البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تجفيف الينابيع أو سياسة التوافق بأثر رجعي

كاتب المقال أنس الشابي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4349


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في مقال لي سابق تحدثت عن تجفيف الينابيع كما يروّج لها حزب حركة النهضة وهو ما لم يرق للسيد فتحي سلامة فكتب ردا في جريدة الصريح بتاريخ 8 أفريل 2017، ولي عليه بعض الملحوظات:

1) تحدث لطفي زيتون في شهادته عن تجفيف الينابيع واصفا إياها بأنها خطة أعدّها ابن علي لمقاومة الحركة وفي نفس الإطار أضاف حمادي الجبالي بأنه وحركته بصدد إعداد خطة مواجهة ولكن لحدّ الآن وقد مرّت عشرات السنين لم نعثر على الخطة الأصل ولم تنشر الحركة بديلها وهو ما يؤكد أن الأمر جميعه مندرج ضمن إطار الافتعال للتشويه.

2) ذهب السيد فتحي سلامة إلى توسيع المسألة فعمّم تجفيف الينابيع من جزء من المواجهة التي تخصّ الإسلاميين كما ذهب لطفي إلى ذلك في شهادته إلى مواجهة تشمل كل المعارضات ليصل في نهاية الأمر إلى القول بأنها تعني محاصرة الكل والتضييق عليهم وإذلالهم ومحاكماتهم، من ذلك استشهاده بسي محمد مواعدة والكل يعلم أن خصومة المذكور لم تكن مع النظام بل مع الرئيس السابق لأنه تجرأ على ذكر ما لا ترغب العائلة في نشره بين الناس كما حشر المفروزين أمنيا وغيرهم ضمن هذه الخطة وفي تقديري أن الفرز بين المسائل ضروري وحتمي لسلامة ودقة التحليل.

3) يقصد الإسلاميون بتجفيف الينابيع أمرين أساسيين هما:
أ ـ محاصرة الكتاب الإسلامي ومنع رواجه وقد نالني شرف القيام بهذه المهمة بنجاح حيث لم أمنع سوى الكتب الحركية والوهابية التي تستهدف العامة ومتوسطي التعليم ولم أمنع الكتب الثقافية والعلمية فطه عبد الرحمان كتبه جميعها رائجة وحسن حنفي لم أمنع له سوى كتابا واحدا وسيد قطب كتبه جميعها ممنوعة باستثناء كتابين اثنين، كما أن الكتب التي روّجتها دور تونسية كالزيتونة والراية وغيرهما تم منعها جميعها لأنها بجانب ترويجها لمفاهيم مفسدة للطبيعة البشرية مثلت أداة تمويل للحركة.
ب ـ الإصلاح التربوي الذي باشره المرحوم محمد الشرفي، وقد دعت حركة النهضة في بيان شهير صدر في 2 أكتوبر 1989 إلى عزل الوزير بعد تكفيره ولكنها في نفس الوقت صمتت عن التغييرات التي طالت برامج التربية الإسلامية لا لشيء إلا لأن أعوانها هم الذين نفذوها وذلك بالتحايل على الدولة والوزير فأبدلوا مسائل بمسائل أخرى هي أشنع وأفظع وأكثر تطرفا من ذلك أنهم حذفوا مبحث الجهاد وأبدلوه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صيغته الاعتزالية، هذا المبدأ هو الذي يبرّر اليوم للدواعش ذبح وقتل وإحراق المخالف، أيامها كان احميدة النيفر مكلفا بمهمة في ديوان الشرفي ومعه في اللجنة التي كوّنها لمراجعة برامج التربية الإسلامية أعضاء دائمون لا يتغيّرون من بينهم صلاح الدين الجورشي ومحمد القوماني بجانب أعضاء آخرين يتغيرون بحيث مثل هذا الثلاثي النواة الصلبة التي صنعت البرامج الجديدة للتربية الإسلامية فهل يمكن أن نقول عن تحوير يصنعه احميدة النيفر والجورشي والقوماني تجفيفا للينابيع؟.

4) ذهب السيد نوفل سلامة إلى القول بأن تجفيف الينابيع كان سببا في ظهور جيل من الدواعش، لسائل أن يسأل متى ظهر الدواعش وانتشروا حتى أصبحت تونس أكبر مُصدّر لهم في العالم؟ هل حدث ذلك في عهد النظام السابق أو في حكم الترويكا بقيادة حزب حركة النهضة؟ الذي يعلمه الجميع أن النظام السابق كان جادا في مقاومة التطرف الديني واستطاع أن يكبح جِماحَه ويمنعه عن التأثير في أمن البلاد واستقرارها وذلك عن طريق قرار سياسي نفتقده اليوم.

5) أما قول ناجي جلول بأن تجفيف الينابيع أدى إلى التصحر الديني وإغلاق كل أبواب التعليم الديني المستنير ومهد لظهور التطرف والإرهاب فمردود عليه، في السعودية ظهر الدواعش رغم وجود مؤسّسة دينية قوية وفي مصر كذلك وحتى في المغرب، لم يوجد الدواعش لغياب فكر ديني مستنير بل لوجود فكر ديني أبرز أقطابه القرضاوي والمودودي والغزالي وقطب وغيرهم من عتاة المتطرفين والإرهابيين، ثم أسأل سي نوفل من يمثل الفكر الديني المستنير في تونس اليوم؟ هل تمثله الجامعة الزيتونية وهي جامعة لا فكر لها ولا حضور لا داخل الوطن ولا خارجه؟ جامعة أصبحت الوهابية وكتبها جزءا من المقرر على الطلبة، جامعة بعض أساتذتها متهم باللصوصية الفكرية وفق ما نشرت وسائل الإعلام، هل يمثل عبد المجيد النجار أو راشد الغنوشي الإسلام المستنير؟ في تقديري أن تقديم التصحر الديني كسبب لانتشار التطرف يعني أن مقاومة التطرف حسب هذا الرأي تستلزم المزيد من نشر الكتب الوهابية وتكوين الجمعيات القرآنية واحتلال المساجد والجوامع وعقد الندوات حول تسطيح الأرض واستدعاء العريفي ووجدي غنيم لتعليم الناس ورفع غشاوة الجهل بدينهم عنهم!!!!!!!!!!.

ورغم كل شيء فإن خطة تجفيف الينابيع كذبة نهضوية ابتكرت في إطار تشويه النظام السابق ومقاومته بتقديمه نظاما يجفف منابع التدين لدى شعبه المسلم، أما ما ذهب إليه السيد نوفل فتعميم يقصد به إثبات وجود ما لا وجود له أصلا ذلك أن التنظيمات المعارضة من غير الإسلاميين لم نجد في أدبياتها ذكرا لهذه الخطة.

لا يمكن وصف هذا المقال إلا بأنه ترجمة للسياسة الحالية التي ينتهجها حزب حركة النهضة القائمة على التوافق ولكنها تتم بأثر رجعي حيث يجمع سلامة معارضات النظام السابق تحت جبة وهمية هي جبة تجفيف الينابيع.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، حركة النهضة، تجفيف المنابع،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-04-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تهديدات معلنة ومبطنة لمجلة الأحوال الشخصيّة التونسيّة
  أدعو الدولة إلى تأجيل أداء فريضة الحج هذا العام رعاية لله في هذا الوطن
  عن منع كتاب وإغلاق جناح في معرض الكتاب أنس الشابي الرّقيب الأسبق للكتاب في وزارتي الثقافة والداخليّة
  القُرعة
  الخلافة مطمح مشترك بين النهضة وقيس سعيد وحزب التحرير...
  في أوجه التشابه بين الرئيسين زين العابدين بن علي وقيس سعيد
  المسكوت عنه في كتاب "دولة الغنيمة" للطيب اليوسفي
  خرق الدستور
  عن أزمة اليسار في تونس
  عن قيس سعيد والزيتونة
  الغنوشي وعائلته من قصور الحكم إلى أروقة المحاكم: الأسباب والمسبّبات
  شيء من تاريخ مصطفى بن جعفر
  الخاسر الأكبر من 25 جويلية هو صانعها
  في دور احميدة النيفر حليف نوفل سعيّد ماضيا وحاضرا ومستقبلا
  ماذا تبقى من قرارات 25 جويلية 2021؟
  أوّل خرق لدستور 2022
  رسالة إلى عناية السيّد رئيس الجمهورية
  حزب النهضة ومجلة الأحوال الشخصية
  قيس سعيد، محمد الشرفي، احميدة النيفر جدلية سياسية تاريخية لفهم الحاضر
  في عدميّة توظيف عبد الباري عطوان
  حصيلة مسيرة الغنوشي
  عن الفصل الخامس مجدّدا
  مصريّون في تونس وتونسيّون في مصر
  عن الدين في دستور قيس سعيد
  خطاب قيس سعيد الإسلامي في ميزان النقد
  تعدّدت الألسنة والخطاب واحد
  حول كتاب الأستاذ نجيب الشابي: "المسيرة والمسار ما جرى وما أرى" مواقف وآراء تحتاج إلى تصويب
  ماذا وراء تهكم واستهزاء الغنوشي بقيس سعيد؟
  الغنوشي يتهم قيس سعيد بالتشيع
  في وجوه الشبه بين قيس سعيد وراشد الغنوشي

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله زيدان، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بوادي، المولدي الفرجاني، تونسي، ياسين أحمد، فوزي مسعود ، صالح النعامي ، العادل السمعلي، كريم فارق، د - صالح المازقي، كريم السليتي، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، محمد الياسين، أنس الشابي، د- جابر قميحة، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، مجدى داود، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، عمر غازي، صلاح المختار، صفاء العراقي، عمار غيلوفي، سفيان عبد الكافي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، خالد الجاف ، فهمي شراب، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، ماهر عدنان قنديل، محمود طرشوبي، علي عبد العال، يزيد بن الحسين، د - محمد بنيعيش، إيمى الأشقر، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافع القارصي، د. طارق عبد الحليم، يحيي البوليني، عبد الرزاق قيراط ، فتحـي قاره بيبـان، محمد عمر غرس الله، د - عادل رضا، وائل بنجدو، حاتم الصولي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - مصطفى فهمي، صفاء العربي، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، إسراء أبو رمان، د - الضاوي خوالدية، مصطفي زهران، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، عواطف منصور، محمود سلطان، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، أحمد ملحم، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، سامح لطف الله، حسن عثمان، حميدة الطيلوش، د - المنجي الكعبي، سلوى المغربي، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، منجي باكير، أبو سمية، د. أحمد بشير، فتحي العابد، مصطفى منيغ، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، عبد الغني مزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد شمام ، د. عبد الآله المالكي، نادية سعد، محمد العيادي، صباح الموسوي ، محمد يحي، عراق المطيري، سامر أبو رمان ، أحمد الحباسي، الناصر الرقيق،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة