البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لا تخف ... فالخوف قد يقتلك

كاتب المقال د - ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1458


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قد يعتقد البعض أن ما أكتبه هو رفعاً للمعنويات فحسب ..... أو تعبيراً عن وجهة نظر تأسيساً على تجارب شخصية صافحت فيها الموت عدة مرات ... ولكن الله قد كتب في العمر بقية ...

قبل أيام، كنت أحدث صديق عزيز هو الأخ الحبيب عوني القلمجي، الذي يعيش في كوبنهاغن / الدانمرك، وكنت أنا وهو إلى ما قبل وقت قصير نتزاور سنوياً .. أزوره في الدانمرك، ويزورني في برلين، فصداقتنا تمتد لخمسين سنة بالضبط خلت ..! فقلت له ضاحكاً نحن محتجزون في بيوتنا بحسن خاطرنا ..! " تصور أخي عوني أنا وأنت لم تبق مكسورة في الدنيا لم نفعلها، ولم نموت وكتب الله لنا الحياة، معقولة راح نموت بفيروس لا يشاهد بالعين المجردة ....؟ ".

لا أحتاج من يذكرني، أن الإنسان يموت في ساعة معينة مقدرة، لا دخل لا لشجاعته ولا لخوفه، لذلك طب نفساً عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ، وتفاءلوا بالخير تجدوه، بدلاً من أن تعيش الكارثة التي تصنعها أنت بنفسك .. وأذكر بمقولة رائعة للمناضل الأفريقي نيلسون مانديلا " الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم، والشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة ".
وإليكم هذه الحادثة المذهلة التي قرأتها اليوم :

"في خمسينات القرن الماضي توجهت سفينة بريطانية من البرتغال إلى اسكوتلندا، وهي تحمل على متنها مشروبات خاصة. بعد أن أفرغت حمولتها في الميناء الذي رست به، دخل أحد البحارة إلى مستودع التبريد من أجل التأكد فيما إذا كان العمال نسوا أحد الصناديق في داخله. في الأثناء، جاء بحار آخر وأغلق باب مستودع التبريد دون أن يلاحظ وجود زميله في الداخل. صرخ البحار الحبيس في المستودع بكل ما أوتي من قوة وضرب الباب بيديه، إلا أنه لم يستطع إسماع صوته لزملائه.
أبحرت السفينة من جديد إلى البرتغال من أجل حمل شحنة جديدة. عثر البحار الحبيس في مستودع التبريد على ما يقيم أوده من الطعام، وأدرك أنه لن يموت من الجوع. غير أنه كان يعلم بعدم قدرته على مقاومة البرد الشديد. أخذ يكتب على جدار مستودع التبريد ما عاشه بواسطة مدية كانت معه.

روى يومًا بيوم، بدقة وعناية، أن البرد كان له تأثير المخدر على جسده أولًا، ثم أصبح له تأثيرات مميتة، وبعد ذلك تحدث عن فقدانه الإحساس بيديه وقدميه، وتجمد أنفه، وكيف أصبح الهواء البارد حارقًا بشكل لا يُطاق".

عندما رست السفينة مجددًا في ميناء لشبونة بالبرتغال، طلب قبطانها فتح باب مستودع التبريد، ليجد جثة البحار في الداخل. لكن عندما قرأ على جدار المستودع قصة موت البحار متجمدًا من البرد فغر فاه من الحيرة.

فدرجة حرارة المستودع كانت 19 درجة. والمشروبات الخاصة التي كانت تنقلها السفينة، تتطلب درجة حرارة 18 درجة. بعد أن أفرغت السفينة حمولتها في اسكوتلندا تم إغلاق نظام التبريد، ولذلك ارتفعت الحرارة في المستودع درجة واحدة لتصبح 19 درجة. بمعنى أن البحار لم يمت متجمدًا من البرد وإنما لاعتقاده بأنه سوف يتجمد..

ثم أني قرأت حقيقة مذهلة : أن الذعر يتسبب بتأثير يضعف نظام المناعة بنسبة 50%. وعقلنا يمكن أن يلعب علينا ألاعيب رهيبة. في معظم الأحيان يكون الخوف مفيدًا، ويحافظ على حياتكم. لكن الذعر له عواقب وخيمة دائمًا. أسهل الأوقات التي ينهزم فيها المرء أمام عقله هي عندما يكون في فراغ أو بلا هدف. حاولوا الانكباب على أمور تشغل عقلكم، عوضًا عن التفكير دائمًا بأنكم متضايقون، وعن متابعة الأخبار وإنهاك أدمغتكم بسيناريوهات الكوارث.

معلومة أخرى وردت في الموسوعات، أن لخوف الإنسان رائحة يفرزها جسده، وتشمها الحيوانات، فتغريها على مهاجة الإنسان الخائف، لأن قواه خائرة ومعطلة بسبب الخوف ... إذن أن الخوف لا ينقذ الإنسان بل يجعله ضعيفاً، ومستسلماً .

الموت حق .. ويوم يأتيك سوف لن يستأذن منك ..لذلك عشر حياتك بأطمئنان وتقبل القادم الآتي الحتمي دون وجل، تقبل قضاء الله فيك وبغيرك من البشر ...
ليرحمنا الله جميعاً ...



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

كورونا، الموت، خواطر، الوجود، تأملات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-03-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، مجدى داود، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، سلوى المغربي، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، فهمي شراب، نادية سعد، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفى منيغ، محمود طرشوبي، سلام الشماع، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، د - شاكر الحوكي ، كريم السليتي، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، إيمى الأشقر، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الطرابلسي، المولدي الفرجاني، سامح لطف الله، أحمد ملحم، محمد شمام ، أحمد بوادي، أحمد النعيمي، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، كريم فارق، إياد محمود حسين ، عمر غازي، صالح النعامي ، مراد قميزة، أحمد الحباسي، فتحي العابد، العادل السمعلي، محمد العيادي، صفاء العربي، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، د - مصطفى فهمي، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، د. صلاح عودة الله ، عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، أ.د. مصطفى رجب، علي الكاش، رضا الدبّابي، ضحى عبد الرحمن، سفيان عبد الكافي، سامر أبو رمان ، سعود السبعاني، صفاء العراقي، حاتم الصولي، أنس الشابي، حسن عثمان، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، د- محمد رحال، محمد الياسين، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، د - عادل رضا، محمود سلطان، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، عمار غيلوفي، سيد السباعي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، رمضان حينوني، عراق المطيري، رشيد السيد أحمد، عواطف منصور، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي، تونسي، أبو سمية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة