البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العصيان المدني بين الحق و الباطل (بين العصاة و الدعاة)

كاتب المقال د- هاني ابوالفتوح - الكويت / مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4930


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الفكرة أية فكرة هي دعوة تخرج من فكر لشخص ما، تنادي بها مجموعة ما فتتحرك مثل كرة اللهب فلا هي تعرف أين تتجه و ماذا ستحصد ولكنها فكرة، هكذا خرجت فكرة العصيان المدني ولكن لا نعرف هل خرجت للنور أم للظلام ؟ هل هي فكرة حق أم دعوة باطل ؟ هل فكرة خير أم فكرة شر ؟ !

من يرفعون لواءها وينادون بها ويتمنون نجاحها رغباتهم تنحصر في استجابة أكبر عدد من الشعب بمختلف طوائفه لهم لإثبات صحة مواقفهم والضغط على إدارة البلاد الحالية لترفع الراية البيضاء لهم طواعية أو كرها من منظور أن هذا الفكر يؤتي ثماره ومجرب عالميا للوصول إلى الهدف المنشود،

من ينددون بها يرون فيها فكرة شيطانية تضر و لا تفيد، تهدم لا تبني، يرون في أصحابها والداعين لها أصحاب أجندات معينة و أهداف محددة مرسومة بعناية ويجمعها قاسم مشترك إسمه إسقاط مصر لا إسقاط النظام،

الفكرة إذا بين ميزان الحق أو الباطل، لو عرضنا الفكرة ذاتها على مصر الوطن لتدلي أيضا بدلوها لعل لصوتها صدى في نفوس الجميع، مصر تدعي أنها لا زالت حية ترزق وتدعي أيضا أنها لم تورث نفسها لفئة ما كما تدعي أنها تريد أن تعيش و تستمر، البعض منا تصور أنها ماتت إلى رحمة الله و أنه الوصي على عرشها والبعض الآخر يقول لا زالت تنبض وفيها بعض الروح لكنها يجب أن تستند عليه وحده فهو إبنها البار إن لم يكن الشرعي الوحيد، وبما أن مصر حرة شريفة عفيفة فهي لم تنجب لقطاء ولكنها أنجبت فرقاء أو الإخوة الأعداء،

ذهبت إلى مصر في غرفة الإنعاش أسألها عن رأيها في فكرة العصيان المدني، وجدتها مكبلة بكل أجهزة التنفس الصناعي، عيناها محدقة ويداها مرفوعتان إلى السماء وصوتها يئن . يارب يارب . يارب إرحمني من هؤلاء و هؤلاء ’ إرحمني من الفرقاء، إلطف بي، أوهب لي الحياة من رحم الموت، أعدني الى الدنيا مرة أخرى كي أنجب غيرهم و أنجب بشرا لهم قلوب تشعر وعقول تعي ونفوس سوية، أنجب من يفهمون أن الحياة تسع الجميع وأني أم للجميع وأن الإختلاف أحيانا رحمة لكنه لا يجب أن يكون إختلاف الى ما لانهاية، إختلاف حتى الموت . حتى الحرق . حتى القتل، قبل أن أبادرها بالسؤال عن رأيها في فكرة العصيان المدني وجدتها تسأل الخالق يارب . من أين لي بطعامهم ما تركوا لي وقتا للعمل حاصروني بالجُمَعْ والمليونيات والإضرابات، من أين لي بإستيراد غذائهم ولم يتبقى غير رصيد إحتياطي يكفي أقل من ثلاثة أشهر بعدها يأكلون بعضهم بعضا، ما عاد هناك أمن بينهم كي يأتي لهم مستثمر يفتح معهم باب أمل و عمل، حرقوا الأخضر واليابس بدعوى البحث عن الحرية والبحث عن الشرعية وإدعاء الوطنية، القدر يمهل الناس جميعا فرصا للتوبة والنهوض من الكبوة والعودة الى الله فمتى أخطأوا تابوا مرات ومرات، لكنهم معي يدعون أن الوقت انتهى وأن الأيام لن تستمر وأن الغد يحمل الموت و أنهم لا وقت لديهم فإما أن أموت أو أن أموت، يارب ماذا هم صانعون غدا هل هو يوم العصيان أم يوم العصاة،

يارب لقد إستفتيت العلماء جميعا فما وجدت واحدا يقول أنه حق، يارب ارحمني من هؤلاء من تحجرت قلوبهم وفسدت نفوسهم وتركوني على فراش المرض عليلة كليلة وذهبوا ليجتمعوا على موتي . على قتلي، يارب ما عاد لي ملجأ سواك و لا عاد إلا بابك فإهد من تبقى منهم بعقله إلى الخير فيأتي لي بترياق رحمة ليمد شرياني بنقطة دماء أو يبل عروقي بنقطة ماء، من فيهم لا زال بقلبه بعض الوفاء ؟ من فيهم يعرف الرحمة ؟ أم أن القلوب ماتت والضمائر انعدمت والمآقي تحجرت والمشاعر تبلدت،

إن كانوا جميعا قد ماتوا فاللهم لا تجعل في قلبي نبضا بعد اليوم و إن كان في البعض منهم أملا فأجعلني أحيا لمن يحيا منهم، اللهم على من ظلمني وعلى من عصاني وعلى من دعا لعصياني وعلى من أعان عليه بحرف أوكلمة أو دعوة أو نشر، اللهم انتقم من العصاة واستجب لدعوة الدعاة وارحم من رحمني و اقصم من قصمني . يارب ما عاد لي أحد سواك، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله و نعم الوكيل،
أخذت نفسي من الغرفة بعيدا عنها ونبضات قلبها تكاد أن تتوقف ودموعي تذرف وقلبي يرتجف حزناً وألماًًً عليها ولم أستطع أن أحدثها بكلمة أو أن أهمس في أذنها أنه لا زال هناك بررة من أبنائها، لن يرضوا لها إلا أن تعيش وأن تحيا، تركتها مع مولاها وأخذت أردد معها حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات، الإسلاميون، السلفية، السلفيون، الصدامات، الفتنة، المجلس العسكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ادخلوا مصر آمنين
  مباراة على جثث المشجعين
  في عيد الثورة أرواح للبيع
  2014 لحظة قبل الرحيل
  فواتير كرسي الرئاسة
  رحلة الى البياده !!!
  للصبر حدود !!!
  الإخوان بين الزحف والزيف !!!
  عائد من ميدان النهضة
  جولة داخل دولة رابعة العدوية !
  خير أجناد الأرض و ذكرى العبور
  جهاد وهجرة لله أم للجماعة ؟!
  نُصْرَةْ مصر !
  30 يونيه بداية و نهاية !
  سنة أولى نهضة !
  تحرير الوطن !
  بركة يا جامع
  ولا تنازعوا فتفشلوا
  أستك الإخوان ورباط الرئيس !
  حوار الطرشان
  نداء الى الرئيس
  خطايا الثورة
  نحاكم من ؟
  وطن النخبة أم وطن الجماعة ؟ !
  وليحفظ الله مصر !
  نتيجة الإستفتاء و كلمة القاهرة
  الدستور قادم والقادم أصعب
  دستور الإخوان و جنة رضوان
  اللهم إنتقم منهم أجمعين !
  أليس فينا رجل رشيد ؟

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمر غازي، محمود طرشوبي، صلاح المختار، نادية سعد، عزيز العرباوي، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، رحاب اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، د - المنجي الكعبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، فتحي الزغل، عواطف منصور، رافع القارصي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن الطرابلسي، منجي باكير، أنس الشابي، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، د. أحمد محمد سليمان، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، سلام الشماع، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، عراق المطيري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، علي عبد العال، د - مصطفى فهمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حاتم الصولي، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، مراد قميزة، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، أبو سمية، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فهمي شراب، د - محمد بنيعيش، محمود فاروق سيد شعبان، إيمى الأشقر، عمار غيلوفي، كريم فارق، ياسين أحمد، صباح الموسوي ، صفاء العربي، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، علي الكاش، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد بشير، أحمد الحباسي، مصطفى منيغ، محمد العيادي، مجدى داود، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، رضا الدبّابي، عبد الرزاق قيراط ، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، سعود السبعاني، ماهر عدنان قنديل، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، محمد يحي، كريم السليتي، رمضان حينوني، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، محمد الطرابلسي، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، فتحي العابد، سلوى المغربي، عبد الغني مزوز، سليمان أحمد أبو ستة، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، الهيثم زعفان، تونسي، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، مصطفي زهران، جاسم الرصيف، محمد الياسين، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د. مصطفى رجب،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة