البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الطائفية تلفظ آخر أنفاسها

كاتب المقال د - ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1728


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أي فكرة طائفية، (بصرف النظر عن متانة نظرياتها.... إن كانت لها نظرية ..!) هي جزء من فكرة أكثر شمولاً، إن كانت طائفية دينية، أو تمترسا وراء عشائرية وأفخاذ وعروق، وهذه تقسم الناس وقضاياهم الاجتماعية والسياسية الملحة إلى مجاميع وتضعف من قوتهم وهديرهم الشعبي، وتفسد القضية الكبيرة وتحول الشعارات الطبقية / الاجتماعية العامة إلى شعارات فئوية / مطلبية صغيرة ..هي صغيرة مهما تعالى الصراخ والزعيق تحت لافتاتها.

وبوسعنا أن نسوق أمثلة لا حصر لها، ولكن ذلك سيكون على حساب استهلاك الوقت والجهد، ولكن لنسوق بعضها إثباتاً للحجة، فالمسلمين اليوم مثلاً يتعرضون لحرب لم تعد خفية، صريحة وواضحة، والكل يعلم أن عدم التركيز عليه، والتغافل عنه اليوم، لا يعني أنه نفذ بجلده، بل أن استهدافه هو مشروع مؤجل فقط، ولكن الأطراف الدولية تعمد إلى تقسيمهم إلى وجبات ليس إلإ .... ليسهل التهامهم على وجبات .. والطائفية تسهل لهم ذلك ..

الكل يعلم أن هناك مستحقات وطنية وقومية واجتماعية عاجلة، ولا تحتمل التأجيل، ولكن من يؤجلها فعلاً ويضعها فوق الرفوف العالية هو الصراعات الهامشية التافهة في مؤداها .. فيبقى المواطن لا يلقى علاج آدمي في مستشفيات تصلح للبشر، ويبقى أبن الموطن خارج المدرسة النظيفة الصالحة للتعليم، وتبقى الحقوق الوطنية / الاجتماعية بعيدة المنال، والوطن يخسر يوميا المزيد من مقوماته، وحقوقه... لأن الناس مشغولون بموضوعات لا قيمة لها حيال هذه الموضوعات الخطيرة ...

الطائفية تقول للمواطن العراقي (وربما في غير العراق أيضا) : أنس وطنك وحقوقك الوطنية، وتجاهل قوميتك وثقافتك، تجاهل جوعك وبؤسك، وممنوع أن تتحدث عن حقوقك الاجتماعية... كل هذا مقابل ماذا ...؟ تساءلوا من الرابح ...؟

حدث مرة في اجتماع طابعه سياسي، وكان الحضور من الشخصيات السياسية المعروفة والتي كان لها وزنها في ساحات النضال الوطني، ولكن طالما الموسيقى تعزف مارشات طائفية، لذلك تضاءل وزن القادة السياسيين المعروفين في تاريخ العراق، ليبرز بقوة حراب الأجنبي دور أشباح طائفية ترتدي العمامة حيناً، والدشداشة حيناً، ولكن في جميع الأحوال لا برنامج ..! نعم لا برنامج سياسي واجتماعي، ولكن طروحات الاجتماع كانت تصب في مؤداها لموضوعة طائفية، وتسويقاً لها، ولما تصدينا وطرحنا قضايا اجتماعية لها علاقة بقوت الناس، وحقوقها الوطنية، وهي لا تفرق بين المواطنين، هب منتفضاً أحد اقطاب الجلسة وقد أدرك أني أمسكت بمفتاح الأزمة الحقيقي ... وفعل كل شيئ ليعيد حرف المناقشة إلى سفسطائيات لا طائل منها ... كان ذلك عام 2003 / 2004، وما زالت السفسطائيات تلهي الناس عن حقوقهم وعن قوتهم وبلادهم ...

ولكن الوضع تغير بعد 1 / تشرين / 2019 .. وولت الشعارات السخيفة إلى الأبد .....!

الشخصية الطائفية ضعيفة لجهة المكونات الثقافية بل تلامس درجة الأمية .. ولم أصادف في حياتي مثقفا طائفياً. ولكن هناك استثناءات، فهناك من المثقفين من يقبل التعامل بالطائفية، وهو يفعل ذلك لأمرين: إما لتحقيق مكتسبات مادية، أو ليضمن لنفسه موقعاً قيادياً لا يناله بين القيادات المحترمة .... ليس هناك احتمال ثالث ..! أما الاستماع إلى ببغاوات الطائفية، الذين يحرضون على القتل والكراهية ويعلمون فنون الشتائم ذلك فأمر يبعث على القرف والغثيان ..!لا تنطوي على أية درجة من الثقافة والفائدة ..! وأكلة صحن لبلبي أنفع منها بمئة مرة ....!

انتفاضة تشرين أنهت هذه الخزعبلات أيضاً ..

لنشيد مجتمعات راقية مقياس الجودة فيها، يتمثل بكم ونوع ما ينتجه المرء، ذكر كان أم أنثى .. وبكفاءاته وقدراته، بعلمه، وبإنتاجيته، وخدمته وإخلاصه للوطن .. وليس بقدر ثرثرته، ونفاقه .. والفنون في تملقه للسلطات .. دولة لا تخطف مواطنيها ولا تغتالتهم بكواتم الصوت .. دولة تحاسب المسؤول قبل المواطن إذا سرق ... وفي نظام مرتب دقيق سوف لن يكون لهؤلاء دور ......

وهو ما تبشر به انتفاضة تشرين ....


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إضطرابات العراق، التحركات الشعبية بالعراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-12-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، أحمد النعيمي، محمد الياسين، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود سلطان، أحمد بوادي، العادل السمعلي، فتحي الزغل، يزيد بن الحسين، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، د- هاني ابوالفتوح، عراق المطيري، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، د- محمد رحال، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، أحمد ملحم، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د. مصطفى رجب، كريم السليتي، ياسين أحمد، رمضان حينوني، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، علي عبد العال، كريم فارق، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، منجي باكير، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، عزيز العرباوي، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، د- محمود علي عريقات، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله زيدان، حسن عثمان، عمر غازي، محمد يحي، ماهر عدنان قنديل، الناصر الرقيق، د. أحمد بشير، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله الفقير، محمود طرشوبي، أنس الشابي، الهادي المثلوثي، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، محمد عمر غرس الله، صباح الموسوي ، وائل بنجدو، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، تونسي، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، نادية سعد، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، فهمي شراب، مراد قميزة، د. مصطفى يوسف اللداوي، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفي زهران، علي الكاش، محمد شمام ، مجدى داود، صلاح المختار، جاسم الرصيف، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلوى المغربي، أشرف إبراهيم حجاج، رافد العزاوي، أبو سمية، رشيد السيد أحمد، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة