1- قالوا بانهم استدعوا كل الاحزاب المرخّص لها ولا يمكن لهم بالتالي استثناء حركة نداء تونس والحقيقة انهم استدعوا 48 حزبا فقط من جملة 120 حزبا.
2- قالوا بانهم لا يمكن لهم إقصاء اية حساسية سياسية والحال انهم أقصوا تماما الحساسية الاسلامية اذ واضافة الى حركة النهضة الغائبة فان 12 حزبا اسلاميا لم توجه لهم دعوة للحضور منذ البداية.
3- قالوا بانه لا يمكن تغييب تيار سياسي قوي في البلاد ويقصدون بذلك التيار البورقيبي/ الدستوري والحقيقة ان نداء تونس خليط بين اليسار واليمين والبورقيبية والتجمعية ولا يجمع بينها الا الرغبة في إخراج الاسلاميين من الحكم بل ومن المشهد السياسي من اساسه.
4- قالوا بان حركة نداء تونس لها حضور سياسي واعلامي لا يمكن تجاهله والحال انه هذا حكم انطباعي عاطفي اذ لا شيء ملموس يدل على قوته او حضوره. وكل الاحصائيات وعمليات السبر لا ترتقي الى الدرجة العلمية المطلوبة بل اغلبها مدفوع الاجر من احزاب سياسية معروفة.
5- قالوا بان حركة نداء تونس اصبحت ممثلة في المجلس التاسيسي بعدد من النواب المنشقين عن احزابهم ولا يمكن بالتالي نسيانها والحال ان هذا تحايل على التاريخ والواقع والمنطق. فهذا الحزب لم يشارك اصلا في الانتخابات الماضية كما ان حجة التمثيل في التاسيسي مردود عليها اذ بم يفسر الاتحاد عدم دعوة البحري الجلاصي رئيس حزب الانفتاح والوفاء التونسي وله الان 8 نواب بالمجلس التاسيسي؟ كما ان الاعتماد على مبدأ التمتثيل ولو بالمنشقين يدفعنا للتساؤل ماذا لو قبلت الحكومة مبادرات اخرى من منظمات عمالية منافسة لاتحاد الشغل؟
6- قالوا بان حركة نداء تونس تضم رموزا نقابية مثل الامين العام السابق للاتحاد الطيب البكوش والحال ان هذا كلام مثير للضحك شكلا ومضمونا. اما شكلا فَلِمَ لمْ تتم دعوة الامين العام السابق اسماعيل السحباني في حين دُعي عبد السلام جراد وقد كان نائبه لعشر سنين. اما مضمونا فالبكوش هو من تآمر لابعاد الحبيب عاشور عن الساحة النقابية اوائل الثمانينات وهو من شرّع للقائمات المختلطة بين النقابيين والدساترة في الانتخابات التشريعية انذاك.
7- قالوا بان الوفاق يتطلب الحوار مع جميع السياسيين بقطع النظر عن تاريخهم فهل هذا يعني ان الاتحاد لا يرى مانعا الآن في التحاور مع بن علي والفاسدين والمجرمين في حق الشعب؟ ثم بماذا نفسر عمليات الديقاج بعد الثورة مباشرة التي اشرف عليها رموز نقابيون ضد مسؤولين اداريين تحت تعلة انتمائهم للتجمع؟ هل كان الاتحاد حينها ثوريا والان اصبح واقعيا؟ هل كان تعلل الاتحاد بوجود تجمعيين في الحكومات الانتقالية الاولى لتبرير عدم مشاركته فيها كاذبا؟
8- قالوا بان نجاح اية مبادرة يتطلب مشاركة كل الفاعلين السياسيين على الساحة التونسية. فهل يمكن للسادة قادة الاتحاد ان يذكروا لنا اين يكمن بالضبط الفعل السياسي الذي انجزته حركة تونس حتى ترتعد فرائضنا خوفا من امكانية عدم استدعائها للمؤتمر؟
9- قالوا بان على الاتحاد ان يقف على نفس المسافة من كل الاحزاب الموجودة. فكيف يفسر الاتحاد سكوته عن تصريح مساعد الامين العام ومسؤولين نقابيين كبار قبل يومين فقط من انعقاد المؤتمر وهي تصريحات تم الاشارة فيها الى ان الاتحاد يقف في صف المعارضة ضد الحكومة بل ووصلت الى حد المطالبة بحل حركة النهضة واسقاط الحكومة وانهاء اعمال المجلس التاسيسي؟
10- قالوا بان التجمع كحزب وقع حله قضائيا وبالتالي فان حركة نداء تونس لا علاقة لها بالتجمع تنظيميا وسياسيا مما يجعل الاتحاد في موقف سليم باستدعائها للمؤتمر. والحقيقة ان التجمع قبل ان يكون تنظيما هو قيادات واطارات ورموز وكوادر كانت تشرف شخصيا على الوشاية والاضرار بالمعارضين والفساد والافساد والتزوير وتلقي الرشى والتضليل والكذب. واذا كان الاتحاد لا يرى اي حرج في استدعاء حزب يضم 6 من اعضاء اللجنة المركزية للتجمع المنحل فهذا لا يعني الا امرين سياسي وتنظيمي: اما سياسيا فالاتحاد مستعد تماما للتعامل مع اي كان ما دام الهدف هو انهاء الشرعية الحالية في اسرع وقت ممكن. وتنظيميا لا يمكن للاتحاد ان ينسى ان اكثر من ثلثيْ الكوادر النقابية الجهوية والقطاعية والوطنية انضمت للتجمع بل ونشطت في مجلس النواب ومجلس المستشارين والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجالس البلدية واللجان الاستشارية العليا وبالتالي فان اي رفض لنداء تونس هو تزكية لمشروع قانون حرمان التجمعيين من الترشيح للانتخابات وهو ما لا يناسب الاتحاديين الان بل ويحرم كثيرا من مسؤوليه من العمل السياسي في صورة اقرار ذلك القانون هذا ناهيك عن تواجد قيادات نقابية سابقة وحالية منضمة في حركة نداء تونس مما يجعل من الاخيرة الاقرب الى رجال الاتحاد بل وبنفس المسافة من الجبهة الشعبية التي تضم اليسار الراديكالي والقوميين.
سؤال لم نطرحه على مناضلي الاتحاد: ماذا لو كان محمد الغرياني حرا طليقا، هل كنتم تستدعونه لمؤتمر الحوار ضمانا لانجاح الوفاق الوطني كما تقولون؟