البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عمالة لإسرائيل، أم فوضى وصراع داخل البيت الفلسطيني ؟

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3191


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


خلال اليومين الفائتين، نشرت وكالات الأنباء خبراً، يُفيد بقيام أجهزة الأمن الفلسطينية، باعتقال أحد مساعدي كبير المفاوضين الفلسطينيين د. "صائب عريقات" الذي بدوره يُعتبر من أكثر المساعدين المقربين لرئيس السلطة الفلسطينية "أبومازن"، للاشتباه بقيامه بنشاطات عمالة وتجسّس لصالح إسرائيل، كانت زرعته داخل البيت التفاوضي الفلسطيني بعناية فائقة، وكان – بحسب مصادر فلسطينية - قد اعترف بالتّهم الموجهة إليه بعد اعتقاله، والتي منها، قيامه بنقل معلومات سرّيّة إلى إسرائيل.

وإذا كان الخبر قد شكل صدمة قاسية، إلاّ أن الصدمة الأكبر، نجمت عن أن الحادثة، تميّزت بامتدادها على مدار أكثر من عقدين من الزمن، أي منذ بداية المسيرة التفاوضية، التي نص عليها اتفاق أوسلو 1993، ولم تُكتشف من قِبل أجهزة الأمن الفلسطينية طوال تلك المدة، بما يعني وجود مشكلتين حادّتين في آنٍ معاً: قصور تلك الأجهزة عن كشف العمالة في أوقات مُبكّرة، والإخفاق بشأن إحراز أي نتيجة في المفاوضات السياسية، سيما وأن المفاوضين الإسرائيليين، كانوا يعلمون كيف يُفكر الفلسطينيون.

هذا الخبر أصبح حقيقة – كونه خبراً على الأقل-، بعد أن تم نفيهُ بداية الأمر من "عريقات" نفسه، خاصةً بعد تأكيده بأن ما تمّ تناقله، هو عارِ عن الصحة، وبأن امرأة هي من تشغل منصب مدير مكتبه وليس رجلاً.

ربما نجد له العذر في نفيه لهذه الحادثة، بسبب أن هذا السلوك هو من الأمور الواردة في علم السياسة، وسواء كان لحساسية الأمر وحرجه، أو لهول الصدمة أيضاً، بسبب أن أعضاء مكتبه على الأغلب، يكونون من اختياره، كما يمكن إعطائه عذراً آخر أيضاً، عندما اعترف بها طواعيةً، وسواء حينما أصبحت أمام عينيه، بأن خطر إخفائها بات واضحاً، بحيث لا يسهل إصلاحه، أو لأن مسألة الاعتراف بها تُمثّل ضرراً أقل، من احتمالات بدت له أكثر من قاسية.

هناك سياسيّين ومُهتمّين، لا تبدو هذه المسألة لديهم صحيحة، بحيث لا تنطبق عليها عبارة (قضية تجسسيّة)، بسبب مسارعة الجهر بها إلى وسائل الإعلام، إذ لم يتم التعامل معها بسرّية، كما هي العادة في مثل هذه القضايا، وعلى أنها ليست كأيّة حادثة تجسسيّة أخرى، كما ولا تبدو صفة جاسوس أو عميل، حقيقية بالمعنى السائد، وهي تلك التي تم إلقائها على الشخص الذي تم اعتقاله، بسبب أن حيازته تلك الصفة، كانت رغماً عنه.

هناك توقعات مهمّة في شأنها، منها ما تصل إلى درجات يقينيّة، من أنها تكمن في نزوفات قويّة داخل حركة فتح نفسها، ومنها ما تُؤكّد بأنها حيكت بفعل كوادر فاعلة- داخل الحركة- ضد شخص "عريقات" تحديداً، رغبةً منها في إحراجه وإظهاره أمام الكل وكأنه مُتعاوناً مع إسرائيل، - برغم وقوفه أكثر من مرّة على أبواب الرئاسة طالباً الاستقالة من منصبه كـ (كبيرٍ المفاوضين الفلسطينيين)- وذلك في ضوء أن هناك قيادات تطمح نحو سدّة الحكم، ترى بأنه يُشكل خطراً أمامهم على منصب الرئاسة مستقبلاً، كونه ينعم بسجلٍ حافلٍ بالمكانة والإرث السياسي، ويحظى بثِقةٍ وترحاب محليٍ ودوليٍ أيضاً.

كما أن منها، ما تقول بأنها – الحادثة- كافية لإعطاء مبررٍ جيّدٍ، لمواجهة الشعور بالإخفاقات الفلسطينية المتتالية، في المفاوضات أمام الجانب الإسرائيلي - كما ورد عن مصادر إسرائيلية-، ويمكن إضافة توقعاً آخر- وهذا مُهم- وهو الذي يأتي للتغطية على "أبومازن" باعتباره السبب الرئيس، في تدهور أوضاع القضية الفلسطينية، ووصولها إلى مآلات مُحزِنة.

سيما وأن الفلسطينيين لم ينالوا بفضل سياسته، على أيّة تقدمات في العملية السياسية، ولم يجنوا أيّة خطوات دولية مهمّة (الأوروبية بخاصة)، وسواء بشأن تقديم مبادرات سلام جيّدة، أو بالنسبة لدفع مسيرة المفاوضات، من خلال ممارسة ضغوط كافية على إسرائيل، باعتبار مساعيها التي أقبلت على تطبيقها، منذ الماضي وإلى الآن، هي مساعٍ هامشية ويمكن ببساطة الالتفاف عليها.

على أي حال، فإن الحادثة ليست هي المهمّة، لكن ما سيترتب عليها لاحقاً هو الأهم، وسواء إذا ما تم إثباتها على أنها قضية تجسّسية بحتة، أم أنها صراعية داخلية محضة، فهناك خشية هائلة، من أن تُسببان خلخلة كبيرة داخل السلطة الفلسطينية وحركة فتح بذاتها، حيث ستكون هناك تمزّقات تفاوضية مُحدقة، ومن العسير ترقيعها في حال استؤنفت المفاوضات، إذا ما كانت تجسّسية، وفي أنها ستفتتح أبواباً مُغلقة أمام تصدعات أخرى أمام قيادات متنافسة داخل الحركة الفتحاوية، بحيث لا يمكن تسويتها بسهولة، إذا ما تبيّنت بأنها صراعيّة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، فلسطين، المستوطنون، الجيش الإسرائيلي، المقاومة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
وائل بنجدو، حسن عثمان، د- جابر قميحة، أنس الشابي، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، الهادي المثلوثي، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، ياسين أحمد، كريم فارق، الهيثم زعفان، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بنيعيش، المولدي الفرجاني، محرر "بوابتي"، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح الحريري، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، سعود السبعاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، مجدى داود، عواطف منصور، عبد الغني مزوز، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، سامح لطف الله، علي الكاش، عبد الله الفقير، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، حميدة الطيلوش، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، رافع القارصي، صالح النعامي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مراد قميزة، أبو سمية، د - شاكر الحوكي ، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، حاتم الصولي، أحمد النعيمي، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، محمد العيادي، محمد الطرابلسي، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، محمود سلطان، د - عادل رضا، يزيد بن الحسين، د.محمد فتحي عبد العال، رحاب اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، محمد الياسين، سلام الشماع، صباح الموسوي ، محمود فاروق سيد شعبان، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، علي عبد العال، د. أحمد بشير، منجي باكير، مصطفي زهران، طلال قسومي، كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رضا الدبّابي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد يحي، د - مصطفى فهمي، خالد الجاف ، الناصر الرقيق، محمد شمام ، سيد السباعي، عمار غيلوفي، نادية سعد، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، عزيز العرباوي، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، فهمي شراب، د. أحمد محمد سليمان، عراق المطيري، د. صلاح عودة الله ، د. ضرغام عبد الله الدباغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة