البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أعيادنا بهجة وعطاء

كاتب المقال سلوى المغربي - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4111


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نتيجة لمرور الزمن وتدافع الأحداث ولكثرة الأعباء قد يفقد الكثير من الكبار الفرحة بقدوم كل عيد , بل وربما يخشون قدومه , ولا يعيد إلى قلوبهم تلك الفرحة إلا رؤيتها في أعين أطفالهم , فما أجمل هذه الأيام المباركات التي منحها الله لعباده المؤمنين لمن صام وقام إيمانا واحتسابا جائزة من الله عز وجل لعباده على صبرهم وتسليمهم وحسن اتباعهم .

وحق على كل مسلم أن يسعد ويفرح بقدوم العيد , وواجب عليه أن يدخل السعادة على أهل بيته ومن حوله , كما ينبغي عليه أن يحرص على نشر الفرحة بالعيد في المحيطين به بأن يقوم بواجباته تجاه الفقراء والمحتاجين , فأعيادنا دائما ما تكون تعبيرا عن خضوع المسلم لله عز وجل في الطاعة والعمل القلبي والبدني والعطاء المادي .

فعيد الفطر يأتي بعد الصيام والقيام وتلاوة القرآن وتدارسه والاعتكاف , ويأتي عيد الأضحى بعد أداء فريضة الحج لمن يسر الله له حج بيته الحرام , ويأتي بعد اغتنام العشر الأوائل من ذي الحجة في طاعة الله عز وجل والعبادة لمن لم يقدر له الحج , فتكون الفرحة الحقيقية يفرح المسلم بتمام نعم الله عليه وفضله وكرمه فكما يقول سبحانه " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" .

ويخطئ بعض الناس في تعاملهم مع أسرهم في الأعياد حيث يحرم نفسه وأطفاله من الفرحة به والسعادة فيه , فيحمل بعض الآباء والأمهات أطفالهم فوق طاقتهم ويجعلون من العيد أيام هم وغم لوجود مشكلات خاصة بهم أو مشكلات عامة بالمسلمين ويظنون أن هذا هو الخلق الإسلامي في الأعياد ويظنون أنهم يتقربون بفعلهم هذا إلى الله سبحانه .

فالطفل يظل دائما وأبدا طفلا له الحق في أن يقضي طفولته في مرح وسعادة بقدر استطاعة الأبوين مع تذكير متقطع بقضايا المسلمين لكي لا تمل نفوسهم , فكما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التعامل مع الأبناء في هذه المناسبات , فقد رخص صلى الله عليه وسلم في اللهو المباح والمرح وإظهار السعادة في تلك الأيام المباركة لأنه شعيرة من شعائر الإسلام , فرُوي عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحى، وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله! فقال النبي: "دَعْهما يا أبا بكر؛فإن لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم".

ولكن هناك أمورا يجب أن نقف عندها حتى لا تنسينا الفرحة بالعيد واجباتنا وعبادتنا , وعلينا كآباء وأمهات الانتباه إلى أن يرانا أبناؤنا قدوة صالحة لهم , وألا تلهينا فرحتنا الواجبة في العيد التزامنا بآداب وأحكام العيد , فينشأ الأبناء في جو إيماني ويسعدوا بحبهم للعطاء والبذل للفقراء والمحتاجين , ونغرس في نفوسهم حب الغير وترك الأنانية

وهناك مقترحات وأفكار عملية حتى نقرب أبناءنا من تعاليم الدين في تلك المناسبات , ولإشاعة الفرحة بين عموم المسلمين :

- تحديد مبلغ ولو بسيط وتوزيعه على كل فرد من أفراد الأسرة , وأن يقوم كل واحد بالبحث عن فقير أو محتاج ممن حوله وإعطائه ذلك المبلغ .

- المشاركة في توصيل الصدقات لمستحقيها , فيمكنهم الذهاب مع الوالد لمن يعرفهم من المحتاجين وإعطائهم الهدايا والنقود لكي يعتادوا العطاء .

- مراجعة الملابس التي تكتظ بها خزائن حفظ الملابس الخاصة بأطفالنا , فتخرجها الأم بمساعدة أبنائها , ويختاروا بأنفسهم ما تطيب نفوسهم بإخراجه بشرط أن تكون مناسبة أن يرتديها غيرهم بأن لا تكون معيبة في ذاتها , حتى ينالوا أجر المشاركة في الصدقة بما يملكون , وأن تكرر الأم عليهم أثناء ذلك قول الله سبحانه " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " .

وكذلك يمكن اختيار أغراض ليسوا في حاجة لها , أو يستطيعون شراء غيرها حتى لو كانت لا تزال جديدة , وإعطائها لمن يحتاجها بعد تغليفها وتقديمها لهم بطريقة حسنة .

- يمكن أن تصطحب الأم أبناءها إلى السوق , وتشتري لبعض من فقراء الحي أو العائلة ملابس خاصة بهم جديدة تناسب احتياجاتهم حتى تعلمهم أن العطاء ليس فقط بما يُستغنى عنه .

- تعويد الأبناء على التبسم في وجه من يعطونه تلك الصدقات , بل يمكن تعطيرها وكذلك تعطير النقود قبل إعطائهم إياها فهي تقع في يد الله عز وجل قبل أن تقع في أيدي المحتاج عملا بسلوك أم المؤمنين رضي الله عنها.

- إخبار الأبناء أن الأغنياء أكثر حاجة لهذا البذل وهذه الصدقات , وهم أكثر استفادة من الفقراء بها , لأن الأغنياء يرجون بهذا الثواب من الله عز وجل والعفو والعافية والجنة , وأن الجنة أغلى من أي ثمن يدفع لها , ففي الحديث الذي رواه الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله ثوابا دون الجنة " .

- وفي صبيحة يوم العيد تقوم الأم بإعداد وجبة إفطار خفيفة وسريعة قبل الذهاب إلى صلاة العيد , فهي سنة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وتحرص على وجود التمر فيها إتباعا للسنة المطهرة .

- الذهاب جميعا إلى المصلى حتى وإن كان هناك عذر شرعي يمنع الأم أو بناتها من أداء الصلاة , فالأمر لا يقتصر فقط على الصلاة , بل مشاهدة تجمع المسلمين وإحياء لسنة الحبيب , فقالت أم عطية الأنصارية رضي الله عنها :" أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نُخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيّض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين ".

وبمثل هذه الأفكار التي قد لا تنتهي بحسب اجتهادات كل أم وبحسب معرفتها بأبنائها وبطبائعهم , فيكون يوم العيد يوم فرحة تملأ كل القلوب ويوم عطاء بلا حدود , ويتعلم أبناؤنا أن رمضان لم ينته في قلوبنا , بل سيظهر السلوك الرمضاني جليا في طاعتنا لأمر الله ورسوله بعد رمضان في إخراج الصدقات ومنها زكاة الفطر , ليعيشوا معنا المعنى السامي لتلك العبادة ويتعلموا أنها قربة لله عز وجل وتطهير للنفوس وجبر للصيام بإخراجنا إياها فتتأصل عندهم فكرة أن ما نخرجه للفقراء نحن أحوج إليه منهم .

وبمثل هذه التصرفات تشيع السعادة في نفوس المؤمنين أغنياء وفقراء , صغارا وكبارا

تقبل الله طاعتكم كل عام وانتم بخير


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العيد، عيد الإضحى، فرحة العيد، الأسرة في العيد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-10-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، محمد يحي، عبد الرزاق قيراط ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد محمد سليمان، د- محمد رحال، د- جابر قميحة، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، د. عبد الآله المالكي، نادية سعد، د. خالد الطراولي ، إياد محمود حسين ، سليمان أحمد أبو ستة، إسراء أبو رمان، المولدي الفرجاني، محمود سلطان، الهيثم زعفان، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله زيدان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، علي الكاش، خالد الجاف ، حسن عثمان، محمد شمام ، صلاح الحريري، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، سلوى المغربي، ماهر عدنان قنديل، د. عادل محمد عايش الأسطل، فهمي شراب، د - عادل رضا، كريم فارق، صالح النعامي ، عواطف منصور، العادل السمعلي، صلاح المختار، فتحي الزغل، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، سامر أبو رمان ، أحمد بوادي، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، طلال قسومي، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد العيادي، أبو سمية، أحمد النعيمي، د - محمد بنيعيش، رشيد السيد أحمد، تونسي، منجي باكير، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، رضا الدبّابي، فوزي مسعود ، فتحي العابد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سيد السباعي، عبد الله الفقير، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، د - صالح المازقي، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، مجدى داود، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، جاسم الرصيف، سامح لطف الله، د - محمد بن موسى الشريف ، وائل بنجدو، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، صباح الموسوي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم السليتي، الناصر الرقيق، حاتم الصولي، أحمد ملحم، محمد الياسين، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، عراق المطيري، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، مصطفى منيغ، رافد العزاوي، يحيي البوليني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة