البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"إحنا مش مسامحين"

كاتب المقال د.شاذلي عبد الغني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2929


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


‘ أنا مش مسامح ‘ هذه العبارة كنا نقولها ونحن صغار لا نعرف من الحياة إلا ما فيها من اللهو واللعب , كنا نفعل ما نريد دون أن نلقي بالاً للعقوبات التي تنتظرنا ودون أن نهتم بالمحاولات التي تتوالى لردعنا وإبعادنا عن ساحات اللهو والصخب .. أو تعمل على تضييق مساحات الشقاوة التي كان الأهل يتحملون تبعتها ويواجهون مشاكلها التي تتابع وتتوالى دون أن تترك لهم فرصة لالتقاط الأنفاس ...... كانت متعة الحياة تتمثل في الانطلاق الحر ورفض القيود و العصيان المستمر للنصائح و الأوامر والاستمتاع بتكرار الأخطاء رغم علمنا بالعقوبة .. لم نكن نرتدع لأنه لم تكن قد تشكلت في وعينا حدود فاصلة وواضحة للقيم التي تفرض علينا ما يجب علينا أن نفعله ... ورغم ذلك فقد كانت هذه الكلمة ‘ أنا مش مسامح ‘ تمثل بالنسبة لنا حكما إجباريًا يقرر إعادة الحق لصاحبه .

لم يكن أحد منا - مثلا - يجرؤ على الاستمرار في خطف قطعة حلوى من صديقه إذا لفظ بهذه الكلمة , وكأن هذه الكلمة كانت تحول قطعة الحلوى إلى قطعة من الجمر التي تتلظى بها يد الخاطف , فلا يلبث أن يعيدها وهو مطأطئ الرأس قد احمر وجهه من الخجل .. إنها الفطرة الإنسانية النقية التي تزلزل أعماق الطفل الصغير فيرى فيما أقدم عليه خطأ فادحًا يجب عليه أن يبادر بإصلاحه وإلا نزلت عليه عقوبات غيبية لا يعرف مداها .

هذه الفطرة الإنسانية التي أدى سحقها في نفوس البعض إلى تحويل مجتمعاتنا إلى غابة يتحكم فيها مجموعة من الوحوش التي لا تعترف بالقيم ولا يشغلها سوى أن تعيش وتسيطر وتمتلك وتكبر و تنهب وتسلب لتغنى ولو أحاط الفقر برقاب الآخرين .. ولو أذلتهم الحاجة وقتلهم العوز .. وهؤلاء الذين قتلوا فطرتهم الإنسانية بأيديهم وتلذذوا بقتلها حتى صارت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة ما عادوا يهتمون بصرخات الفقراء المنهوبين رغم أنها تزداد يومًا بعد يوم ويعلوا صداها في أرجاء تتسع ساعة بعد ساعة و تخرج في كل مرة من نفوس يزداد إحساسها بالحسرة ويتعمق شعورها بالظلم وتترسخ في داخلها آلام العجز ... ورغم اليقين بأنه لن يكون لصرخاتها صدى في النفوس التي غشيتها ظلمة الأطماع وأعمتها وأصمت أسماعها الأنانية ... إلا أنها لا تزال تردد ‘ إحنا مش مسامحين ‘ ... تتردد هذه الكلمة في كل أنحاء الوطن.... ‘ إحنا مش مسامحين ...’ مش مسامحين أولئك الذين أكرموا أعداءنا وأهانوا أبناءنا .. مش مسامحين أولئك الذين تسببوا في معاناتنا وآلامنا .. مش مسامحين أولئك الذين أعادوا الوطن للوراء وحرموا أبناءه من خيره بعد أن سلبوهم حقوقهم ونهبوها ظلمًا وعدوانًا .... مش مسامحين أولئك الذين غرسوا الفساد في تربته .. وظلوا ينشبون أظفارهم في قلوب من يحبه ويدافع عنه.... ‘ مش مسامحين ‘يقولونها وهم يعلمون أن الجناة ليست لهم براءة الأطفال كي يأتوا وهم مطأطئين رؤوسهم من الخجل ليعيدوا ما اغتصبوه أو ليصلحوا ما أفسدوه .... لكنهم يقولونها وهم على يقين أن الله لن يتركهم , وأن العقوبات التي لا يعرف مداها إلا هو سبحانه قادمة لا محالة ... فالله يمهل ولا يهمل .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الثورات العربية، حركات التحرر العربي، الثورات الإجتماعية، الفساد، مقاومة الفساد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-08-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، أحمد ملحم، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، صلاح الحريري، جاسم الرصيف، منجي باكير، عزيز العرباوي، حسن الطرابلسي، مصطفى منيغ، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، د.محمد فتحي عبد العال، محرر "بوابتي"، فوزي مسعود ، د- محمد رحال، صفاء العراقي، د- جابر قميحة، محمود سلطان، رضا الدبّابي، فتحي العابد، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، صلاح المختار، فهمي شراب، أنس الشابي، يحيي البوليني، سيد السباعي، علي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، رافد العزاوي، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إيمى الأشقر، محمود فاروق سيد شعبان، د. خالد الطراولي ، محمد الياسين، حميدة الطيلوش، صالح النعامي ، سلوى المغربي، العادل السمعلي، ماهر عدنان قنديل، سامح لطف الله، أ.د. مصطفى رجب، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، محمد يحي، محمد الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، فتحـي قاره بيبـان، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، كريم فارق، د - صالح المازقي، عراق المطيري، أحمد بوادي، خالد الجاف ، رشيد السيد أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مجدى داود، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، طلال قسومي، سليمان أحمد أبو ستة، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان، محمود طرشوبي، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، محمد العيادي، رمضان حينوني، الهيثم زعفان، الهادي المثلوثي، علي الكاش، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، يزيد بن الحسين، عبد الله الفقير، صباح الموسوي ، عواطف منصور، د. أحمد محمد سليمان، سلام الشماع، د - محمد بنيعيش، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، مراد قميزة، عبد الغني مزوز، أشرف إبراهيم حجاج، د - عادل رضا، حاتم الصولي، وائل بنجدو، ضحى عبد الرحمن،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة