البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

غزال فرنسا وضواري تمبكتو

كاتب المقال عبد الغني مزوز - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5463


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ظاهريا يبدو التحالف الكوني الذي حشدته فرنسا لمحاربة القوى الإسلامية في شمال مالي تحالفا ذو بال , فإلى جانب الدول الأوربية التي تعلن تباعا دعمها لفرنسا هناك الحضور البديهي للولايات المتحدة الأمريكية, إضافة إلى الدعم العربي المتمثل أساسا في الأجواء المفتوحة لطائرات "رافال" و"غزال " الفرنسيتين ,والدعم المالي العربي المتمثل في الوعود بتسديد فاتورة مصاريف الحرب الباهظة.دون أن ننسى مجموعة من الدول الإفريقية "الميكروسكوبية" التي لم يكن يسمع بها في السابق إلا في موجات الجفاف والمجاعات والكوارث الإنسانية أو الصراعات العرقية والانقلابات العسكرية.

في الجانب الآخر يبدو أن الفسيفساء الجهادية في شمال مالي على أتم الاستعداد لوضع حجر الأساس لحرب شاملة يحرصون فيها على وصول شظاياها إلى كل "البيوت الزجاجية" المحيطة بمالي والمساندة للاجتياح الفرنسي على حد تعبير عبد الودود أبو مصعب زعيم تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي.
وصفق الجهاديون...فرنسا تورطت

المتتبع للأدبيات الإستراتيجية لتنظيم القاعدة وخطط زعيمها الراحل سيكتشف أن القاعدة بنت حركتها وركزت في صراعاتها على إستراتيجية أساسية ومحورية هي إستراتيجية "الاستدراج", بمعنى استفزاز الخصم وإرغامه على النزول إلى مجال تختاره هي, ومن تم تقوم بقتاله وإنهاكه واستنزافه في حرب طويلة تنتهي بتدمير مقوماته الوجودية "الاقتصاد,القوة العسكرية,الشرعية السياسية", حدث ذلك مع الإمبراطورية السوفياتية فاندثرت ويحدث ألان مع أمريكا وهي بصدد الاندثار فعليا...وهاهي فرنسا تتورط هي الأخرى في مصيدة الاستدراج.

الثابت في صراعات القاعدة أنها بلا شك تخسر معارك البداية لكن الثابت كذلك أن نهاية الحروب دائما تكون في صالحها.

في أفغانستان خسرت القاعدة كل المعارك في بداية الحرب عام 2001 , وخسرت قواعدها وبناها التحتية وكوادرها وحوصرت القيادة في تورابورا ,وبدا واقعيا أن القاعدة تلفض أنفاسها الأخيرة خصوصا وأوامر الملا عمر تقضي بخروج كل العرب من أفغانستان.. لكن ماذا حدث بعد ذلك بسنوات قليلة القاعدة تعافت وأعادت إنتاج نفسها بقيادات جديدة وعقول ودماء جديدة واستطاعت هي وحليفتها طالبان أن تسيطر على أكثر من 70 بالمائة من أفغانستان وسيطرت فروعها الوليدة على كثير من الأقطار في طول الكرة الأرضية وعرضها وبتنا على مشارف إمبراطورية قاعدية لا تغيب عنها الشمس.

في شمال مالي يعاد إنتاج نفس الحقبة من جديد..ستدخل القوات الفرنسية والإفريقية إلى كل مواقع وقواعد الجماعات الإسلامية وستكون الكلمة المسموعة لطائرات رافال الفرنسية و بدون طيار الأمريكية وسيخسر الجهاديون عتادا ورجالا وكل المعاقل...لكن..

الضواري ستبدأ بالخروج
يحتفظ شمال مالي بمخزون جهادي هائل وشبكة من الجماعات المسلحة ظاهرها الاختلاف والتشظي, لكن في جوهرها التكامل والانسجام وما يجمعها أكثر مما يفرقها, سمتها الأساسية الغلظة والشدة والشجاعة, التي صقلتها الطبيعة البدوية الصحراوية لمنطقة الساحل,هذا الكوكتيل الجهادي الذي احترف القتال والحرب لسنوات طويلة ستبدو له مهمة دحر الفرنسيين والأفارقة مجرد نزهة , وسينخرطون في مهمتهم الجديدة بكل متعة وتشويق كما لو أنها لعبة فيدو مسلية.

ستجد القوات الفرنسية كل الطرق سالكة وآمنة للتوغل أكثر نحو الشمال -وهذا ما يحدث فعلا- وسيكون للفرنسيين الوقت الكافي لفتح زجاجات الشمبانيا زهوا بمهمتهم الناجحة والسهلة..لكن ما إن تبدأ الضواري بالخروج من جحورها أنداك ستعطى الانطلاقة الرسمية لموسم جهادي جديد, سيكون زخمه أكبر من كل المواسم السابقة نظرا للظروف المتغيرة في المنطقة العربية والإسلامية, وتداعياته قد تمتد إلى عمق دول الربيع العربي خصوصا تونس وليبيا, وقد تتحول حدود هذه الدول إلى حدائق خلفية وخطوط إمداد للجهاديين في الساحل.

فرنسا ارتكبت خطأ قاتلا بمغامرتها غير المحسوبة العواقب في مالي, وعليها أن تعيد كل حساباتها من جديد, فان كانت قبل قرن مضى استطاعت أن تحتل عشرات الدول وتمكث فيها لعقود-أكثر من قرن في الجزائر-فعليها الآن أن تعيد تقييم ذاتها وقوتها بالتوازي مع تقييم قدرات وإمكانيات الخصم الجديد.عليها أن تترك كل ما كتبه "روبير مونطاني" و"ادموند دوتي" و "ألفريد دوشاتوليي" وكل السوسيولوجيين الكولونياليين الذين أعطوا الضوء الأخضر لفرنسا بالتوسع بناء على الدراسات التي قاموا بها حول الدول المستهدفة باكتشافهم قابليتها للاستعمار في القرن الماضي وما قبل الماضي.

فرنسا...مع الأسف عدت من جديد ..ستجدين كل شيء تغير..إنها الصحوة..لن تصمدي أمامها ..لكن حاولي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مالي، الجماعات الإسلامية، الجماعات الجهادية، الحرب بمالي، التدخل الفرنسي بمالي، التدخل الغربي بمالي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-02-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تقنيو القاعدة يكشفون تطفل CIA
  الظاهرة الجهادية ومعضلة الإعلام المؤدلج والمأجور
  غزال فرنسا وضواري تمبكتو
  إرهاب أمريكا يطال "جبهة النصرة"
  بين إنجيلينا جولي ورمضان البوطي
  كفى من شيطنة التيار السلفي
  الخطاب الجهادي المغشوش
  هل هي مقدمة ثورة ضد التبعية؟
  عام دون بن لادن..هل تتهاوى "القاعدة" ؟
  المد الإعلامي وانحسار الديكتاتوريات
  الجهاديون في سوريا: المسار والمصير
  هل فعلا انتكس الإسلاميون في ليبيا ولماذا ؟
  هل ينتهي الربيع العربي بالمصالحة مع المشروع الجهادي ؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مراد قميزة، فهمي شراب، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، عراق المطيري، نادية سعد، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافع القارصي، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد النعيمي، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، عمر غازي، أبو سمية، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، د- جابر قميحة، د. أحمد بشير، أحمد بوادي، العادل السمعلي، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد أحمد عزوز، حسن عثمان، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، عبد الله الفقير، كريم السليتي، سامح لطف الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، محمد الياسين، مجدى داود، منجي باكير، حسن الطرابلسي، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، إياد محمود حسين ، تونسي، علي عبد العال، يحيي البوليني، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، كريم فارق، عمار غيلوفي، محرر "بوابتي"، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، إسراء أبو رمان، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، أنس الشابي، أحمد الحباسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهادي المثلوثي، د - شاكر الحوكي ، سلوى المغربي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، علي الكاش، محمد اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، محمد يحي، عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، رشيد السيد أحمد، محمود سلطان، د - المنجي الكعبي، فتحي الزغل، ياسين أحمد، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، فوزي مسعود ، صفاء العراقي، عواطف منصور، صفاء العربي، عبد الله زيدان، محمد شمام ، مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، سعود السبعاني، محمد العيادي، مصطفي زهران، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بن موسى الشريف ، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، د - عادل رضا،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة