البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مرضا النخبة "التونسية" الخبيثان: الوصولية و الضحالة الفكرية

كاتب المقال د.الضاوي خوالدية - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6313 Dr_khoualdia@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن المجمع عليه لدى دارسي الشخصية التونسية من علماء الاجتماع و الأنتروبولوجيا و الحضارة أنها، عبر تاريخها، وصولية همها تحقيق مآربها لا أخلاق تردعها و لا وازع ديني يصدها عن تحقيق امتلاك ما طمعت فيه و لذلك لم تكن يوما مع المستضعفين من الشعب أو مع الثائرين في سبيل الحرية و الانعتاق للشعب
( علماء المالكية يشجعون الباي اليوناني الحسيني على عدم العمل بدستور 1864
– عداء علماء الزيتونة لثورة علي بن غذاهم
– تأييد عامة النخبة احتلال تونس
– النخبة عهد بورقيبة دستورية مخبرة في مجموعها
- النخبة تسطو على ثورة 2011 ممتصة بعض دمها ملوثة البعض الآخر بفيروسات فتاكة مرجعة الثورة جثة إلى بيت طاعة أسيادها الأول ...)

إن ما أشرت إليه من وصولية النخبة لمعروف لدى الجميع لكن ما يبدو مستغربا أحيانا، على أن مصدره النخبة التونسية أيضا، هو ضحالة ثقافتها ( أو جهلها التام) الملاحظ تفشيها لدى نخبة تونس و هذه بعض ملامحها:
حداثيو تونس يعلنون الحرب الحامية الشاملة على إسلامييها الذين قد يهددون مصالحهم الموروثة "شِيخ عن شيخ و خليفة عن خليفة و ڨومي عن ڨومي و قواد عن قواد و صبايحي عن صبايحي"...جاهلين أنّ الحداثة ليست تغريبا و انبتاتا و تبعية و أنها، الحداثة، تنفجر من الثقافة الأم مستأنسة بتيارات الفكر الحر العالمي أما حداثتهم فسلفية متخلفة إذ السلفية هي أن تستعير إنتاجا فكريا أو ماديا من زمان آخر ( و لو كان مكانه مكانك) أو من مكان آخر ( و لو كان زمانه زمانك) مع العلم أن الذي بهر النخبة التونسية المتفرنسة هو فرنسا القرن XIX الذي هو نتاج لتطور فرنسي أوروبي بدأ منذ القرن XVI. فمتى يصبح الصراع في الساحة التونسية مقودا بالأفكار و البرامج و التعدّدية و المواطنة؟

و لعل ما يدعو إلى انفجارات ضحكية ما يذاع الآن من أن اليسار الدستوري ! الذي بينه و بين النهضة داء الضرائر مصاب بهيام غير قابل للاحتمال لبورقيبة و فكره "الحداثي" و سياسته "الرشيدة" دون أن يجد، هذا اليسار الهائم، من يرشده إلى أن بورقيبة سلفي تغريبي رأى في حضارة الغرب الكمال و المثال الأعلى، وهو عقدة الشعور بالنقص التي دمّرت شعبا، وفي حضارة العرب المسلمين التخلف البواح و أن سياسة بورقيبة الرشيدة وصفها أحمد التليلي أحد أعضاده المقربين في رسالته إلى بورقيبة 26 جانفي 1966 ( بعد 10 سنوات من استلام بورقيبة حكم تونس)

و إليك أيها اليساري الدستوري التجمعي و رفاقك أربع فقرات منها تصور منهجية بورقيبة في تدمير البلاد
يقول أحمد التليلي:" في الوقت الذي يمر فيه الشعب التونسي بفترة من أخطر فترات تاريخه يفرض عليّ الواجب أن ألح لديكم على مراجعة السياسة أو على الأصح – و دون انفعال – مراجعة طرق الحكم التي أردت بالبلاد اليوم في حالة من الخطورة تهدد بجعلها في المستقبل القريب منسدة الآفاق" " إن نظاما يفرض نفسه على شعب بالقوة و يرفض تشريكه في التصرف في شؤونه هو نظام محكوم عليه حتما بالفشل" " إن المجاعة لتنتشر تعاضدها البطالة المستفحلة، رغم الإعانات الأجنبية السخية، و في نفس الوقت تتكون طبقة جديدة تثرى على حساب الشعب الغارق في الفقر و البؤس و الرشوة... إنه السباق نحو تجميع الثروات و بناء القصور و امتلاك الضيعات و تهريب الأموال إلى الخارج" " تهشيم الاتحاد العام التونسي للشغل" و تدجينه و تعطيل سيره ثلاث مرات في أقل من تسع سنوات من "الاستقلال": " 1956-1963-1965"...

هذا بعيد ما يسمى بالاستقلال بعشرة سنوات، لو امتد عمر أحمد التليلي إلى الآن لانتحر في ساحة عامة كمدا على وطنه.
يا سعد من بـــــــــــــاع دار ه
و م المال حصل نصيبــــــــه
في البحر ركب صغــــــــاره
..... و لا ڨعادك في بر تونس
كل يوم تسمع غريبــــــــــــه





 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، بقايا فرنسا، النخب التونسية، النخب المتغربة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أيصحّ إطلاق لفظة "دولة" على الحكم في البلاد العربية؟ تونس الحديثة نموذجًا
  السحرُ بلية الشباب التونسي الثالثة
  مرض تونس العضال انقسام شعبها بين هويتين
  تونس بعد الثورة المجهضة بين حكام أمس وتوافقيي اليوم
  من معالم الإبداع في الفكر البورقيبي في الاقتصاد: السياحة
  إذا أتاك حديث المدارس الخاصة التونسية
  ما أجهل و أسخف من تجرأ على نقد بورقيبة !
  من هو الشعب الضحية الثالث في العالم؟
  قمة الأعراب أيأست العرب و أضحكت غيرهم
  أسلحة استئصال الإرهاب
  أمراض تونس الخبيثة :طبقة حكم و تلوث و عنصرية
  الشعب التونسي في صور من شعر الشابي
  أمثال تونسية تصور نخبة حكم بلادها
  حكاية لقب: بن متيشة أو بن تيشة؟ حكاية مثل: من أشبه "جده" فما ظلم!
  رسالة إلى السيد وزير الثقافة : الثقافة الثقافةَ "إن سر تخلف تونس يعود إلى قتل الأفكار و إفساد الأخلاق و موت الكتاب و مسخ الهوية"
  صالحونا يا كبراء الثورة المضادة المجيدة
  النخب العربية مريضة ثقافة و أخلاقا النخبة التونسية نموذجا
  حج التونسي الأغلى و الأشق و ...
  ومن التنازل ما قتل تعليق على منزِّه سياسة النهضة من الزلل
  في أسباب فساد نظام الحكم في تونس " الحديثة"
  مأساة تونس منذ 814 ق.م، الحكام ملهاة الحكام منذ 814 ق.م، تونس
  رسالة عاجلة إلى مؤرخي تونس في ذكرى الجمهورية الفاشلة
  الفسدة يٌستأصلون
  المتلوي عاصمة مناجم الفسفاط تُباد
  أحزابنا ثلاثة أصناف : صنف جثة متعفنة و صنفان يعظمان في السر و يصغران في العلن
  الفساد و الإفساد الحداثيان نعمة خُصت بها تونس
  فلسطين المثخنة بالجراح بين أبطال عزل و دياييث و أشرس عدو
  إلتماس إستعطافي من رجال إعلام "تونس" الحداثي...
  بورقيبة و الاتحاد العام التونسي للشغل أو إعقام حركة التحديث في تونس
  مرضا النخبة "التونسية" الخبيثان: الوصولية و الضحالة الفكرية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خالد الجاف ، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، صفاء العراقي، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفي زهران، د - المنجي الكعبي، د - محمد بنيعيش، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، ماهر عدنان قنديل، سيد السباعي، العادل السمعلي، عبد الله الفقير، مراد قميزة، تونسي، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحـي قاره بيبـان، سامح لطف الله، سلوى المغربي، أحمد الحباسي، د - محمد بن موسى الشريف ، الهيثم زعفان، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، سلام الشماع، صباح الموسوي ، د - مصطفى فهمي، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، د - شاكر الحوكي ، مجدى داود، أنس الشابي، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، د. طارق عبد الحليم، ضحى عبد الرحمن، طلال قسومي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، سامر أبو رمان ، مصطفى منيغ، أحمد النعيمي، ياسين أحمد، محمد الياسين، محمد يحي، يحيي البوليني، عواطف منصور، فتحي العابد، د - الضاوي خوالدية، إيمى الأشقر، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، عزيز العرباوي، رافع القارصي، الناصر الرقيق، محمود طرشوبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي الزغل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم السليتي، سعود السبعاني، محمد الطرابلسي، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، صلاح المختار، جاسم الرصيف، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فهمي شراب، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، محمود سلطان، صالح النعامي ، كريم فارق، د- جابر قميحة، د- محمد رحال، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، علي عبد العال، أحمد بوادي، محمود فاروق سيد شعبان، إسراء أبو رمان، عمر غازي، منجي باكير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، نادية سعد، د - عادل رضا، أ.د. مصطفى رجب، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، د. خالد الطراولي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة