البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تهديدات حماس- حزب الله، مغزى وأصداء

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3240


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك من اعترض على حديث حماس السياسي والعسكري، عن شبكة الأنفاق والتهديد بها، وهي تلك التي قامت بتشييدها وسواء المثبّتة في بطن القطاع أو المتجهة إلى إسرائيل، باعتبارها من إنجازات المقاومة، وقد يكون للمعترضين مبررات، ترتكز على أنها من الأسرار العسكرية التي لا يجوز الكشف عنها، وعلى أن الحديث بشأنها لا يعدو كونه حالة من التسيّب الأمني والفلتان الإعلامي، وبالتالي إعطاء ذريعة مسبقة لإسرائيل، باتجاه تشغيل حرب مجنونة ضد القطاع وبلا أي تمييز.

وبنفس الصيغة – تقريباً- واجه الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" اعتراضات، بشأن إعلانه خلال خطابه الأسبوع الفائت، عن أن لدى حزبه القدرة (تُماثل قنبلة نووية) على ضرب حاويات الأمونيا الكبيرة المتواجدة في المنطقة الصناعية في خليج حيفا، في حال اندلاع حرب جديدة، وهناك مبررات أيضاً، بأن لا يجوز الكشف عن قوّة الحزب الصاروخية، أو إعطاء إسرائيل الفرصة لتفادي أي مخاطر محتملة، أو عن خشية من أن يكون الإعلان عنها والحديث بشأنها، حافزاً أمام إسرائيل لاكتساب المزيد من الإدانات الدوليّة ضد تلك التهديدات.
ربما نجمت تلك الاعتراضات عن تسرعٍ وعجلة، باعتبار أن التهديدات لم تكن جزافاً، أو من غير هدف، بل جاءت عن قصد وإصرار، وسواء من حماس أو "نصر الله" وذلك رغبةً في إذكاء الحرب النفسيّة باتجاه إسرائيل، فبالنسبة لحماس فإن التحدث حول الأنفاق وبإسهاب غير مُمل، يأتي ترتيباً على اعتقادها بأنها هي الرابحة في هذا المجال، بسبب أن الإسرائيليين (ككل)أكثر عرضة للتأثّر بها من العرب والفلسطينيين، وفي ضوء أن بات لديهم، بأن الأنفاق الواصلة إلى أسفل مخادعهم، ماهي إلاّ مصانع للسلاح ومسارات للمقاومة، وأماكن آمِنة للمحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة.

وهي – الأنفاق- وإن تمّ العلم عن بداياتها، فلا أحد يعلم بمساراتها، ولا إلى أين تنتهي، والتقدير نفسه ينطبق على حزب الله، الذي قصد ردع إسرائيل عن شن أي حرب، من خلال تهديده باستهداف حاويات الأمونيا، باعتبارها أقرب وأبلغ أثراً لدى الإسرائيليين من استهداف منصات الغاز في عرض البحر.

أي كيان قائم، وسواء كان دولة أو أي جهة تُواجه مشكلات عدائية، تمنح حيّزاً ما للحرب النفسية، وإن كان بنسبٍ مختلفة تهبط وتصعد تبعاً للقوّة التي تملكها، والوقت وكميّة الحاجة إلى تلك الحرب، وخاصة بالنظر إلى فاعليتها، والتي غالباً ما تفيض عن الحرب العسكرية ذاتها، بحيث تحول دون اندلاع النار بين أطراف كانت على شفا الهاوية، وتضع حداً للنار المشتعلة.

اعتمدت إسرائيل منذ نشأتها على الحرب الدعائية، وعلى المستويين السياسي والعسكري، حيث داومت على تنبيه العرب والفلسطينيين وجهات مُعادية أخرى، إلى قوّة الردع التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، واستمرّت على التهديد بتطبيقها على الأرض، في مُقابل احتوائها المواقف والتهديدات العربية التي تنطلَق باتجاهها.

وكانت شهدت الفترة الماضية المزيد من التهديدات الإسرائيلية، لأغراض نفسية، تُوحي بأنها على استعدادٍ للقيام بتهديم ما تبقى من قطاع غزة في حال اضطرت إلى ذلك، أو تلك التي تهتم بشأن شن حرب غير مسبوقة، ضد الأراضي اللبنانية، وخاصة ضد منطقة الضاحية الجنوبية في قلب العاصمة بيروت، باعتبارها مركز تنظيم حزب الله، حيث يضم كبار قادته ومؤسساته السياسية ووسائله الإعلاميّة.

حتى هذه الأثناء، فقد أفاض وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعالون" ورئيس أركانه "غادي آيزنكوت" وقياديين آخرين، بالحديث عن أن الجيش الإسرائيلي، يمتاز بقوة ردعٍ فائقة، تُمكّنه من غير جهدٍ يُذكر، التهام أي أعمال عسكرية عدائية، ومن ثم تحقيق النصر، ما يعني أن على المقاومة، وسواء في الشمال (حزب الله) أو في الجنوب (حماس) المحافظة على الهدوء.

برغم قوّة الردع التي تحدّثوا عنها، والظهور بعدم الانشغال كثيراً بالتهديدات المُستلمة، إلاّ أن تأثيراتها بدت بالغة، فبالإضافة إلى التأثيرات النفسية الكبيرة التي غمرتهم قبل طوافها أنحاء إسرائيل، جعلتهم يُفكرون جدّيّاً، بإيقاف أو تبطيئ أي نوايا عدوانية، وسواء ضد القطاع، أو ضد الأراضي اللبنانية، حيث يتعذّر القيام بعمل عدائي باتجاه القطاع، طالما لم تجد مسألة الأنفاق حلولاً ناجعة للقضاء عليها.

كما أن التهديد باستهداف الحاويات، أصبح بمثابة الرباط الذي أوثق أيديهم إلى خلف ظهورهم، من القيام بمغامرة عسكرية ضد الأراضي اللبنانية أو ضد التنظيم على الأقل، وفي ضوء تعوّدهم على صدقيّة التهديدات التي يقوم بالإعلان عنها "نصر الله"، حيث اضطرّوا لأن يُفكّروا كـ (مبدأ أمان)، بنقل تلك الحاويات – وربما غيرها - إلى أماكن بعيدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فتح، حزب الله، السلطة الفلسطينية، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حميدة الطيلوش، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، مجدى داود، علي عبد العال، محمد الياسين، د. أحمد بشير، أحمد الحباسي، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، العادل السمعلي، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، إياد محمود حسين ، عزيز العرباوي، أنس الشابي، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، فتحي الزغل، حسن الطرابلسي، عواطف منصور، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله زيدان، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، أحمد النعيمي، محرر "بوابتي"، رمضان حينوني، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، جاسم الرصيف، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، ياسين أحمد، أبو سمية، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، د. خالد الطراولي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، حاتم الصولي، صالح النعامي ، رافع القارصي، محمد العيادي، فهمي شراب، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، صلاح المختار، محمد شمام ، الهيثم زعفان، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، أحمد ملحم، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، عبد الغني مزوز، منجي باكير، مراد قميزة، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، تونسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رضا الدبّابي، فتحي العابد، د. أحمد محمد سليمان، يحيي البوليني، ماهر عدنان قنديل، نادية سعد، محمد يحي، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، حسني إبراهيم عبد العظيم، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد عمر غرس الله، مصطفي زهران، طلال قسومي، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمد رحال، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العراقي، وائل بنجدو، د - محمد بنيعيش، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - مصطفى فهمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة