيب بورقيبة وفرحات حشاد والحبيب عاشور وراضية الحداد وغيرهم ممّن نفخر بهم وبِما قدّموه من جليل الأعمال، اليوم والبلاد في مأزق تاريخي يظهر على الساحة أحد بناة دولة الاستقلال ويتقدم لحماية ما شارك في بنائه ردًّا لغائلة تتار العصر وهُمَّجه ويستطيع بما حباه الله من كفاءة وحضور أن يجمع التونسيين حول شخصه ولأنه كذلك نلحظ أنه تعرّض إلى هجمة جاهلية من طرف خصوم النمط المجتمعي الذي ارتضاه التونسيون جميعا ولأنهم تيقنوا أن الرجل لا يساوم وليس مستعدا للتنازل عن خيارات دولة الاستقلال عملوا كلّ ما في وسعهم على تشويهه مستغلين في ذلك الأحقاد الجهوية والجهل بتاريخ البلاد والتعصّب الإيديولوجي والخفة في التناول والتحليل، إلا أن تآمرهم باء إلى فشل محتّم لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل، ومهما يكن من تقييمات لمسيرة سي الباجي السياسية فإنه اليوم يمثل طوق النجاة لحماية مدنيّة الدولة وكل صوت يذهب لغيره إنما يستفيد منه تتار العصر وهمجه فلا تكونوا كأولئك الذين قال فيهم جل من قائل: "وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئَا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِم إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة التوبة الآية 102).


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تهديدات معلنة ومبطنة لمجلة الأحوال الشخصيّة التونسيّة
  أدعو الدولة إلى تأجيل أداء فريضة الحج هذا العام رعاية لله في هذا الوطن
  عن منع كتاب وإغلاق جناح في معرض الكتاب أنس الشابي الرّقيب الأسبق للكتاب في وزارتي الثقافة والداخليّة
  القُرعة
  الخلافة مطمح مشترك بين النهضة وقيس سعيد وحزب التحرير...
  في أوجه التشابه بين الرئيسين زين العابدين بن علي وقيس سعيد
  المسكوت عنه في كتاب "دولة الغنيمة" للطيب اليوسفي
  خرق الدستور
  عن أزمة اليسار في تونس
  عن قيس سعيد والزيتونة
  الغنوشي وعائلته من قصور الحكم إلى أروقة المحاكم: الأسباب والمسبّبات
  شيء من تاريخ مصطفى بن جعفر
  الخاسر الأكبر من 25 جويلية هو صانعها
  في دور احميدة النيفر حليف نوفل سعيّد ماضيا وحاضرا ومستقبلا
  ماذا تبقى من قرارات 25 جويلية 2021؟
  أوّل خرق لدستور 2022
  رسالة إلى عناية السيّد رئيس الجمهورية
  حزب النهضة ومجلة الأحوال الشخصية
  قيس سعيد، محمد الشرفي، احميدة النيفر جدلية سياسية تاريخية لفهم الحاضر
  في عدميّة توظيف عبد الباري عطوان
  حصيلة مسيرة الغنوشي
  عن الفصل الخامس مجدّدا
  مصريّون في تونس وتونسيّون في مصر
  عن الدين في دستور قيس سعيد
  خطاب قيس سعيد الإسلامي في ميزان النقد
  تعدّدت الألسنة والخطاب واحد
  حول كتاب الأستاذ نجيب الشابي: "المسيرة والمسار ما جرى وما أرى" مواقف وآراء تحتاج إلى تصويب
  ماذا وراء تهكم واستهزاء الغنوشي بقيس سعيد؟
  الغنوشي يتهم قيس سعيد بالتشيع
  في وجوه الشبه بين قيس سعيد وراشد الغنوشي

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، ماهر عدنان قنديل، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، إيمى الأشقر، حسن عثمان، خالد الجاف ، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، عواطف منصور، أحمد ملحم، فوزي مسعود ، مجدى داود، د. خالد الطراولي ، د - المنجي الكعبي، د- محمد رحال، رمضان حينوني، فهمي شراب، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، محمد اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، ضحى عبد الرحمن، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، خبَّاب بن مروان الحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، صالح النعامي ، أحمد بوادي، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، أبو سمية، صفاء العربي، د- محمود علي عريقات، أحمد بن عبد المحسن العساف ، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، د. أحمد بشير، عمر غازي، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد العيادي، العادل السمعلي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، كريم فارق، محمد الطرابلسي، محمد الياسين، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، صلاح الحريري، محمد يحي، يزيد بن الحسين، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. مصطفى يوسف اللداوي، منجي باكير، إسراء أبو رمان، مراد قميزة، حاتم الصولي، سلوى المغربي، تونسي، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ، سعود السبعاني، طلال قسومي، د - الضاوي خوالدية، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، الهادي المثلوثي، المولدي الفرجاني، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، رافع القارصي، محمود سلطان، محمد شمام ، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، حسن الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، وائل بنجدو، د - صالح المازقي، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، سليمان أحمد أبو ستة، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، سلام الشماع،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة