أحمد محمد سليمان - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6284 Mr.solyman@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نشكرك يا عز شكرا من (حديد) فأنت البطل الحقيقي لهذه الثورة (المباركة) أنت من أشعلها، أنت من أشعل فتيلها، أنت من نادى بها، أنت من مارس (الجهل السياسي) حتى جعلت جموع الشعب تتقد نارا، جعلتها تحتقن، جعلت الفقير يحتقن باحتكارك لأهم سلعة، جعلت عمال مصر لا يجدون ما يسد رمقهم، فعندما رفعت سعر الحديد ارتفع تبعا له سعر مواد البناء، فلم يجد الناس القدرة على بناء أراضيهم وتعمير بيوتهم، فجلس كل عامل في مجال البناء والتشييد في بيته، والعجلة تدور فلم يجد أغلبهم أموالا ليشتروا بها من البقال والفلاح والصانع والتاجر ولم يشتروا لأبنائهم ولا لأنفسهم ما يغطون به جسدهم، فكسدت التجارة وبارت السلع في أنحاء مصر، ثم مارست سياسة التزوير والقمع والبلطجة، فمنعت الأحزاب والإخوان من النجاح في انتخابات مجلس الشعب (المحلول) فاضطروا إلى الانسحاب محتقنين من داخلهم، غلى مرجلهم واضطرمت نفوسهم غيظا وحقدا عليك وعلى من يساندك، فقد كان المجلس هو المتنفس الوهمي لهم، المجال الوحيد الذي يستطيعون فيه الكلام –الكلام وحسب- فلم ترضَ لهم حتى بالكلام ومنعتهم منه، وكان الناس يستمعون إليهم فيهدئ من روعهم وغضبهم قليلا.
نشكرك يا سيدي بجهلك السياسي أنت ومن ناصرك حتى استفحل أمرك، فأنت من الأسباب الرئيسية التي أطاحت بمبارك.
فمن الواجب علينا أن نشيِّد لك تمثالا ونضعه في ميدان التحرير، تمثالا من (ثلج) حتى نضعه ليلا وبمجرد أن تطلع علينا شمس الحرية شمس اليوم التالي شمس يوم جديد تذوب وتنتهي، وتذهب أنت وتمثالك مع من ذهبوا.
(عزفت على إيقاعات) قلوب المصريين، وراهنت من وراءك على أنهم لم ولن يقوموا، ولكن لم يكن اللحن كما أردتم، فعزف المصريون أجمل وأقوى لحن سمعه العالم بل وسمعته الإنسانية، عزفوا (لحن الحرية) وأهدوك أنت وأمثالك (لحن السجن والمهانة) شربت من نفس الكأس الذي سقيته لهم أقداحا أقداحا، ولكن مشيئة الرحمن فوق مشيئتك، فقد لاح الفجر وانقشع الظلام، لاح نور الحرية قد لاح.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: