البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

كفى من شيطنة التيار السلفي

كاتب المقال عبد الغني مزوز - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7201


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ضجت بعض وسائل الإعلام هذه الأيام بتناول أحداث مرتبطة بالتيار السلفي في تونس، وبما أن التاريخ والتجارب السابقة علمتني أن اشك بل أن انفي معظم ما ينسبه الإعلام إلى الإسلاميين ومنم السلفيين فإنني أجد نفسي استنادا إلى هذه المنهجية ملزم بالتشكيك في كل ما يروجه الإعلام عن التيار السلفي في تونس.

في الحقيقة معظم الضجة التي أثيرت حول موضوع السلفيين في تونس خصوصا بعد أحداث السفارة هي ضجة مفتعلة، ليس لها أساس من الواقع إلا التحامل والتعسف بحق تيار ناشئ له كل الحق في الوجود وممارسة حقوقه في إطار القانون ومنها الحق في ممارسة العمل السياسي والدعوي والخيري والاجتماعي، بعيدا عن الاستفزازات التي يقوم بها البعض من أجل استدراج هذا التيار وتوريطه في أحداث وأفعال تؤدي إلى تأليب الرأي العام عليه ،وجره إلى مواجهات مع السلطة تنتهي بإعادة إنتاج الدولة البوليسية-التي مازالت فلولها ناشطة-والتي كانت لها حساسية مفرطة ورهيبة ضد كل ما له علاقة بالدين كما تبين الوثائق المرفقة مع هذا المقال.

نعم هناك أخطاء ارتكبها ويرتكبها التيار السلفي في تونس وهي ناشئة عن فتوته وجنوحه إلى الحماسة الزائدة ،بعيدا عن السياسة الشرعية وتفعيل فقه الأولويات وتغليب مصلحة الدعوة،فالأحرى بالسلفيين أن يستغلوا جو الحرية الموجود في تونس ويدعو إلى مبادئهم بالحسنى بعيدا عن العنف حتى اللفظي منه ويضعوا أيديهم في يد النهضة الموجودة في السلطة ويكونوا عاملا لنجاحها لا سببا في سقوطها لتفويت الفرصة على العلمانيين الذين يكيدون كل يوم لحكومة النهضة.

نعم التيار السلفي في تونس لم ينضج بعد ولم يراكم من التجارب ما يجعله مثل نضيره المصري، الذي تجاوز الكثير من الأفكار والمفاهيم التي مازال يعتمد عليها التيار السلفي في تونس وتشكل محور عمله وتفكيره،لكن رغم كل هذا فالضجة التي أثيرت حول هذا التيار وتورطه المزعوم في بعض الأحداث هي ضجة نفخ فيها كثيرا، وناتجة عن الرفض المسبق لهذا التيار والخوف المرضي منه"فوبيا"، وطبعا الذين يسوقون إعلاميا وسياسيا لخطاب الكراهية والتوجس من السلفيين والإسلاميين عموما هم من الذين لم يستسيغوا بعد أن الشعوب اختارت بمحض إرادتها المشروع الإسلامي ويحاولون ألان بكل سخافة أن يبينوا للشعب كم كان مخطئا عندما اختار الإسلاميين، لأن معظم المنابر والمؤسسات الإعلامية والشخصيات التي أعلنت الحرب الإعلامية المقدسة ضد السلفيين هم من أصحاب الآراء المعروفة بعدائها لكل ما يمت الى المشروع الإسلامي بصلة.

وهنا أسجل استغرابي لطريقة تناول جريدة القدس العربي لحادث إصابة رجل أمن في مواجهات مع السلفيين وألف سطر تحت كلمة السلفيين، لأنه حتى الشاب الذي يعفي لحيته تيمنا بمهند التركي قد يجد نفسه ضمن زمرة السلفيين التكفيريين حسب تصنيفات الإعلام المؤدلج، التي تصنف كل ملتح في عداد السلفيين، فقد تحدثت الجريدة عن الحادثة وعنونت لها في خبر قصير بإصابة رجل أمن تونسي بساطور في مواجهة مع السلفيين، وفي العدد الموالي أوردت تقريرا مطولا عن الحادثة تحدثت فيه عن السواطير وليس ساطور واحد، وكان التقرير مشحونا بعبارات واستنتاجات تعسفية ضد التيار، ولم يتوفر في التقرير أدنى شروط الموضوعية التي تقتضي الاستماع وإيراد أراء كل المعنيين، وفي العدد الموالي خصصت الجريدة صدر صفحتها الأولى لنفس الخبر وهو ما لا يتماشى وحجم الخبر وقيمته بالقياس إلى ما تشهده الساحة العربية والعالمية من أحداث كبرى.

نعم التيار السلفي عليه أن يحيد عن خيار العنف حتى وان كان لفظيا، ويقدر قيمة الحرية التي تعيشها تونس وأن ينأى بنفسه عن أي استدراج ويترفع عن توريط نفسه في بعض الأحداث الجانبية والأفعال غير المجدية.ويحذر كل الحذر من تكرار الأخطاء التي ارتكبها نظراؤه في عديد من البلدان العربية.

وإذا تحدثنا عن "التطرف" السلفي أو الإسلامي فمن باب أولى ومن باب الموضوعية أن نتحدث عن التطرف العلماني اللائكي،بل نحن نعتقد يقينا أنه إن كان هناك تطرف إسلامي فسيكون مجرد ردة فعل عن التطرف العلماني الاستأصالي الذي يسعى إلى إنهاء كل مظاهر الإسلام والتدين في المجتمع التونسي، ولذلك فأي مقاربة تسعي إلى معالجة موضوع التطرف يجب أن تتعامل معه بحديه الديني والعلماني،دون أن ننسى أن الإسلاميين على امتداد عقود كانوا ضحية التطرف العلماني الذي أرسى قواعده المقبور بورقيبة وسار على منواله الهارب بن علي، وبالتالي فالحماسة السلفية ناتجة عن الكبت الذي مارسته منظومة الدولة البوليسية العلمانية بحقها لعقود،وإذا نظرنا إلى المسألة بمنظار سيكولوجي علمي سنجد أن سلوك التيار السلفي سلوك ناتج عن سنوات القهر والظلم الذي عاناه التيار الإسلامي عموما وتجرع مرارته لسنوات طويلة وبعد تحرره مازالت تراكماته في لا شعوره تؤثر في حركته وخياراته وتحدد سلوكياته.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، السلفيون، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-11-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تقنيو القاعدة يكشفون تطفل CIA
  الظاهرة الجهادية ومعضلة الإعلام المؤدلج والمأجور
  غزال فرنسا وضواري تمبكتو
  إرهاب أمريكا يطال "جبهة النصرة"
  بين إنجيلينا جولي ورمضان البوطي
  كفى من شيطنة التيار السلفي
  الخطاب الجهادي المغشوش
  هل هي مقدمة ثورة ضد التبعية؟
  عام دون بن لادن..هل تتهاوى "القاعدة" ؟
  المد الإعلامي وانحسار الديكتاتوريات
  الجهاديون في سوريا: المسار والمصير
  هل فعلا انتكس الإسلاميون في ليبيا ولماذا ؟
  هل ينتهي الربيع العربي بالمصالحة مع المشروع الجهادي ؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلوى المغربي، عبد الله زيدان، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، محرر "بوابتي"، ماهر عدنان قنديل، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، وائل بنجدو، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، حاتم الصولي، أبو سمية، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، صفاء العربي، فتحي الزغل، يحيي البوليني، د- محمد رحال، سليمان أحمد أبو ستة، عزيز العرباوي، محمد الياسين، فوزي مسعود ، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، جاسم الرصيف، إسراء أبو رمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، عراق المطيري، الهيثم زعفان، مصطفي زهران، حميدة الطيلوش، أحمد الحباسي، فهمي شراب، صالح النعامي ، ضحى عبد الرحمن، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بن موسى الشريف ، د. خالد الطراولي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- جابر قميحة، رافد العزاوي، سعود السبعاني، أنس الشابي، أحمد ملحم، طلال قسومي، عواطف منصور، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، عمر غازي، محمد العيادي، علي الكاش، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، مصطفى منيغ، حسن عثمان، سلام الشماع، تونسي، عمار غيلوفي، منجي باكير، علي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، نادية سعد، الهادي المثلوثي، فتحي العابد، رافع القارصي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، صلاح الحريري، العادل السمعلي، كريم السليتي، مراد قميزة، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، محمد يحي، محمود سلطان، صلاح المختار، أحمد النعيمي، محمد شمام ، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، د. أحمد محمد سليمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم فارق، د- هاني ابوالفتوح، يزيد بن الحسين،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء