البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ردًّا على محمد الغرياني آخر أمين عام للتجمع الدستوري الديموقراطي

كاتب المقال أنس الشابي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3653


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يُجهد كبار المسؤولين في النظام السابق أنفسهم على التفصّي من مسؤولياتهم التاريخية التي أدّت بالوطن إلى ما هو عليه من إفلاس وهوان، ذلك أن الرئيس السابق وإن كان يتحمّل الشطر الأكبر فيما آلت إليه الأوضاع فإن معاونيه الذين اختارهم خصوصا في العشر سنوات الأخيرة من حكمه كان أداؤهم كارثيا ودون ما تقتضي المصلحة الوطنية، فجلهم إلا من رحم ربك لم يتجاوزوا ممارسة الدور الوضيع للمخبر في إداراتهم ووزاراتهم فكلّ من أبدى رأيا مخالفا لِما هو رسمي أو نبّه إلى خلل ما فإن جزاءه هو التجميد في أفضل الأحوال لتخلو الساحة إلا ممّن لا يردون يد لامس ومن لم يكن لهم من دور سوى التنفيذ حتى وإن كان ذلك على حساب الوطن، والناظر في الجماعة التي كانت حول الرئيس أيامها ودون ذكر أسماء كانت من هذا النوع الأمر الذي أدّى بفساد مشورته إلى أخطاء قاتلة مميتة، كل الأنظمة في الدنيا تعمل على جمع المنتسبين والأصدقاء حولها بما لها من وسائل ترغيب من ناحية ومن ناحية أخري تعمل على تفتيت جبهات الخصوم وتحييدهم إن أمكن، هذه القاعدة التي يعتمدها كل العقلاء عمل نظام السابع من نوفمبر خصوصا في العشر سنوات الأخيرة عكسها تماما فحتى الأصدقاء جعل منهم أعداء إما علنا أو سرًّا أمّا المنافسون ممّن يلتقون معه في الخيارات الكبرى كالمحافظة على النمط المجتمعي السائد والدفاع عن مكاسب الاستقلال فقد نكل بهم لمجرّد كلمة هنا أو موقف هناك ولعلّ أبرز مثال على ذلك ما حدث للمرحوم سمير العيادي الذي بمجرّد أن أمضى عريضة مساندة لعرض مسرحية (خمسون) حتى عزل من وظيفة مستشار لدى وزير الثقافة لينزل مرتبه إلى أقل من الربع ويموت بعدها قهرا، هذه النوعية من المسؤولين التي كانت تحكم هي التي ظهرت منذ مدّة معتذرة عن الوضع السابق ومدافعة عن الحالي فتارة يخرج علينا أحدهم بكذبة مفادها أن ابن علي قرّر أن يغتال الزعيم بورقيبة مسموما وتارة يخرج أحدهم للقول بأن حزب حركة النهضة بريء من جريمة باب سويقة وهكذا تتوالى الأكاذيب وآخرها استمعت إليه في قناة التاسعة يوم 13 جانفي 2017 حيث استضاف المقدم آخر أمين عام للتجمع الدستوري الديمقراطي محمد الغرياني الذي لم يتوقف منذ أن خرج من السجن على نشر التحاليل الفاسدة والأخبار المكذوبة بنيّة العودة إلى المناصب من خرم ثورجيي 14 جانفي، قلت في هذه الحصة ادّعى الغرياني أنه منع لوحده وبقرار منه خروج مظاهرات يوم 14 جانفي دون عودة إلى الرئيس وفي تقديري أن المذكور بما اختلق يغازل الثورجيين بالإيهام بأنه ساهم هو الآخر في أحداث اليوم المذكور ولكن من الصف المقابل وكأني به يقول إنني بخيانتي لرئيسي وحزبي ساهمت في إنجاح "ثورتكم"، والحال أن مثل هذا الكلام تكذبه الوقائع وطبيعة النظام ذاته وبيان ذلك:

1) ليس هنالك في الدولة أيام حكم ابن علي من يتخذ قرارا دون العودة إليه أو إلى أقرب مساعديه لاستشارته وهو أمر معلوم يكفي أن أذكر أنه في مراقبتي للكتب لم أكن أتخذ أي قرار في كل الكتب التي تخصّ الرئيس أو الزعيم بورقيبة بل كانت تحال إلى القصر مصحوبة بتقاريرها في انتظار ما يتخذ في شأنها ومن ذلك كتاب المرحوم محمد الشرفي عن الإسلام والحرية الذي اقترحت السماح برواجه ولكنه بقي مصادرا إلى ما بعد خروجي من وزارة الداخلية، كما يستشهد المحامون بإمضاء الرئيس السابق حتى في تحديد منابات الشركات في السيارات المسندة إليها وفي الأراضي والمقاطع وفي نقل الطلبة إلى كليات الطب وغيرها، إن حدث هذا مع كتاب أو سيارة أو تسجيل في جامعة فهل نصدق الغرياني لمّا يدعي أنه اتخذ قرارا بهذه الخطورة لوحده دون العودة إلى الرئيس، إنها الشجاعة المتأخرة التي تظهر في غير وقتها.

2) بعد خطاب الرئيس يوم 13 جانفي خرجت مظاهرات ليلية نظمها التجمع في العاصمة وفي غيرها ونشرت صوَرها في آخر عدد لجريدة الحرية يوم 14 منه وقد تندّر الناس أيامها بأن السيارات كانت حاملة للوحات زرقاء ممّا يشير إلى أن المظاهرة ذاتها تدخل في إطار الشغل المدفوع الأجر راكبا ومركوبا، فقول الغرياني بأنه منع خروج مظاهرات يوم 14 حقنا للدماء كلام مكذوب فيومها ابتدأ تنفيذ القرار إبعاد الرئيس، ثم كيف يصدق عاقل أن حزبا ينظم مظاهرة في العاشرة ليلا ثم يثنيها بعد ساعات بأخرى صباحا؟

3) التجمع أيامها كان في أضعف حالاته إذ لم يكن قادرا على فعل أي شيء فمنذ 17 ديسمبر 2010 إلى يوم ترحيل الرئيس لم نسمع أي ردّ فعل للحزب باستثناء بيانات تحرّر في المكاتب لأنه أصبح جهازا خاويا من أي بعد نضالي أو سياسي وهو ما عبر عنه الغرياني بقوله "كنا حزبا حاكما ولكننا لم نكن نحكم" فتعيين كبار المسؤولين لم يكن يخضع لترشيح من الحزب بل كان يتمّ خارجه وبذوات لا علاقة لها بالدولة أو السياسة بل كل همّها الحصول على المنافع الأمر الذي أدّى إلى غضب مكبوت داخله وجعل منه جثة في حالة وفاة كما قال أحدهم.
قال ابن خلدون: "وتبقى الدولة قائمة على الوهم وقلة المُطالب" وهو ما حدث إلى أن جاء شذاذ الآفاق وشواذ الأخلاق.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، التجمع الدستوري، محمد الغرياني، ذكرى الثورة التونسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-01-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تهديدات معلنة ومبطنة لمجلة الأحوال الشخصيّة التونسيّة
  أدعو الدولة إلى تأجيل أداء فريضة الحج هذا العام رعاية لله في هذا الوطن
  عن منع كتاب وإغلاق جناح في معرض الكتاب أنس الشابي الرّقيب الأسبق للكتاب في وزارتي الثقافة والداخليّة
  القُرعة
  الخلافة مطمح مشترك بين النهضة وقيس سعيد وحزب التحرير...
  في أوجه التشابه بين الرئيسين زين العابدين بن علي وقيس سعيد
  المسكوت عنه في كتاب "دولة الغنيمة" للطيب اليوسفي
  خرق الدستور
  عن أزمة اليسار في تونس
  عن قيس سعيد والزيتونة
  الغنوشي وعائلته من قصور الحكم إلى أروقة المحاكم: الأسباب والمسبّبات
  شيء من تاريخ مصطفى بن جعفر
  الخاسر الأكبر من 25 جويلية هو صانعها
  في دور احميدة النيفر حليف نوفل سعيّد ماضيا وحاضرا ومستقبلا
  ماذا تبقى من قرارات 25 جويلية 2021؟
  أوّل خرق لدستور 2022
  رسالة إلى عناية السيّد رئيس الجمهورية
  حزب النهضة ومجلة الأحوال الشخصية
  قيس سعيد، محمد الشرفي، احميدة النيفر جدلية سياسية تاريخية لفهم الحاضر
  في عدميّة توظيف عبد الباري عطوان
  حصيلة مسيرة الغنوشي
  عن الفصل الخامس مجدّدا
  مصريّون في تونس وتونسيّون في مصر
  عن الدين في دستور قيس سعيد
  خطاب قيس سعيد الإسلامي في ميزان النقد
  تعدّدت الألسنة والخطاب واحد
  حول كتاب الأستاذ نجيب الشابي: "المسيرة والمسار ما جرى وما أرى" مواقف وآراء تحتاج إلى تصويب
  ماذا وراء تهكم واستهزاء الغنوشي بقيس سعيد؟
  الغنوشي يتهم قيس سعيد بالتشيع
  في وجوه الشبه بين قيس سعيد وراشد الغنوشي

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفى منيغ، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، د- محمد رحال، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، إيمى الأشقر، مجدى داود، منجي باكير، مراد قميزة، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، د.محمد فتحي عبد العال، سلوى المغربي، مصطفي زهران، رضا الدبّابي، حميدة الطيلوش، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، أحمد الحباسي، صفاء العربي، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، محمد أحمد عزوز، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، د- محمود علي عريقات، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، سعود السبعاني، علي عبد العال، ضحى عبد الرحمن، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، إسراء أبو رمان، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، خالد الجاف ، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، رمضان حينوني، محمود سلطان، عمر غازي، طلال قسومي، صفاء العراقي، أحمد بوادي، محمد العيادي، عبد الغني مزوز، فوزي مسعود ، سيد السباعي، محمد عمر غرس الله، فتحي الزغل، محمد الياسين، فتحي العابد، وائل بنجدو، إياد محمود حسين ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، محمد يحي، د - شاكر الحوكي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - المنجي الكعبي، د- هاني ابوالفتوح، د - مصطفى فهمي، ياسين أحمد، د- جابر قميحة، عبد الله زيدان، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، أبو سمية، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، كريم فارق، يزيد بن الحسين، سليمان أحمد أبو ستة، رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي الكاش، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، صلاح الحريري، محمد شمام ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بنيعيش، سامح لطف الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، رشيد السيد أحمد، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، حسن عثمان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة