البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

من أجل ترشيد قضايا العودة والسياسة (1)
حول مؤتمر المهجّرين التونسيين

كاتب المقال محمد شمام    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7925


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يسعد موقع "بوابتي"، انضمام الأستاذ الفاضل محمد شمام للمساهمين بالنشر بموقعنا، والموقع يرحب به وبكتاباته، وقد أمدنا بمقالتين، ما ننشره اليوم أولهما، وسيتم نشر الباقي لاحقا بإذن الله

موقع بوابتي

-----------
دعما للمبادرة في ذاتها، وبغض النظر عن موضوعها ومضمونها وتشكلها، حضرتُ المؤتمر الأول لحق العودة للمهجّرين التونسيين. وتفاديا لأي تشويش على ما أجتهد في بلورته فيما كتبتُ ولا زلتُ من رؤية ومشروع، لم أدرج عن قصد إسمي ضمن المشاركين. وفي أكثر من حلقة أرغب أن تكون قصيرة، وتحت عنوان "من أجل ترشيد قضايا العودة والسياسة"، سأتكلم عن هذا المؤتمر، متناولا في حلقته الأولى "كلمات ما كان لها أن تغيب".

هي كلمات أربع غابت ولم يتكلم بها أحد، رغم أن كلّ الحضور- حتى من غير النهضويين - هم متدينون، إلا نفرا لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

هي كلمات أرجو أن لا يتحسّس منها أحد - فأنا أكلمكم كلام تونسيّ شعبيّ - ولن تتناول موضوع العودة في ذاته، إذ هناك فائض من الحديث فيه منذ طُرحتْ الفكرة، ولكن سوف تتناول نوعية العودة وإطارها الثقافي:

1 - ليس المؤتمر لتجريد العودة من عمقها الإيماني، ولكن لجمع التونسيين على الحد الأدنى المشترك بينهم :

إن العودة أنواع، حيث يمكن أن تكون عودة حقوقية، أو سياسية، أو دنيوية، أو لمصلحة خاصة أو عامة، أو لمبادئ، أو لله ورسوله ( أي عباديّة ) … ويمكن أن تكون لأكثر من غرض.

وفهمي أن هذا المؤتمر ليس لتجريد العودة من عمقها الإيماني، ولكن هو لجمع التونسيين على الحد الأدنى المشترك بينهم في هذه القضية، وهي أنها عودة تتوق إليها الفطرة وتطلبها الإنسانية. والمصطلحات والتصنيفات والقوالب السائدة ليس واحدا منها يعبّر على المعنى بدقة، إلا أنه أقرب ما يعبر عليه هو أنها عودة حقوقية.


2 - احذر أن تهدر كسبك في الهجرة :

وقبل العودة كانت هجرة، فأي نوعية بالنسبة للإسلاميين من الهجرة كانت؟

الأصل فيها أنها كانت هجرة إلى الله ورسوله، فهل بقيت كذلك أم تحولت إلى أغراض أخرى؟ وهذا أمر دقيق يتعلق بالنيات والبواطن التي لا يعلم حقيقتها إلا الله ثم أصحابها.

قال صلى الله عليه وسلم :”إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه" (حديث صحيح متواتر).

وفي قوله تعالى :{ إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهنَّ }، قال ابن عباس : "كان إذا جاءت المرأة النبي صلى الله عليه وسلم حلّفها عمر بن الخطاب : بالله ما خرجتْ رغبة بأرض عن أرض، وبالله ما خرجتْ من بغض زوج، وبالله ما خرجتْ لالتماس دنيا، وبالله ما خرجتْ إلا حبا لله ورسوله"
(رواه الشوكاني بإسناد حسن)


3 - أرشدُ الرّشد أن تكون عودتك إلى الله ورسوله :

وبعد الهجرة فالأمل أن تكون عودة، فكيف تكون ؟ وهل يعقل لمن كانت هجرته إلى الله ورسوله أن تكون عودته عودة مجرّدة ؟

إن الهجرة – كما رأينا - أنواع، والعودة - وعلى نفس الشاكلة - هي أيضا أنواع، حيث قياسا على الحديث النبوي الشريف يمكن أن نقول:

إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت عودته إلى الله ورسوله فعودته إلى الله ورسوله، ومن كانت عودته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فعودته إلى ما عاد إليه.

لقد كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام إلى المدينة هجرة إلى الله ورسوله، وكذلك كانت عودتهم يوم فتح مكة إلى الله ورسوله، فلماذا نرى الآن قضية العودة وكأنها تُجرّد من عمقها الإسلامي، ومن حقيقتها ولونها وصبغتها، لتصبح عودة خلاص فردي، أو عودة حقوقية أو سياسية؟

لماذا لا نكاد نسمع - في أحاديثنا وحواراتنا وكتاباتنا العامة والخاصة - هذه المعاني والقيم التي تحفظ لهذه العودة خلوصها إلى الله ورسوله ؟ وهل يمكن - بما تطوّرت إليه حركة النهضة من اختزال سياسي وتضييع لعمقها الإسلامي - أن تحفظ لهذه العودة هذا الخلوص وهذا العمق، وهي توشك أن تضيّعه في نفسها، كما رأينا في حلقتيْ "تصحيحات"؟

إن فهمي أن هذا المؤتمر من أغراضه ترشيد عودتنا التي نسعى إليها، وأرشدُ الرّشد بالنسبة لأهل الإيمان هو ما وجّه إليه الحديث النبوي الشريف.


4 - لا تستقيم قضية العودة إلا بوضعها في إطار العودة الكبرى إلى الله :

إن العودة قضية هامّة، ولكن وضع بلادنا يعاني من قضايا هامة أخرى كثيرة، هذا من ناحية؛ والوجود بكل قضاياه سيعود إلى ربه عودته الكبرى من ناحية أخرى، قال تعالى :” {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ ﴿٦﴾ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ﴿٧﴾ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ ﴿٨﴾} ﴿سورة العلق﴾".

هذه هي آفاق الحياة، وآفاق الوجود كله، ومنتهى كل شيء، فلا يستقيم أمر، ولا تستقيم حياة ولا أفراد ولا مجموعات إلا إذا وُضعتْ ووَضَعوا أنفسهم في سياق هذه الآفاق.

لا تستقيم إذن قضية العودة إلا بوضعها في إطار وضع البلاد كله، وفي إطار العودة الكبرى للبشر جميعا بكافة أجيالهم وأصنافهم وملوكهم ومملوكيهم وأغنيائهم وفقرائهم وظالميهم ومظلوميهم....

نحن في حاجة أكيدة لهذا التذكير حتى لا تتجاوز قضية العودة قيمتها وحجمها، فهي على أهميتها جزئية من جزئيات الحياة، إن حصّلناها بهذا العمل (المؤتمر وما انبثق عنه) فالحمد الله، وإن لم نحصّلها فذلك حجمها، وما فاتنا شيء يدعونا إلى اليأس والإحباط، ولنحذر أن يُفسد علينا حياتنا أو علاقاتنا أو أعمالا كسبناها عند ربنا..

والسلام عليكم ورحمة الله
(يتبع إن شاء الله)


---------------
وقع التصرف الطفيف في العنوان الأصلي كما وردنا
مشرف موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين، هجرة، غربة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-07-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تأملات في ركن الصيام
  نحو توحيد التونسيين وترشيد اختلافاتهم(3)
  نحو توحيد التونسيين وترشيد اختلافاتهم (2)
  نحو توحيد التونسيين وترشيد اختلافاتهم (1)
  الإعلان عن مبادرة نحو مشروع شعبي أهلي ومدني لمواصلة مشوار الثورة
  أحداث غزة في المدى المباشر والقريب هل أحداث غزة محرقة أم صمود ومقاومة؟ (1-2)
  من أجل التأسيس لنصرة غزة القسم الأول : أحداث غزة في المدى المباشر والقريب
  من أجل ترشيد قضايا العودة والسياسة (3) هدية إلى الشيخ راشد الغنوشي(*)
  من أجل التأسيس لنصرة غزة في المنهجية (3 -4)
  من أجل التأسيس لنصرة غزة في المنهجية (1 -2)
  من أجل التأسيس لنصرة غزة هل انتهت أحداث غزة ؟ -3-
  من أجل التأسيس لنصرة غزة هل انتهت أحداث غزة ؟ -2-
  من أجل التأسيس لنصرة غزة هل انتهت أحداث غزة ؟ -1-
  كلمة الجمهور بمناسبة انتصار غزة (3-4-5)
  كلمة الجمهور بمناسبة انتصار غزة (تمهيد-1-2)
  من أجل ترشيد قضايا العودة والسياسة (2) لقد آن الأوان لتحرير قضايا العودة والسياسة من المنطق الإجرائي
  من أجل ترشيد قضايا العودة والسياسة (1) حول مؤتمر المهجّرين التونسيين

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، محمود سلطان، خالد الجاف ، عمر غازي، د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، د- هاني ابوالفتوح، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي الفرجاني، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، وائل بنجدو، خبَّاب بن مروان الحمد، الهادي المثلوثي، منجي باكير، رافع القارصي، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، حسني إبراهيم عبد العظيم، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، رضا الدبّابي، سيد السباعي، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، د - عادل رضا، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، تونسي، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، حاتم الصولي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحـي قاره بيبـان، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، د- محمد رحال، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، د. خالد الطراولي ، نادية سعد، مصطفي زهران، حسن عثمان، عمار غيلوفي، سامر أبو رمان ، طلال قسومي، صفاء العربي، العادل السمعلي، عزيز العرباوي، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العراقي، الناصر الرقيق، محمد العيادي، فتحي العابد، رشيد السيد أحمد، كريم السليتي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافد العزاوي، سلام الشماع، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ماهر عدنان قنديل، مصطفى منيغ، محمد الطرابلسي، مراد قميزة، حميدة الطيلوش، سلوى المغربي، أنس الشابي، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، عبد الغني مزوز، صلاح الحريري، محمد اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، إيمى الأشقر، عواطف منصور، أشرف إبراهيم حجاج، سامح لطف الله، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، علي الكاش، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، أبو سمية، ياسين أحمد، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، فهمي شراب، مجدى داود، كريم فارق،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء