البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل فعلا انتكس الإسلاميون في ليبيا ولماذا ؟

كاتب المقال عبد الغني مزوز - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4590


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فاجأت الانتخابات الليبية الجميع عندما أسفرت عن فوز التحالف الليبرالي الذي يقوده محمود جبريل على منافسيه الإسلاميين ذوي التوجهات والمشارب المختلفة,الجميع عبر عن دهشته لما أفضت إليه الانتخابات سيما وأن الإسلاميين هم من تحملوا العبء الأكبر في مهمة الإطاحة بالنظام السابق, ودفعوا ثمن مواجهته غاليا حتى قبل اندلاع ثورة 17 فبراير بعقدين من الزمان.

المشهد الليبي معقد جدا والانتخابات وحدها لن تتحدد بها الهوية السياسية لليبيا الجديدة ,لأنه وبالموازاة مع سلطة الصندوق هناك سلطة أخرى أكبر نفوذا وهي سلطة السلاح والكتائب المنتشرة على طول ليبيا وعرضها,لذلك فليس من المستبعد أن تتحول ليبيا الجديدة إلى لبنان أخرى حيث الخريطة السياسية تتحدد بالقوة وبالسلاح.

إلا أنه يعنينا أن نعرف لماذا خسر الإسلاميون في الانتخابات والإجابة على هذا السؤال ليس بالمهمة العسيرة. فقد خسروا :

أولا: لأن التوجه السياسي للناخب الليبي يتحدد من خلال انتمائه القبلي والمناطقي وليس من خلال اقتناعه بالبرامج الانتخابية للأحزاب فالعامل القبلي عامل حاسم في عملية التصويت لذلك فاز التحالف الليبرالي الذي يقوده محمود جبريل المنحدر من أكبر القبائل الليبية "الورفلة".

ثانيا:التدخل الغربي الليبرالي إلى جانب الثورة الليبية كمنقذ لها بعدما أوشكت كتائب القدافي على مباغتتها والقضاء عليها في معقلها بنغازي, هذا التدخل لعبا دورا كبيرا في صياغة الوعي السياسي للناخب الليبي, لأن هذا الأخير يحس كما لو أنه مدين لليبرالية الغرب المنقذة ولذلك يمكن أن نعتبر رفع الأعلام الأمريكية وتقبيلها أمام الكاميرات والاحتفاء بها,مؤشرات مسبقة عن النفس الليبرالي الذي قد يسود ويحدد الهوية السياسية لشرائح عريضة من الناخبين الليبيين خصوصا الشباب,

ثالثا: إن الشعب الليبي شعب متدين ومحافظ إلى درجة كبيرة ويحتل الإسلام مكانة كبيرة في وجدان وسلوك الليبيين ,و أثناء عملية التصويت لم يدر بخلدهم أن تصويتهم قد ينعكس على إسلامية الدولة والمجتمع, لأن إسلامية الدولة قضية مفروغ منها وغير قابلة للنقاش ولا يتصورون أن يأتي أحد بانتخابات أو بغيرها ليحدث أمرا لا يقبله الإسلام ,لأن هذا الأخير جزء لا يتجزأ من ماهية الدولة والمجتمع الليبيين،ومصطفى عبد الجليل عبر عن ذلك في خطاب التحرير عندما أعلن أن دستور ليبيا سيكون إسلاميا وستطبق الشريعة الإسلامية كاملة بما في ذلك تحريم البنوك الربوية وإنهاء حضر تعدد الزوجات,كما أن محمود جبريل نفسه يرفض أن يوصف بالليبرالي ويفضل أن يوصف بالإسلامي المعتدل.

رابعا:لقد فاز محمود جبريل لأنه كان يمثل الواجهة السياسية للثورة,ويرجع إليه فضل إقناع واستدعاء الناتو للتدخل،وكان الإعلام مسلطا عليه طوال أشهر الثورة بما يمكن اعتباره حملة انتخابية سابقة لأوانها.

خامسا:خسر الإسلاميون الانتخابات ربما لأنهم لم ينزلوا إليها بكامل تقلهم ربما لأسباب شرعية, فقطاع مهم من الإسلاميين يرفضون الانتخابات و الديمقراطية بشكل عام خصوصا وهم يحسون بالقوة والثقة والاقتدار الذاتي , وهو الشعور الذي ينتاب من يعتقد أنه في موقع القوة ,فمشاريع بعض الإسلاميين\"تطبيق الشريعة\" غير قابلة للاستفتاء عليها حسبهم ولا يحق لأحد أن يعترض عليها إلا من موقعه كمنافق يرفض شريعة الله,ولذلك قد يستعيض بعض الإسلاميين بسلطة السلاح في تنفيذ مشاريعه بديلا عن سلطة الديمقراطية والانتخاب.

أنا أجزم أن الانتخابات الليبية لن تكون سوى حدث ثانوي و هامشي على متن المشهد السياسي الليبي,فهل يعقل أن يقبل الإسلاميون بدولة علمانية أو حتى نصف علمانية وهم يملكون قوة ضاربة جبارة لا يستهان بها, وقناعات لا تتزحزح بفرضية إقامة دولة إسلامية وهي الفريضة التي سعوا إلى تطبيقها وأدائها وهم مستضعفون لا يملكون من أسباب القوة أي شيء وأعدادهم لا تتجاوز العشرات أو المئات في أحسن تقدير, ولم تنجح الفظاعات التي ارتكبت بحقهم في سجن بوسليم من ثنيهم عن مشاريعهم وقناعاتهم, وأعتقد أنهم ولو لم يفز أي إسلامي في الانتخابات فسيظل رأيهم قائم وأمرهم نافد.ولعل الاستعراضات العسكرية التي يقوم بها أنصار الشريعة في ليبيا لدليل كبير على أن مبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة أمر غير قابل للنقاش على الإطلاق.كما أن فوز الليبراليين في هذه المرحلة هو بمثابة انتحار سياسي لهم لأن الذي يلقي بنفسه في موقع المسؤولية في ليبيا الراهنة كمن يحكم على نفسه ومشاريعه بالإعدام المعنوي،لأن التحديات كبيرة والإشكالات عميقة وكل الإخفاقات ستحسب عليه وسيخصم نتيجتها من رصيده السياسي والشعبي الشيء الكثير.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ليبيا، الثورة الليبية، الإنتخابات بليبيا، الإسلاميون بليبيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-07-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تقنيو القاعدة يكشفون تطفل CIA
  الظاهرة الجهادية ومعضلة الإعلام المؤدلج والمأجور
  غزال فرنسا وضواري تمبكتو
  إرهاب أمريكا يطال "جبهة النصرة"
  بين إنجيلينا جولي ورمضان البوطي
  كفى من شيطنة التيار السلفي
  الخطاب الجهادي المغشوش
  هل هي مقدمة ثورة ضد التبعية؟
  عام دون بن لادن..هل تتهاوى "القاعدة" ؟
  المد الإعلامي وانحسار الديكتاتوريات
  الجهاديون في سوريا: المسار والمصير
  هل فعلا انتكس الإسلاميون في ليبيا ولماذا ؟
  هل ينتهي الربيع العربي بالمصالحة مع المشروع الجهادي ؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفي زهران، إيمى الأشقر، رضا الدبّابي، د - محمد بن موسى الشريف ، مراد قميزة، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، د - صالح المازقي، د - محمد بنيعيش، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، د- محمد رحال، حسن عثمان، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، محرر "بوابتي"، د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، محمد الياسين، صباح الموسوي ، محمد شمام ، جاسم الرصيف، أ.د. مصطفى رجب، د. أحمد بشير، د. طارق عبد الحليم، يزيد بن الحسين، محمود طرشوبي، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، تونسي، يحيي البوليني، مجدى داود، سعود السبعاني، ماهر عدنان قنديل، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عزيز العرباوي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله زيدان، رافد العزاوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إسراء أبو رمان، خالد الجاف ، عمار غيلوفي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، سفيان عبد الكافي، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، فتحـي قاره بيبـان، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي الزغل، حسن الطرابلسي، أحمد الحباسي، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، رمضان حينوني، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي الفرجاني، عمر غازي، رافع القارصي، عراق المطيري، سيد السباعي، د - عادل رضا، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، عبد الرزاق قيراط ، صلاح المختار، صفاء العراقي، سلام الشماع، الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، كريم السليتي، محمد أحمد عزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي العابد، وائل بنجدو، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، عواطف منصور، كريم فارق، علي الكاش، د- جابر قميحة، الناصر الرقيق، صلاح الحريري، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ضحى عبد الرحمن، رشيد السيد أحمد، أبو سمية، نادية سعد، ياسين أحمد، سامر أبو رمان ، إياد محمود حسين ، فهمي شراب، أحمد ملحم، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، طلال قسومي، صالح النعامي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة