البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"إحنا مش مسامحين"

كاتب المقال د.شاذلي عبد الغني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2911


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


‘ أنا مش مسامح ‘ هذه العبارة كنا نقولها ونحن صغار لا نعرف من الحياة إلا ما فيها من اللهو واللعب , كنا نفعل ما نريد دون أن نلقي بالاً للعقوبات التي تنتظرنا ودون أن نهتم بالمحاولات التي تتوالى لردعنا وإبعادنا عن ساحات اللهو والصخب .. أو تعمل على تضييق مساحات الشقاوة التي كان الأهل يتحملون تبعتها ويواجهون مشاكلها التي تتابع وتتوالى دون أن تترك لهم فرصة لالتقاط الأنفاس ...... كانت متعة الحياة تتمثل في الانطلاق الحر ورفض القيود و العصيان المستمر للنصائح و الأوامر والاستمتاع بتكرار الأخطاء رغم علمنا بالعقوبة .. لم نكن نرتدع لأنه لم تكن قد تشكلت في وعينا حدود فاصلة وواضحة للقيم التي تفرض علينا ما يجب علينا أن نفعله ... ورغم ذلك فقد كانت هذه الكلمة ‘ أنا مش مسامح ‘ تمثل بالنسبة لنا حكما إجباريًا يقرر إعادة الحق لصاحبه .

لم يكن أحد منا - مثلا - يجرؤ على الاستمرار في خطف قطعة حلوى من صديقه إذا لفظ بهذه الكلمة , وكأن هذه الكلمة كانت تحول قطعة الحلوى إلى قطعة من الجمر التي تتلظى بها يد الخاطف , فلا يلبث أن يعيدها وهو مطأطئ الرأس قد احمر وجهه من الخجل .. إنها الفطرة الإنسانية النقية التي تزلزل أعماق الطفل الصغير فيرى فيما أقدم عليه خطأ فادحًا يجب عليه أن يبادر بإصلاحه وإلا نزلت عليه عقوبات غيبية لا يعرف مداها .

هذه الفطرة الإنسانية التي أدى سحقها في نفوس البعض إلى تحويل مجتمعاتنا إلى غابة يتحكم فيها مجموعة من الوحوش التي لا تعترف بالقيم ولا يشغلها سوى أن تعيش وتسيطر وتمتلك وتكبر و تنهب وتسلب لتغنى ولو أحاط الفقر برقاب الآخرين .. ولو أذلتهم الحاجة وقتلهم العوز .. وهؤلاء الذين قتلوا فطرتهم الإنسانية بأيديهم وتلذذوا بقتلها حتى صارت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة ما عادوا يهتمون بصرخات الفقراء المنهوبين رغم أنها تزداد يومًا بعد يوم ويعلوا صداها في أرجاء تتسع ساعة بعد ساعة و تخرج في كل مرة من نفوس يزداد إحساسها بالحسرة ويتعمق شعورها بالظلم وتترسخ في داخلها آلام العجز ... ورغم اليقين بأنه لن يكون لصرخاتها صدى في النفوس التي غشيتها ظلمة الأطماع وأعمتها وأصمت أسماعها الأنانية ... إلا أنها لا تزال تردد ‘ إحنا مش مسامحين ‘ ... تتردد هذه الكلمة في كل أنحاء الوطن.... ‘ إحنا مش مسامحين ...’ مش مسامحين أولئك الذين أكرموا أعداءنا وأهانوا أبناءنا .. مش مسامحين أولئك الذين تسببوا في معاناتنا وآلامنا .. مش مسامحين أولئك الذين أعادوا الوطن للوراء وحرموا أبناءه من خيره بعد أن سلبوهم حقوقهم ونهبوها ظلمًا وعدوانًا .... مش مسامحين أولئك الذين غرسوا الفساد في تربته .. وظلوا ينشبون أظفارهم في قلوب من يحبه ويدافع عنه.... ‘ مش مسامحين ‘يقولونها وهم يعلمون أن الجناة ليست لهم براءة الأطفال كي يأتوا وهم مطأطئين رؤوسهم من الخجل ليعيدوا ما اغتصبوه أو ليصلحوا ما أفسدوه .... لكنهم يقولونها وهم على يقين أن الله لن يتركهم , وأن العقوبات التي لا يعرف مداها إلا هو سبحانه قادمة لا محالة ... فالله يمهل ولا يهمل .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الثورات العربية، حركات التحرر العربي، الثورات الإجتماعية، الفساد، مقاومة الفساد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-08-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الطرابلسي، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، حاتم الصولي، نادية سعد، عبد الله الفقير، ضحى عبد الرحمن، د - المنجي الكعبي، الهيثم زعفان، صلاح المختار، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، مجدى داود، الهادي المثلوثي، د- جابر قميحة، حميدة الطيلوش، د. صلاح عودة الله ، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، فتحي الزغل، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، مصطفى منيغ، صباح الموسوي ، سلوى المغربي، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، محرر "بوابتي"، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، أ.د. مصطفى رجب، محمود سلطان، إياد محمود حسين ، كريم السليتي، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، علي الكاش، سلام الشماع، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله زيدان، رافع القارصي، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، سيد السباعي، د - عادل رضا، سامر أبو رمان ، مصطفي زهران، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد عمر غرس الله، محمد شمام ، كريم فارق، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، عمار غيلوفي، د- محمد رحال، تونسي، عمر غازي، إسراء أبو رمان، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، خالد الجاف ، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، فهمي شراب، محمد العيادي، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، سعود السبعاني، ماهر عدنان قنديل، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، أنس الشابي، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، أبو سمية، وائل بنجدو، عراق المطيري، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة