البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

الإســلام والمسلمــون في ألمانــيا: حصـــاد سنة 2011

كاتب المقال حسن الطرابلسي ـ ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6315


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتخذ تقرير هذه السنة للإسلام والمسلمين في ألمانيا بعدا جديدا وزخما كبيرا انطلق منذ انتصار الثورة التونسية والمصرية ليتحول ميدان التحرير في مصر وساحة القصبة في تونس إلى مراكز تجاوز إشعاعهما تونس ومصر والعالم العربي إلى أيقونات لفكرة التحرر السلمي للشعوب وجعل من الشباب العربي يقدم أروع الأمثلة في عملية التغيير المسؤول والسلمي والراشد ناقضا بذلك كل النظريات التي تحدّثت عن صراع الحضارات وعن الإرهاب الإسلامي.

ولئن تحدث بعض المراقيبن للشأن الألماني أن سنة 2010 كانت سنة تيلو ساراتسين، الخبير المكالي في البنك المركزي الألماني، الذي نشر كتابا "أسماه ألمانيا تسير إلى حتفها" تهجم فيه على المسلمين واعتبرهم غير قابلين للإندماج (لمزيد التفصيل يمكن العودة إلى تقريرنا السنوي لسنة 2010 ) إلى اعتبار سنة 2011 هي سنة الثورات العربية.

ولقد بدأت هذه السنة بنشر العديد من الملفات الصحفية المطولة حول تونس ومصر وليبيا أساسا وبحوارت مع الشيخ راشد وغيره من قيادات العمل الإسلامي في تونس، وكانت هذه التقارير في معظمها إيجابية، كما أصدرت كبريات الجرائد الألمانية تقارير مطولة وإيجابية عن الثورات العربية. فجريدة "دي زايت" إحدى كبرى الصحف الألمانية الموجهة أساسا إلى النخبة الألمانية كتبت في عددها الصادر ليوم 13/1/2011، أي يوما واحدا قبل سقوط بن علي، مقالا مطوّلا تحت عنوان "أخيرا" عن تونس كما أصدرت نفس الصحيفة في الأسابيع التي تلي تقارير اخرى مثل تقرير عن الثورات العربية بعنوان "لا تخافوا من الثورة العربية". وأما مجلة "در شبيغل" فلقد أصدرت في أعدادها لشهر فبراير/فيفري 2011 ملفات خاصة عن الثورة المصرية والتونسية ولقد تعددت هذه التقارير أيضا في صحف أخرى وكذلك في البرامج الحوارية والتلفزية. ومن الجدير بالذكر أن جريدة "الفايننشال تايمز" في نسختها الألمانية والصادرة يوم 24/10/2011 اعتبرت أن الشيخ راشد الغنوشي هو شخصية هذا اليوم.

كما شهدت هذه السنة نشاطا مهما للدبلوماسية الألمانية توّجت بزيارات لوزير خارجية ألمانيا غيدو فستفيلا الى تونس ومصر حيث وعد بمساعدة البلدين
وكان من تداعيات الثورة العربية أيضا انها لفتت الإنتباه إلى المهاجرين المسلمين بشكل إيجابي حيث اعادت العديد من المؤسسات التجارية الألمانية اكتشاف المهاجرين المسلمين الذين يتجاوز عددهم أربعة ملايين ونصف المليون مسلم (4,5 ملايين) من جديد واعتبرتهم كقوة شرائية هامة
وفي منتصف سنة 2011 تم عقد الدورة السادسة لمؤتمر الإسلام وسط جدل ساخن حول مستقبل الحوار بين المؤسسات الإسلامية والدولة خاصة بعد تصريحات وزير الداخلية الجديد هانز بيتر فريدريش الذي دعى إلى ما أسماه "شراكة أمنية" لمقاومة الإرهاب.

ففي لقائه مع ممثلي الجمعيات الإسلامية ومع ممثلين عن السلطات الأمنية الألمانية لبحث وسائل مكافحة التطرف الإسلامي في البلاد يوم الجمعة 24 يونيو/حزيران 2011 في العاصمة الألمانية برلين دعى وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش إلى وضع استراتيجيات للتعرف مبكرا على التوجهات المتطرفة للشباب المسلم والحيلولة دون وقوع أعمال عنف من قبلهم فيما أطلق عليه الوزير "الشراكة الأمنية"، كما سبق لنفس الوزير أن أكد على الطابع المسيحي للبلاد في تعارض مع ما قاله رئيس ألمانيا السيد كريستيان فولف من أن "الإسلام جزء من ألمانيا".

كما أثارت تصريحات مركيل حول اغتيال أسامة بن لادن التي قالت فيها بعد إذاعة خبر قتله «اني سعيدة لانه تم التوصل الى قتل بن لادن» استياءا عاماحتى داخل حزبها، "الحزب الديمقراطي المسيحي" الذي أعرب كثير من أعضائه أنه لا يمكن من وجهة النظر المسيحية إبداء الفرح لمقتل أنسان بشكل متعمد، وقد قامت المستشارة الألمانية بعد ذلك بتعديل موقفها.

على صعيد آخر نظمت المساجد في ألمانيا تحت إشراف المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا "يوم المسجد المفتوح"، الذي بدا الإحتفال به سنويا منذ 1997 في الثالث من أكتوبر الموافق لذكرى الإحتفال بيوم الوحدة الألمانية، ولقد اختار المسلمون موضوع "محمد صلى الله عليه وسلم ـ رسول الرحمة" شعارا لهذه السنة.

وفي مستوى النشاط الجمعياتي الإسلامي فلقد خصص التجمع الفلسطيني في ألمانيا مؤتمره السنوي الذي حمل عنوان "فرحة الأحرار" للاحتفاء بتحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وتضمن المؤتمر فقرات ثقافية وفنية مختلفة. وقد عقد المؤتمر في العاصمة الألمانية برلين، حيث يعيش نحو 50 ألف فلسطيني استقروا بالعاصمة الألمانية.

كما أنه من ومن الأحداث المهمة والتي لها علاقة مباشرة بالمسلمين في ألمانيا الكشف عن مسؤولية مجموعة من ثلاثة نازيين جدد -كانوا مختفين عن أعين السلطات الأمنية منذ عام 1998- على أعفاب ارتكاب عشرة جرائم قتل في الفترة بين عامي 2000 و2007 بحق تسعة مهاجرين من أصل تركي وآخر يوناني من أصحاب مشاريع متوسطة، وشرطية ألمانية.
وجاء الكشف عن هذه المجموعة وسط وسط اتهامات لجهاز حماية الدستور "المخابرات الداخلية" بغض الطرف عن أفراد الخلية الذين عملوا -وفقا لهذه الاتهامات- كمصادر معلومات لصالح الجهاز ولذلك فإن اختفاءهم كل هذه المدة الطويلة أثار ضجة كبيرة في المجتمع الألماني،.

خارج ألمانيا فإن موضوع إنسحاب القوات الألمانية من أفغاستان لا يزال يثير داخل البوندستاغ (البرلمان الألماني) جدلا كبيرا لم يحسم لحد نهاية هذه السنة.

ويمكن الإشارة في هذا المختصر حول النشاط الإسلامي في ألمانيا إلى أن الناشطة الحقوقيةوالصحفية اليمنية، الحائزة على جائزة نوبل للسلام كرمان توكل قامت بزيارة لألمانيا والتقت شخصيات سياسية ودينية في العاصمة برلين.

ويأمل المسلمون وهم يبدأون سنة إدارية وسياسية جديدة أن يكون من بركات الثورات العربية التي منحت المسلمين والعرب تعاطفا كبيرا قد يعيد النظر إلى العرب، ويخرجهم من الصورة النمطية التي تجعلهم منهم مصدري إرهاب لتحل محلها صورة جديدة تجعل من المسلمين مواطنين يساهمون في البناء الحضاري والثقافي العالمي وأن يتحول الملف الإسلامي في ألمانيا من دائرة التعامل الأمني إلى التعامل الحضاري والثقافي مع جالية لها وزنها الإقتصادي والبشري الكبير في ألمانيا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المسلمون بالغرب، المسلمون بألمانيا، المهاجرون العرب، الهجرة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  عندما تتحول الفلسفة إلى حمار قصير يركبه المغامرون (*)
  عبد الحليم خفاجي: الداعية المحب للخير ولكل الناس
  لقاء تاريخي للجمعيات التونسية في ألمانيا
  تحديات النهضة والتنمية في دول الربيع العربي
  في الذكرى التاسعة لوفاته: "علي عزت" بيجوفيتش والربيع العربي
  وزير الخارجية التونسي ضيف برنامج "الصراحة راحة"
  الإســلام والمسلمــون في ألمانــيا: حصـــاد سنة 2011
  ملاحظات حول الحوار مع الدكتور المنصف بن سالم في برنامج "الصراحة راحة"
  تونس من 14 جانفي إلى 14 ديسمبر 2011 صناعة التاريخ
  الحكومــــــــة المؤقتة: تأبيد المؤقت واستحضار الماضي
  الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي
  الثورة التونسية: ثورة تصنع الحياة وتعيد الأمل
  نيتشة وجدل الحداثة بعد انتصار ثورتي تونس ومصر
  هل سرق الغرب ثورة ليبيا؟
  تونس: إعادة اكتشاف خواطر حول زيارتي لتونس بعد عقدين في المنفى

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، إياد محمود حسين ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - المنجي الكعبي، أ.د. مصطفى رجب، طلال قسومي، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم فارق، أحمد النعيمي، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، فتحي الزغل، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، أحمد بوادي، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، أنس الشابي، عمر غازي، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، منجي باكير، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، خالد الجاف ، إسراء أبو رمان، صباح الموسوي ، رافع القارصي، سامح لطف الله، ضحى عبد الرحمن، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، حسن الطرابلسي، الناصر الرقيق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، حاتم الصولي، فوزي مسعود ، نادية سعد، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، صفاء العربي، رافد العزاوي، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، سعود السبعاني، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، د. أحمد بشير، مجدى داود، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، د- محمد رحال، جاسم الرصيف، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، محمد الياسين، محمد أحمد عزوز، محمد يحي، مصطفى منيغ، تونسي، أحمد ملحم، العادل السمعلي، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، كريم السليتي، أبو سمية، د - شاكر الحوكي ، فهمي شراب، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، الهادي المثلوثي، محمود سلطان، د- هاني ابوالفتوح، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفي زهران،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء